تقدم الدكتور محمد محسوب وزير الشئون القانونية باستقالته من حكومة هشام قنديل، معللا ذلك بأن كثيرا من السياسات والاجتهادات تتناقض مع قناعاته الشخصية ، ويراها غير معبرة عن طموحات الشعب بعد ثورة 25 يناير. وأضاف الدكتور محسوب - في نص استقالته التي نشرتها صفحة حزب الوسط علي "الفيسبوك" - إن موافقة الشعب علي الدستور تمثل إعلانا بالبدء في مرحلة جديدة تختلف في السياسات والآليات عما سبق، حتي يشعر المواطن بتغيير جذري وإيجابي في بنية النظام السياسي والأداء الحكومي. وجاء نص ستقالة د.محمد محسوب كالتالي: بسم الله الرحمن الرحيم السيد الأستاذ الدكتور/ محمد مرسي رئيس الجمهورية تحية طيبة وبعد ..؛ إيماء إلي تكليفكم للسيد الأستاذ الدكتور/ هشام قنديل ، رئيس مجلس الوزراء ، بإجراء التعديلات اللازمة علي تشكيل الحكومة القائمة. ولمّا كان الشعب المصري قد أعلن موافقته علي دستوره بعد فترة من التفاعل الاجتماعي والسياسي كلّفته دماء ودموعا ؛ وهو ما يقتضي أن يكون إقرار الشعب لدستوره إعلانا بالبدء في مرحلة جديدة تختلف فيها السياسات والآليات عما سبق ؛ بحيث يشعر المواطنون بأن تغييرا جذريا وإيجابيا قد لحق بنية النظام السياسي وطريقة الأداء الحكومي. وإذ توصلت لنتيجة قاطعة مؤداها أن كثيرا من السياسات والاجتهادات تتناقض مع قناعاتي الشخصية ، بل ولا أراها معبرة عن طموحات شعبنا بعد ثورة هائلة طاهرة دفع لأجل نجاحها الغالي والنفيس. ويأتي من ضمن هذه السياسات ، علي سبيل المثال ، ملف استرداد الأموال المنهوبة والذي كنت قد تقدمت بتصور كامل له منذ ما يزيد علي ثلاثة أشهر ، غير إن الوضع بقي علي ما هو عليه ؛ بحيث ظل الملف كاملا بيد ذات اللجنة القضائية المشكلة بقرار المجلس الأعلي للقوات المسلحة ، والتي لم تؤدِ لأي إنجاز حقيقي منذ إسناد هذا الملف لها ، وهو ما يضيّع حقوق الدولة المصرية ويمسّ هيبتها أمام الدول التي تلقت أموال الفساد الهاربة منها ، فضلا عن مصداقيتها التي تتراجع أمام مواطنيها. وبالتالي فإنني ، سيادة الرئيس ، أنتهز هذه اللحظة ، وهي لحظة تغيير ، ولحظة احتفال بموافقة الشعب علي دستوره ، والذي كنت من أقل المشاركين في صياغته وترجمة غايات شعبنا في عباراته قدر ما استطعت ؛ لأتقدم لسيادتكم باستقالتي راغبا في العودة لكتائب المصريين المستعدة دائما لخدمة شعبها ورضا ربها ؛ راجيا من الله لكم وللسيد رئيس الحكومة كل التوفيق والسداد في إدارة هذه المرحلة. وتفضلوا بقبول فائق الاحترام والتقدير ..؛ حرر في 27/12/2012 أ.د. محمد محسوب