استقبل الدكتور هشام قنديل، رئيس الوزراء، بمكتبه صباح اليوم، الداعية السعودي محمد العريفي. وعلم "اليوم السابع" أن قنديل وجه خلال اللقاء الشكر للداعية الكبير علي خطبتيه اللتين ألقاهما عن فضائل مصر وأهلها. وكان "العريفي" ألقي خطبة في الرياض الشهر الماضي عن فضائل أهل مصر، وتحدث في ذات السياق في خطبته أمس بمسجد عمرو بن العاص بالقاهرة، بعد قبوله دعوة شيخ الأزهر لزيارة مصر وإلقاء خطبة الجمعة من فوق أحد منابرها. التقت منظمة اتحاد المحامين للدراسات القانونية والديمقراطية بالشيخ محمد العريفي، الداعية الإسلامي وأستاذ العقيدة ومقارنة الأديان، في لقاء ضم محمد طلعت عضو اتحاد المحامين، وعددا من الصحفيين، والفنان أحمد عبد الوارث، والمدير العام لمنظمة اتحاد المحامين شادي طلعت، وذلك مساء أمس الجمعة. وفي سؤال للشيخ العريفي عن رأيه في اتجاه الدكتور محمد مرسي، وجماعة الإخوان، لتوطيد العلاقات مع إيران، ورأيه في مدي خطورة تلك العلاقة وتأثيرها فيما بعد علي مصر ودول الخليج، قال "أنا لا أعلم ما مدي العلاقات المصرية الإيرانية أو محاور تلك العلاقة، إلا أن رسول الله صلي الله عليه وسلم، تعامل مع الكافة من المختلفين معه سياسياً وعقائدياً، وإن كانت علاقة مصر بإيران ستدر خيراً علي البلاد فلا مانع، شريطة ألا تضر علاقة البلدين بمصالح مصر والعرب، فالعرب مرتبطون بمصر ارتباطاً وثيقاً، فإن مصر قامت وصعدت لصعد العرب معها، وإن هي لا قدر الله تأثرت وضعفت لضعف العرب معها، كما لا يجب أن تكون علاقة إيران بمصر من أجل التشكيك في عقيدة المصريين، فهذا أمر مرفوض". وحول علاقته بجماعة الإخوان المسلمين، نفي الشيخ العريفي ما تردد عن أنه عضو بجماعة الإخوان المسلمين قائلا: "هذا حديث غير صحيح، فلست عضوا لا من قريب أو من بعيد بجماعة الإخوان، ولم أحضر إلي مصر إلا بناء علي دعوة من أستاذنا شيخ الأزهر الجليل"، موضحا أن ما أثير عن أنه وصف الدعاة إلي التظاهر علي حكم الإخوان يوم 25 يناير 2013 بأنهم مخربون "خبر كاذب"، وتابع "الواقع أني لم أصف دعاة التظاهر يوم 25 يناير 2013 بأي صفة مشينة، ولم أفعل ولن أفعل، فأنا بداية منشغل بأحوال داخلية تخص المملكة العربية السعودية، ومشاكلنا الداخلية تجعلني لا أجد وقتاً لمتابعة الأحوال والأجواء السياسية في مصر، فأنا أعرف أموراً عامة ولا أعرف تفصيلات، وحتي أكون متابعاً جيداً للأوضاع السياسية في مصر فهذا أمر يتطلب مني الجلوس أمام التليفزيون لخمس ساعات علي الأقل يومياً، وهذا أمر غير متاح لي، فكيف أصف دعاة التظاهر بأنهم مخربون أو خلافه، وما أود قوله إنني لا أعلم بحق أسباب التظاهر، وإن كنت من أهل البلاد فإني سأدرس أولاً الأسباب، وعندها سأقرر إن كنت سأتظاهر أم سأرفض التظاهر". ومن جانبهم، انتقد الحضور التزام الشيخ محمد العريفي الصمت داخل المملكة العربية السعودية تجاه مظالم عديدة تخص السعوديين أنفسهم، فيما قال العريفي "أنا أصنع ما يقدرني الله علي صنعه من خير إن قدر الله لي ذلك، وما أتيحت لنا النصيحة فإننا لا نؤخرها، وما نبتغي إلا وجه الله وصالح أمتنا". وعن رأيه في دعوة قيادي الإخوان عصام العريان لليهود في إسرائيل بالعودة إلي مصر، قال الشيخ محمد العريفي "لم أسمع تلك الدعوة من قبل، وحتي أجيب فعلي أن أسمع ممن أطلقها جيداً حتي أستطيع أن أبدي رأياً، وبما أنني أسمع تلك الدعوة لأول مرة فلا تعقيب عندي". ورد "العريفي" حول تساؤلات عن رأيه في النزاع السياسي بين جماعة الإخوان، والتيارات الليبرالية والعلمانية واليسارية في مصر، قائلا "إن مصر بلد حباها الله بخيرات كثيرة، وأنعم عليها بكثير من نعمه، وكان المصريون مثالاً يحتذي بهم في الوحدة والتآلف، ولكم أتمني أن يلغي المصريون تلك التصنيفات السياسية من قواميسهم، فهذا إخواني وهذا ليبرالي! ولكم أتمني أن ينصهر الجميع تحت مظلة واحدة وهي مصر. وأضاف محمد العريفي "لست مقيماً بمصر حتي أستطيع الحكم علي جماعة الإخوان، كما أنه لا توجد سابقة حكم لجماعة الإخوان من قبل حتي أستطيع أن أصدر حكمي عليهم". موضحا أن خلط الدين بالسياسة سببه أن الإسلام دين جامع، وتابع "لو قلنا إن لدينا طبيبًا أو مهندسًا أو خلافه، علي علم صحيح بالإسلام، فلا مانع من أن يتحدث بالدين طالما كان حديثه صحيحاً بعيداً عن أي أهواء أو أطماع، أو مغايرًا لحقيقة الدين، وكذلك الحال بالنسبة لرجل الدين، فإن كان علي علم بالسياسة علماً صحيحاً بعيداً عن أي أهواء أو أطماع فلا مانع من أن يتحدث بالسياسة". وفي سؤال للشيخ محمد العريفي فيما كتب من انتقادات له، عبر شبكات التواصل الاجتماعي بعد إلقائه خطبة الجمعة من القاهرة، قال "أنا بعد خطبة الجمعة أنشغل باقي اليوم، ولا أجد فراغاً لأتابع ما كتب عني، إلا أني أقول ما أنا إلا إنسان أصيب وأُخطئ، وإن كنت قد أخطأت فإني أسال الله أن يغفر لي ما تقدم من ذنبي وما تأخر، ولا أقول إني معصوم من الخطأ، ووالله ما أسأل الله لنفسي إلا الرحمة والمغفرة".