انطلاق برنامج لقاء الجمعة للأطفال بالمساجد الكبرى الجمعة    الجامعة العربية توصي مجلس الأمن بالاعتراف بمجلس الأمن وضمها لعضوية المنظمة الدولية    محمود عاشور: لم أكن أعلم بقرار إيقافي عن التحكيم.. وسأشارك بأولمبياد باريس    الإفتاء تحسم الجدل بشأن الاحتفال ب شم النسيم    ننشر جدول أعمال جلسات مجلس النواب الأسبوع المقبل    تخفيض سعر الخبز السياحي بجنوب سيناء    ننشر أول جدول أعمال لمجلس النواب بمقره بالعاصمة الإدارية    غرفة الحبوب: مفيش مخبز في مصر هيبيع بأكثر من 1.5 جنيه يوم الأحد.. الغلق للمخالفين    وزير المالية يلقى البيان المالى لموازنة 24/25 أمام مجلس النواب الاثنين    د.حماد عبدالله يكتب: صندوق موازنة للأسعار !!    صندوق النقد: تحرير سعر الصرف عزز تدفق رؤوس الأموال للاقتصاد المصري    5 أيام راحة.. شم النسيم وعيد العمال إجازة واحدة في مصر    الرئاسة الفلسطينية: الفيتو الأمريكي ضد مشروع عضويتنا بالأمم المتحدة "غير أخلاقي"    أول تعليق من حماس على الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة    وزير الخارجية الأسبق يكشف عن نقاط مهمة لحل القضية الفلسطينية    خبير عسكري: هجوم إسرائيل على إيران في لبنان أو العراق لا يعتبر ردًا على طهران    سكرتير المنيا يشارك في مراسم تجليس الأنبا توماس أسقفا لدير البهنسا ببني مزار    "ليس لدي أي تأثير عليه".. كلوب يتحدث عن إهدار صلاح للفرص في الفترة الأخيرة    "عملية جراحية خلال أيام".. إصابة لاعب سيراميكا بقطع في الرباط الصليبي    فيوتشر يرتقي للمركز الثامن في الدوري بالفوز على فاركو    الدوري الأوروبي – فريمبونج ينقذ سلسلة ليفركوزن.. ومارسيليا يقصي بنفيكا بركلات الترجيح    "دوري مصري ومنافسات أوروبية".. جدول مباريات اليوم والقنوات الناقلة    بسبب "عباس الرئيس الفعلي".. عضو مجلس إدارة الزمالك يهاجم مشجع (صورة)    إصابة 4 أشخاص فى انقلاب سيارة على الطريق الإقليمى بالمنوفية    ظهور أسماك حية في مياه السيول بشوارع دبي (فيديو)    انهيار منزل من طابقين بمدينة قنا    مصرع شخص وإصابة 8 آخرين إثر حادث تصادم بطريق المريوطية فى العياط    "تعليم الجيزة" تكشف نسب حضور الطلاب للمدارس وأسباب تواجدهم هذه الفترة    برج الدلو.. حظك اليوم الجمعة 19 أبريل 2024 : يساء فهمك    أحمد الطاهري يروي كواليس لقاءه مع عبد الله كمال في مؤسسة روز اليوسف    فيفي عبده ضيفة ياسمين عز في برنامج "كلام الناس".. غدًا    فيلم مشرف .. إلهام شاهين تشيد بفيلم الرحلة 404    هدى المفتي جريئة وفيفي عبده كلاسيك.. 10 لقطات لنجوم الفن خلال 24 ساعة    دعاء السفر كتابة: اللّهُمّ إِنّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السّفَرِ    دعاء للمريض في ساعة استجابة يوم الجمعة.. من أفضل الأوقات    النشرة الدينية.. هل يجوز تفويت صلاة الجمعة بسبب التعب؟.. وما هي أدعية شهر شوال المستحبة؟    طريقة عمل الدجاج سويت اند ساور    طريقة عمل الكب كيك بالريد فيلفت، حلوى لذيذة لأطفالك بأقل التكاليف    مات حزنا على فراقه، مؤذن يلحق بابنه الإمام بعد أسبوع من وفاته بالغربية    محافظ الإسكندرية يفتتح أعمال تطوير "حديقة مسجد سيدى بشر"    سيد عيد يدخل تاريخ الدورى المصرى.. 