لهذا فلقد كانت ولا تزال عاصفة الحزم بمثابة طوق النجاة للشعب اليمنى من السقوط فى براثن الدولة الطائفية ونظام ولاية الفقيه وهو الأمر الذى تستميت من أجل تحقيقه ميليشيات الحوثى، مقتدية ومدعومة من نظام الملالى فى طهران، ومن ذلك إظهارها تحولاً نوعيًا كبيرًا فى مواجهتها للعرب والمسلمين لصالح التمدد الفارسي، وكانتصار وحماية للهوية العربية والإسلامية فى اليمن من خطر المد الإيرانى، وبفضل عاصفة الحزم تمكنت الشرعية فى اليمن من استعادة السيطرة وتحرير الجزء الأكبر من تراب اليمن، وتحرير كثير من المؤسسات الاقتصادية والمالية من قبضة الانقلابيين، وتفعيل جميع وزارات ومؤسسات وهيئات الدولة لدعم تحرير الوطن واستعادة الدولة وإنهاء الانقلاب. ومع طول أمد الحرب بسبب تواصل المساعدات اللوجيستية والمخططات الإيرانية العدائية تجاه المنطقة، وبسبب تخاذل الدول الكبرى فى حل النزاع والوقوف فى وجه الحوثيين ومن يقف ورائهم،وبسبب تهاون مناديب الأممالمتحدة وتدليلها للحوثيين ومساواتهم بأهل الشرعية باليمن، وبسبب تدخلات مجلس الأمن وبما يعمل لمصالحه المغلقة ومصالحه التى تتغذى على طول أمد الحرب، وبما يؤذى العرب ويؤخر مسيرتهم ويستنزف مقدراتهم ويضعف جيوشهم من اجل تحقيق الغرب وأمريكا لأهداف سياسية واستراتيجية بالمنطقة، ولهذا لم تعد المنطقة العربية مع هذا التصعيد وإصرار الحوثى على مواصلة القتال بمساعدة إقليمية ودولية أمام أبرهة واحد بل أمام أكثر من أبرهة ليصبح زماننا الذى نعيشه بحروبه ونزعاته وإرهابه وخرابه واحتلاله واستيطانه أكثر بكثير مما فعله أبرهة فى زمانه، فلقد جاءت حماية الكعبة وحماية أهلها وهزيمة أبرهة فى حينه بمعجزة من الله وذلك لان أهل مكة فى هذا الزمان لم يكونوا يملكون القوة التى كان يملكها أبرهة؛ ولأنهم لم يملكوا القوة كانوا يملكون الإيمان بقدرة الله على حماية بيته فجاءت المعجزة، أما الآن وفى زماننا الحالى ومع امتلاك غالبية الدول للقوة فقد جعل الله النصر لمن يأخذ بأسبابه ويحسن توكله على الله وهو ما يفعله التحالف العربى من اجل استرداد اليمن، ولهذا فقد وسع الحوثيون من عملياتهم العسكرية بأسلحتها وصواريخها وطائراتها النوعية، وبسبب جمود تقدم القوى الشرعية على الأرض لخداع الأممالمتحدة بمبادراتها وحلولها السياسية غير المنصفة تجرأ الحوثيون وإيران على استهداف المطارات والأماكن الحيوية بالسعودية والإمارات العربية ومنها مطار نجران ومطار جازان وأبها السعودية، واستهداف المؤسسات التجارية والخدمية ومنشآتها النفطية باستخدام الصواريخ الباليستية الإيرانية ومئات الطائرات المسيرة وآخرها استهداف وتخريب منشآت شركة ارامكو النفطية السعودية، واستهداف غالبية الأراضى السعودية وعلى رأسها استهداف مكةوجدة سابقا بالصواريخ التى تذكرنا بزمن وعدوان أبرهة،كما عمدت تلك الميليشيات لتخريب وحجز السفن التجارية فى عرض المياه الإقليمية لدولة الإمارات والسعودية ومياه الخليج والبحر الأحمر وغيرها بدعم من النظام الإيرانى الذى يستهدف ضرب السفن التجارية والمنشآت النفطية والمصالح الدولية بالخليج والمنطقة، وقد سبق وكتب نائب وزير الدفاع السعودى الأمير خالد بن سلمان فى تغريدة على تويتر ما قامت به الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران من هجوم إرهابى على محطتى الضخ التابعتين لشركة أرامكو السعودية وعلى البنية التحتية المدنية مؤكدا أنها ليست سوى أداة لتنفيذ أجندة إيران وخدمة مشروعها التوسعى فى المنطقة، وأكد الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز أن ما يقوم الحوثى بتنفيذه من أعمال إرهابية بأوامر عليا من طهران يضعون به حبل المشنقة على الجهود السياسية الحالية أما عادل الجبير وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودية فقال فى تغريدة له بأن الحوثى يؤكد يومًا بعد يوم بأنه ينفذ الأجندة الإيرانية ويبيع مقدرات الشعب اليمنى وارثه الحضارى والدينى لصالح إيران ومعتبرا ميليشيا الحوثى بأنها جزء لا يتجزء من أفرع الحرس الثورى الإيرانى الذى نشر أكثر من ميليشيا له بالمنطقة العربية لتنفيذ مخططات وأجندات الدولة الفاشية، تلك الدولة التى أعادت للذاكرة العربية وللأذهان زمن أبرهة الحبشى.