لا تكتمل الفرحة بعيد الفطر السعيد بمصر عبر أزمنة التاريخ الإسلامي التي مرت على مصر إلا من خلال الفرحة والبهجة على وجوه الأطفال في ربوع مصر ابتهاجا بقدوم العيد عندما يجتمعون حول المساجد وداخلها حول التكبير للعيد بعد إعلان قدومه وثبوت رؤيته ، وعادة ما تسهر الأطفال ليلا بشوارع وأحياء المدن والقرى وهم يتبادلون الأحاديث الخاصة بهم والتي تتناول إفصاح بعضهم لبعض عن ملابس العيد الجديدة التي اشتراها لهم ذويهم ويتم تباهيهم بذلك ويقومون بشراء الحلوى من محلات البقالة ويهادون بعضهم بعضا ،كما يقوم وإلى الآن الأطفال بالقرى والنجوع بمصر بالسهر ليلة العيد لوقت متأخر ويجتمعون حول الألعاب الشعبية التي يعتمد بعضها على الجري والنمر المضحكة ومنها ما يعتمد على الأغاني المرتبطة بالألعاب الشعبية وعادة ما يجتمعون في المفارق وحول محلات البقالة الشهيرة ، وعندما يحل عليهم التعب فإنهم يذهبون إلى منازلهم للنوم وهم يحلمون بصباح يوم العيد عندما يلبسون الأزياء الجميلة ويخرجون باكرا حول المساجد ليكبروا مع المصلين بقدوم العيد ، وقبل خروجهم وارتداء ملابسهم تحرص الأمهات عادة بالقيام بعملية الاستحمام للأطفال وهي عادة قديمة وكانت تجرى قبل دخول الكهرباء والأجهزة الكهربائية عن طريق غلي الماء على وابور الجاز ويتم وضع الطفل في الطست النحاس وتقوم الأم بتنظيفه حتى يتمكن من ارتداء ملابسه ويخرج في أبهة من أمره فيشعر الأطفال بهذا الطقس الخاص بيوم العيد ، ومع التطور في البناء وأسلوب الاستحمام مازالت الأمهات تحرص على أن يقوم الأطفال بممارسة تلك العادة الجميلة التي تعتبر من أعمدة الإيمان وتناسب طهارة وقداسة يوم العيد ، ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد بل نجد الأطفال يحرصون على تلقي العيدية من الكبار وهي من العادات المحببة عند الأطفال والتي تعتبر من مظاهر العيد . وفي ذلك يقول إدوارد وليم لين في كتابه المصريون المحدثون : أن من عادة المصريين أن يحتفلوا بعد ثبوت رؤية شهر شوال بالعيد الذي يسمونه بالعيد الصغير ، فبعد شروق شمس اليوم الأول يظهر الناس في ملابسهم الجديدة أو أحسنها ويجتمعون بالمساجد لأداء صلاة العيد ثم يهنئون بعضهم بعضا " ولا تكتمل تلك الفرحة إلا من خلال تجمهر الأطفال بأزيائهم الجميلة وهم يعبرون عن فرحتهم بقدوم العيد بعد حزنهم على فراق رمضان آملين أن يجدوا في العيد ملاذا للفرحة واللعب وتناول الأطعمة والحلوى والذهاب إلى الملاهي أو ركوب النيل أو التجمهر حول الأفراح الشعبية بالقرى التي تكثر خلال أيام العيد .