أكد الأديب يوسف القعيد، أن الدور السادس في مؤسسة الأهرام، والذي كان يضم مكاتب قادة الفكر والأدب في القرن العشرين، ساهم في تكوين جيل الستينيات، بشكل يفوق دور المؤسسات الثقافية، وكان مجرد الذهاب والاستماع إلى القامات الفكرية، أمثال توفيق الحكيم ونجيب محفوظ، تشكيل لوجدان الأجيال الجديدة. وأشار "القعيد"، خلال لقاء فكري عقدته مكتبة الاسكندرية، في احتفالية خاصة بمرور 144 عاما على تأسيس صحيفة الأهرام، إلى أن علاقته مع الأهرام بدأت من خلال نشر رواياته على صفحات الجريدة ثم انتقل إلى مرحلة كتابة المقال الصحفي. حضر الاحتفالية، الدكتور مصطفى الفقي، مدير مكتبة الإسكندرية، ومكرم محمد أحمد، رئيس الهيئة الوطنية لتنظيم الإعلام، ونخبة من الكتاب والمثقفين. ومن جانبه، وصف الإعلامي مفيد فوزي، الأهرام بأنها كانت شريكًا للمصريين بكافة طبقاته، وقال: "تعلقت بالأهرام لما يمتلكه من مصداقية الخبر وصوت الدولة أحيانا والرسوخ المهني والحرفي". وأشار "فوزي" إلى أنه في بداياته كره الأهرام وقاطعه لأنه رأى فيه خبر وفاة عمه وعرف بعدها أن من لم يمت في الأهرام كأنه لم يمت، متطرقًا إلى بداياته الصحفية وعلاقاته بمؤسسة الأهرام والأستاذ محمد حسنين هيكل. وأوضح "فوزي" أن الأهرام كان الشاهد على كل الأحداث التي مرت بها مصر في كل مجال، مستعرضًا بعض الرموز والأسماء التي عملت وكان لها بصمة في الصحيفة الأشهر والأقدم في الشرق الأوسط. وتحدث الكاتب الصحفي صلاح منتصر، عن تطور الأهرام منذ العدد الأول لصدورها مرورًا بالأحداث الكبرى التي شهدتها مصر خلال الحقب الماضية، قائلا:" الأهرام مدرسة جديرة بالاحترام ولها مصداقية كبرى ونرى أنه في كافة الأحداث التاريخية الكبرى كانت الأهرام تخرج بالتطور الجديد الذي يواكب الحدث". وقارن "منتصر" بين الأعداد الأولى للأهرام ومجلة النيويورك تايمز والتي سبقت الأهرام بنحو 25 عامًا في الصدور، لافتًا إلى أن الأهرام منذ بداياتها لم تكن جريدة تهتم بالشأن المحلي فقط ولكنها ربطت القارئ بالأحداث العالمية في عصر لم يكن فيه التكنولوجيا ووسائل الاتصال الحديثة فكانت الأولى التي غطت الحرب العالمية الأولى وقدمتها للقارئ المصري.
وتطرقت الكاتبة أمينة شفيق، إلى دور المرأة في مؤسسة الأهرام والصحافة المصرية بشكل عام، قائلة:" إن المرأة المصرية تشكل 40% من عدد الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين". وتحدثت "شفيق"، عن أهمية دراسة انتقال المؤسسات التقليدية والصحافة الورقية لتواكب التطورات التكنولوجية الكبرى التي يشهدها العالم، فضلاً عن افساح المجال للشباب لأنه الأكثر قدرة على فهم متطلبات العصر والتعامل معه. وأكد الكاتب الصحفي أحمد الجمال، أهمية اهتمام الأجيال الجديدة باللغة العربية لأنها الأصل في العمل الصحفي، كما أشار إلى أن الأهرام هي من قامت بردم الفجوة بين المثقفين والصحافة وكذلك الأكاديميين والصحافة من خلال تقديمهم عبر صفحات جريدة الأهرام. وكان الدكتور مصطفى الفقي قد افتتح الاحتفالية صباح اليوم، بمشاركة عدد من القيادات الصحفية، يتقدمهم مكرم محمد أحمد؛ رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، وكرم جبر رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، وعبد المحسن سلامة؛ رئيس مجلس إدارة الأهرام، وعلاء ثابت؛ رئيس تحرير جريدة الأهرام، إلى جانب عدد من الكتاب والمثقفين وقيادات المؤسسات الصحفية الأخرى؛ ومنهم: الروائي يوسف القعيد، والإعلامي مفيد فوزي، والكاتبة أمينة شفيق، والدكتور سليمان عبد المنعم، وصلاح منتصر، وأسامة الغزالي حرب، وغيرهم.