4 قصص صعود للممتاز مع 3 أندية مختلفة    نبيل فهمي يكشف كيف تتعامل مصر مع دول الجوار    يقفز بقيمة 120 جنيهًا.. أسعار الذهب اليوم الجمعة 19 أبريل «بيع وشراء» في مصر (التفاصيل)    باختصار.. أهم الأخبار العالمية والعربية حتى منتصف الليل.. الاتحاد الأوروبى يشيد بدور مصر فى تحقيق السلام المستدام بالمنطقة.. ونتنياهو يطلب تدخل بريطانيا وألمانيا لمنع إصدار أوامر اعتقال ضده من الجنائية الدولية    شعبة الخضر والفاكهة: إتاحة المنتجات بالأسواق ساهمت في تخفيض الأسعار    متحدث التعليم: لا صحة لدخول طلاب الثانوية العامة لجان الامتحانات بكتب الوزارة    القوات الجوية الروسية تقصف مواقع للمسلحين فى سوريا    بسبب أزمة نفسية.. فتاة تنهي حياتها بالحبة السامة بأوسيم    المشدد 5 سنوات لشقيقين ضربا آخرين بعصا حديدية بالبساتين    دعاء الضيق: بوابة الصبر والأمل في أوقات الاختناق    لإقامتها دعوى خلع.. المشدد 15 عامًا لمتهم شرع في قتل زوجته بالمرج    تحذير شديد بشأن الطقس اليوم الجمعة : تجنبوا السفر لمدة 4 ساعات (بيان مهم)    البيت الأبيض: واشنطن وتل أبيب تتفقان على الهدف المشترك بهزيمة حماس في رفح    أخبار 24 ساعة.. مساعد وزير التموين: الفترة القادمة ستشهد استقرارا فى الأسعار    فحص 1332 مواطنا في قافلة طبية بقرية أبو سعادة الكبرى بدمياط    جامعة برج العرب التكنولوجية تختتم اليوم مشاركتها في مؤتمر «EDU-TECH»    وكيل الأزهر يتفقد التصفيات النهائية لمشروع تحدى القراءة في موسمه الثامن    ردد الآن.. دعاء الشفاء لنفسي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



* مكانة السعودية في العالم *
نشر في الأسبوع أونلاين يوم 12 - 04 - 2019

تعتبر المملكة العربية السعودية واحدة من أكبر وأهم دول العالم ، إذ تحظى بمكانةٍ رفيعةٍ بين دوله قاطبة، وتعد أكبر دولة في الشرق الأوسط ، وتقع تحديدًا في الجنوب الغربي من قارة آسيا وتشكل وفقا لموسوعة الويكيبديا الجزء الأكبر من شبه الجزيرة العربية إذ تبلغ مساحتها حوالي مليوني كيلومتر مربع ،وعدد سكانها يقارب الثلاثون مليون نسمة. ، وتغطي السعودية معظم شبه جزيرة العرب، وتمتد عرضياً من الخليج العربي للبحر الأحمر يحدها من الشمال العراق والأردن وتحدها الكويت من الشمال الشرقي، ومن الشرق تحدها كل من قطر والإمارات العربية المتحدة بالإضافة إلى البحرين التي ترتبط بالسعودية من خلال جسر الملك فهد الواقع على الخليج العربي، ومن الجنوب تحدها اليمن، وعُمان من الجنوب الشرقي، كما يحدها البحر الأحمر من جهة الغرب، عاصمتها الرياض وأهم موانيها جده على البحر الأحمر ، كما تعتبر السعودية من البلاد المهمة في النواحي الاقتصادية والسياسية والدينية. فاقتصادها هو أقوى اقتصاد في المنطقة العربية وهي أكبر مصدر للبترول في العالم. وقد أعطاها موقعها الفريد ما بين البحر الأحمر و الخليج أهميه استراتيجيه و سياسيه ، ناهيك عن وجود أهم مقدسات المسلمين على أراضيها في مكة والمدينة وأقدم بيت عبادة بالعالم إذ يوجد بها الحرمان الشريفان ، وفيها ولد وتوفي رسول الله محمد بن عبد الله الأمر الذي اكسبها مركزيه في قلب العالم الإسلامي ، إضافة إلي تعدد الحضارات والأمم السابقة بها ، كما تميز أهلها في عصور ما قبل الإسلام بفصاحة اللغة وثراء التراث وتنوعه ، وأنشطة التجارة مابين رحلة الشتاء والصيف انطلاقا من مركزيتها في استقبال عباد البيت ، وقد ازدهرت الثقافة وتطورت في السعودية في السنين الأخيرة و بقى فيها باحثين و كتاب على مستوى عالي من العلم و الإستناره ، و قد تلق الكثير منهم تعليمه في اكبر جامعات العالم ، ويعود تسمية المملكة العربية السعودية بهذا الاسم إلي عهد الدولة السعودية الثالثة التي ورثت الدولتين السعودية الأولى والسعودية الثانية؛ حيث أعلن المَلِك عبد العزيز بن عبد الرحمن توحيدها تحت هذا الاسم عام 1932م ولتصبح