حينما تمسي ثم تصبح، وتأخذك مشاعرك وانتمائتك لوطنك تأملات كثيرة. تحلم دائماً بأن تكون إنسان كريم، صاحب كرامة، تعتز بوطنيتك علي أرض وطنك. لقد مرت علي مصر الحبيبة، وما تزال تمر عليها مصاعب لم تشهدها من قبل، لو لم تكن هناك حروب مع عدو خارج الوطن. مرت علي مصر ثورة كانت بمثابة تطهير البلد من أنظمة وغير الأنظمة، ولكن في فترة الثورة كثرت الجرائم بأشكالها المختلفة، ولم يرحم أحد الوطن حين كان يتوجع، كانت هناك طائفة من الشعب تجري وراء ملذاتها فقط دون مراعاة لغيرها من الشعب. وفوق كل هذا وذاك لاحظنا توافد بعض الجنسيات علي بلدنا والاستيلاء علي الأراضي الصحراوية الحدودية في كل مكان من الحدود المصرية، وتمكنوا من الإفتراس علي الشعب وأراضيه، وإذا صح التعبير كانت هذه العرب منذ زمن ليس بالبعيد بأن هاجروا واستقروا علي حدودنا المصرية من جميع جوانب الوطن، وقاموا بالاستيلاء علي الأراضي 'وضع يد' بدون وجه حق بحجة أنهم يملكون جوازات مصرية 'أي مجنسين'. الأبشع من ذلك استولي كل فرد من عائلة العرب المهاجرين علي الكيلومترات من أراضينا 'وضع يد' دون مسؤولية أو دون اعتبار لأولاد البلد المصريين.. الأصليين.. الحقيقيين أصحاب الأرض. وتنظر عيناك عليهم، فتري منهم 'الفلسطيني، المغربي، التونسي والسعودي' كل هؤلاء أتوا علي بلادنا ونهبوا الأراضي بأسعار لا يتخيلها عقل ولا دين... ولا ترضي رب، إذا صح التعبير أي إحتلال لأراضينا. أسأل كل مسؤول من المسؤول عن هؤلاء.. ومن الذي أعطاهم هذه الفرصة لتملك هذه الأراضي 'وضع يد'؟ ودعني عزيزي القارئ، أبوح لك بكل مصداقية وأمانة، دعني أبوح لك بما رأته عيني من تصرفات هؤلاء العرب 'المجنسين'. يقومون ببيع هذه الأراضي للمصريين الحقيقيين أصحاب الأرض الأساسيين، بل والأكثر من ذلك يقومون ببيعها لكذا شخص، يعني عملية 'نصب واحتيال' علينا نحن المصريين، هؤلاء هم العرب المقيمين 'المجنسين' المقيمين علي أراضينا وتراهم منتشرين في 'الاسكندرية، مطروح، الساحل الشمالي، البحر الأحمر وسيناء' ودعني لو قلت لك في أماكن أخري حدودية. إنني بكل صدق ومصداقية وأمانة أكتب هذه المقالة، وأنا علي يقين بما أكتب وبما رأت عيني عما يحدث من قصص وحكايات عن هؤلاء 'المجنسين'، وبما أفاضت به بعض القلوب المتألمة من شعبنا العظيم الذين كانوا مصيدة لهؤلاء، مضيفاً أيضاً المشتكين ليِّ أوجاعهم ومشاكلهم مع هؤلاء 'المجنسين'، إنني لم أكتب عن هذا الموضوع وحدي، بل لقد كتب من قبل الكثير والكثير من الكتّاب والصحفيين الشرفاء أمثال سعيد عفيفي وغيرهم. وما أن انفرجت الهمم والعزائم لسيادة وزير الدفاع الشجاع الهمام حينما أتخذ قراره بعدم التملك للأراضي الصحراوية 'للمجنسين'. نعّم القرار الصائب يا وزير الدفاع، ودعني أبلغك لو أنك بحثت هنا وهناك لوجدت الكثير عن هؤلاء العرب 'المجنسين' بالجنسية المصرية. يا وزير الدفاع.. أسمح لي أن أتقدم إليك بتعظيم سلام 'عسكري ومدني'. ولا يسعني إلاّ ان يحضرني قول الكاتب الأمريكي، 'أنتوني روبنز' حينما قال: السبيل إلي اتخاذ قرارات أفضل هو اتخاذ المزيد من القرارات.. المهارة تولد من رحم الممارسة والتكرار. والحكم الصائب هو نتيجة الخبرة. سيادة الوزير.. أسأل أين شبابنا من تملك هذه الأراضي؟ لماذا لم نقم بإعطائهم هذه الأراضي، بدلاً من جلوسهم علي المقاهي والطرقات، وتنتشر البلطجة نتيجة عدم حصولهم علي عمل أو تملك قطعة أرض لهم في المعقول المناسب. أناشدك يا وزير الدفاع يا محترم بأن تتحري بكل الأساليب عن هؤلاء 'المجنسين' من غير الجنسية المصرية. إن ما يحدث لنا هنا علي أرض بلدنا الحبيبة مصر من هؤلاء 'المجنسين'، مقارنة بدول مجلس التعاون الخليجي، فهو عكس ذلك بكثير، فمثلاً لو أحد في دول الخليج حصل علي جنسية نفس البلد المقيم فيه، فتقوم الحكومة بإعطائه قطعة أرض لا تتعدي ألف متر، هذه هي الميزة التي تقدمها البلد للوافد المجنس الحاصل علي نفس جنسية البلد المقيم فيها. ما بالنا نحن في مصر، وهؤلاء 'المجنسين' يملكون بالكيلومترات ويقومون بالمتاجرة بأسعار مضاعفة لأولاء البلد الحقيقيين.. أتمني أن نحدد لهم التملك مثلما تفعل دول مجلس التعاون الخليجي. وحتي لا يسوء الفهم، هؤلاء العرب هم المجنسين الذين يحملون جوازات مصرية منذ القدم ويسكنون مصر منذ الزمن. أتمني لو يعود لي وطني الحبيب بكامل أراضيه، كما أرجو تفعيل هذا القرار الصائب في ربوع مصر كلها. قرار يستحق التقدير والاحترام، كي أعيش وأتعايش بكل حرية، ولم ينصب علينا أحد من هؤلاء 'المجنسين' تعظيم سلام 'عسكري ومدني' يا سيادة وزير الدفاع. حماك الله يا مصر بقلم: محمد شوارب