الرياض هي عاصمة مملكته . وقد تولى حكم المملكة العربية السعودية الحديثة إلي الآن سبع ملوك آخرهم الملك الحالي سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان . السعودية في التاريخ القديم من أهم المواقع التاريخية القديمة مدائن صالح ،والدرعية القديمة وجدة التاريخية ، ولهذا تعتبر الأراضي السعودية موطناً للعديد من الحضارات القديمة من فترة ما قبل الإسلام، حيث يضم موقع الشويحطية في منطقة الجوف مستوطنة تعود للعصر الحجري القديم، ويضم الموقع أيضا بئر حما في منطقة نجران نقوشًا صخرية متعددة تمتد من 7,000 آلاف قبل الميلاد إلى 1,000 آلاف قبل الميلاد دلت على أن سكان هذه المنطقة استخدموا الكلاب المستأنسة واصطادوا حيوانات المنطقة ومنها الجمال والماعز والأبقار باستخدام الرماح والأقواس ، وفي المنطقة الواقعة بين محافظة تثليث ومحافظة وادي الدواسر نشأت حضارة تعرف باسم "حضارة المقر" التي تعود إلى 9,000 سنة قبل الميلاد والتي أثبت اكتشافها أن الإنسان العربي هو أول من استأنس الخيل وأن هذه الحضارة نشأت على ضفتي نهر قديم ،وفي شمال محافظة العلا اشتهرت مدائن صالح بمنطقة الحجر والتي سكنها قوم ثمود في الألفية الثالثة قبل الميلاد ثم سكنها اللحيانيون في القرن التاسع قبل الميلاد ثم الأنباط في القرن الثاني قبل الميلاد، ومن أشهر آثارها ديوان جبل أثلب ، و"قصر الصانع ، و القصر الفريد ، و قصر البنت ، وفي منطقة تبوك اشتهرت محافظة البدع بمدائن شعيب التي سكنها قوم مدين في الألفية الثانية قبل الميلاد ، وفي تيماء عثر على نقش هيروغليفي يعرف باسم "نقش تيماء الهيروغليفي" مدون عليه اسم رمسيس الثالث أحد فراعنة الأسرة العشرين المصرية (1183 - 1152 قبل الميلاد) ، كما عثر فيها أيضاً على مسلة آرامية تعرف باسم "حجر تيماء" يعود لفترة الملك نبو نيد البابلي (555 - 539 قبل الميلاد) والنقوش عليها تظهر أن كاهناً اسمه "صن ابن بط أو زير أدخل عبادة صنم يدعى صنم هجم إلى المدينة ،وفي شمال غرب صحراء الربع الخالي تقع قرية الفاو والتي كانت عاصمة لمملكة كندة، ووجد فيها قصر وسوق وآبار وكتابات ونقوش ولوحات جداريه اكتشفت العديد من المدافن بالقرب من صفوي في المنطقة الشرقية تعرف باسم "مدافن جاوان وتضم أربع مقابر وبعض الآثار التي يعود تاريخها إلى القرن الثاني الميلادي ، كما تضم نجران مدينتها القديمة والتي يحيط بها سور طوله 235 متر وعرضه 220 متر وبدأ الاستيطان فيها سنة 600 قبل الميلاد واستمر حتى نهاية القرن الثالث الميلادي، وشهدت هذه المدينة مذبحة نصارى نجران على يد الملك اليهودي ذو نواس وذكروا في القرآن باسم أصحاب الأخدود ،وفي العهد ا الجديد اشتهرت العديد من الأماكن مثل مسجد محمد بن عبد الوهاب في الدرعية، وبيت نصيف وقصر خزام في جدة، وقصر المربع وقصر المصمك في الرياض، وقصر شبرا في الطائف. كما توجد خمسة مواقع تم إدراجها ضمن قائمة مواقع التراث العالمي بعد أن أقرتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة اليونسكو ، حيث كانت البداية مع موقع مدائن صالح الذي تم إدراجه سنة 2008 / 1429 ه، ومن ثم تمت إضافة منطقة الدرعية القديمة في 2010 / 1431 ه، كما تم تسجيل منطقة جدة التاريخية في 2014 / 1435 ه ، في عام 2015 / 1436 ه تم تسجيل الفنون الصخرية في منطقة حائل ، إضافةً إلى واحة الأحساء التي تم تسجيلها سنة 2018 / 1439 ه لتكون على قائمة التراث العالمي ، كذلك حجر تيماء الذي عثر عليه المستشرق شارل هوبر في قصر طليحان في تيماء، وتوجد عليه كتابات آرامية ومشهدًا دينيًا ، ويعود تاريخه إلى أكثر من ألفين وستمائة عام، ويعرض الآن في متحف اللوفر لوحة جداريه وجدت في قرية الفاو تعود لحوالي القرن الأول / الثاني للميلاد ، هذا وقد تميزت شبه الجزيرة العربية بموقعها الذي يتوسط بلاد الشرق الأدنى القديم، ودروها البشري المؤثر في تكوين السلالات الأكثر عددًا بين سكانه الأقدمين، كما كان لها نصيب أيضًا من دور الوساطة والتأثير في بعض خطوط اتصالاته واقتصادياته ، تدل الآثار الباقية أن شبه الجزيرة مرت بفترات متعاقبة بداية بما خلفه الإنسان البدائي القديم في العصور الحجرية من أدوات حجرية ورسوم بدائية متفرقة، كما أنها تتضمن أساسًا ما تركته الجماعات العربية المتحضرة في عصورها التاريخية القديمة من آثار معمارية قائمة كبقايا المعابد والأسوار والسدود والحصون والأبراج والمساكن والمقابر، وما عثر على ما تحتويه من آثار متنوعة لأدوات الاستعمال اليومي وأدوات الزينة وفنون النحت والنقش، في مناطق عدة من أنحاء شبه الجزيرة العربية ، أشارت الاكتشافات الأثرية إلى وجود أقدم الحضارات التاريخية على مستوى شبه الجزيرة العربية في منطقة نجران، ومن أقدم الحضارات المكتشفة في شبه الجزيرة حضارتي العبيد ودلمون اللتين ازدهرتا في منطقة الأحساء والخليج العربي، حيث اكتشفت أقدم آثار الحضارة الإنسانية، وقد جاء ذكر دلمون في الكتابات المسمارية القديمة التي تعود إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد التي وجدت في بلاد الرافدين وشمال سوريا. ومن الحضارات التي ازدهرت في شبه الجزيرة، حضارة قوم عاد الذين سكنوا شبه الجزيرة العربية، ويقول الباحثون أن مساكن عاد كانت في الأحقاف الواقعة في جنوب الربع الخالي. ومن الحضارات التي ظهرت في شبه الجزيرة أيضاً حضارة قوم ثمود التي تعد من ضمن الحضارات البائدة التي تألفت من قبائل وعشائر متعددة. وقد بلغت حدًا عظيمًا من المدنية والازدهار في شمال الجزيرة العربية، واتفق المؤرخون المسلمون على أن أهم ديارهم كانت بوادي القرى فيما بين الحجاز والشام، وقد وجدت آثار لهم في مدينة العلا بين المدينة المنورة وتبوك وكانوا بعد قوم عاد، وقد تميزوا كونهم ينحتون بيوتهم في الجبال ، وقد ازدهرت كذلك حضارة مدين الذين أرسل الله إليهم نبيهم شعيب عليه السلام، ليأمرهم بعبادة الله تعالى إذ تعود حضارتهم إلى ما قبل القرن الثالث عشر ق.م ، وقد انتشرت في إقليم يمتد إلى الشرق والجنوب الشرقي من خليج العقبة، ويتوقع وصولها حين فترة ازدهارها إلى حدود منطقة ما يعرف الآن العلا شمال الحجاز وكان لهم شأن كبير في السيطرة على طرق التجارة ، كما توجد الكثير من الحضارات القديمة التي تعاقبت في شبه الجزيرة العربية، حيث ازدهرت مملكة معين التي قامت على ضفتي وادي جوف وهي المنطقة السهلية الواقعة بين نجران وحضرموت، التي تميز أهلها في فنون العمارة والزخرفة، التي وضعت فنون الحضارة المعينية في مركز رفيع يضاهي فنون حضارات مراكز الشرق القديم في مصر وبلاد الرافدين، كما برعوا في الزراعة والصناعة واشتهروا أيضاً بالتجارة، وامتد نفوذهم إلى بعض المناطق في شمال الجزيرة العربية وخارجها، وتعود إليهم نقوش قديمة عُثر عليها في مدينة العلا قرب وادي القرى. وقد ازدادت شهرة الحضارة المعينية حتى وصلت إلى مراكز حضارات العالم القديم، وكتب عنها الكلاسيكيون من اليونان والرومان والبعثات الأثرية الإيطالية والفرنسية التي قامت بأعمال تنقيب في مواقع من أرض الجوف كشفت عن نتائج علمية تشير أن الدولة المعينية عاصرت مرحلة ازدهار مملكة سبأ وكانت أحياناً تابعة لها وأحياناً أخرى تعمل عَمَلًا مستقلًّا عنها.

السعودية عبر التاريخ الإسلامي بعد أن شهدت شبه الجزيرة العربية فترة من الاضطرابات وعدم الاستقرار الاقتصادي والسياسي وبادت كثير من القبائل العربية التي أوقعت في الأسر واضطرت إلى هجر مواطنها الأصلية، وقد جاء العصر الذهبي للحضارة العربية مع ظهور الإسلام، حيث بُعِث رسول الإسلام محمد في شبه الجزيرة العربية، لينتشر الإسلام فيها واستمرت الدعوة إلى أن وصلت خارجها شرقًا وغربًا، تلك الحضارة التي لم تقم على التمييز العنصري لفئة أو جماعة معينة مما أدي إلي تكوين بيئة مناسبة لتنوع الإبداع لدى مختلف الشعوب الإسلامية انطلاقا من شبه الجزيرة العربية، دولة الخلفاء الراشدين في أقصى اتساعها سنة 654م،ومن أهم المعالم الأثرية عين زبيدة في مكة وقد بنيت في عهد هارون الرشيد بطلب من السيدة زبيدة، وأعيد ترميمها عام 979 ه في عهد السلطان سليمان القانوني , ومن تلك المواقع التاريخية مسجد عمر بن الخطاب الواقع بِدومة الجندل ، وكانت الدولة الإسلامية قد اتخذت من المدينة المنورة عاصمة لها وتوسعت حدودها في عهد النبي محمد وفي عهد الخلفاء الراشدين لتشمل كافة أنحاء شبه الجزيرة العربية ثم اتجهت بعدها إلى خارجها، ورغم ذلك لم تخلوا شبه الجزيرة من أحداث مثيرة وخاصة تلك التي حصلت بعد وفاة النبي محمد، أبرزها حروب الردة التي وقعت في عهد أبو بكر الصديق والتي عمل فيها على القضاء على المرتدين عن الإسلام، ثم انتقل مركز الخلافة بعد عهد الخلفاء الراشدين إلى دمشق خلال فترة حكم الدولة الأموية، وكانت شبه الجزيرة في تلك الفترة تابعة للدولة الأموية التي اعتمدت على دعم القبائل العربية وعملوا على ترسيخ مبادئ الإسلام في البلاد التي فتحوها وازدهرت العلوم في العصر الأموي، وجاء من بعدها الدولة العباسية والتي انتقل فيها مركز الخلافة من دمشق إلى بغداد ليعزز من مكانة الخليج العربي كطريق بحري للتجارة مع الصين وبلدان أفريقيا الشرقية، وذلك على حساب طريق التجارة عبر البحر الأحمر ولكن سيطرة الدولة العباسية لم تستمر على شبه الجزيرة العربية استمرارًا كاملًا سوى مائة عام. وقد شجع الخلفاء العباسيون الأوائل الحج إلى مكة من خلال تحسينهم لطرق المواصلات وتأمين السلامة. شهدت الأوضاع في شبه الجزيرة العربية بعد ذلك تدهورًا واضطرابًا مع تفكك الخلافة العباسية وعجزها عن السيطرة على أرجاء الدولة، ثم سيطر الفاطميون بعد ذلك على الحجاز وعندما أنهى صلاح الدين الأيوبي الدولة الفاطمية في مصر، استطاع أن يفرض سيطرته على الحجاز. ثم امتد سلطان المماليك على هذه البلاد من عام 650 ه حتى عام 923 ه، حيث تسلم العثمانيون الخلافة بعد ذلك. وقد أحكم العثمانيون سيطرتهم على بلاد شبه الجزيرة العربية وخاصة المدن المقدسة التي كانت تحت الحماية المباشرة خلافًا لما كانت عليه مناطق البادية والمناطق البعيدة حيث أنها لم تكن تحت سيطرتهم بالكامل، إضافة إلى ذلك فإن البرتغاليين كانوا يهاجمون حدود شبه الجزيرة وخصوصاً من ناحية الخليج العربي، في الوقت الذي كانت فيه الدولة العثمانية تحارب الجبهة الأوروبية ضد النمسا وروسيا، والجبهة الشرقية ضد الأسرة الصفوية في فارس. حينها كان الضعف قد دبَّ في الدولة العثمانية، فأخذ الولاة يتمردون على سلطتها ويميلون عنها ويطلبون الاستقلال. في أواسط القرن الخامس عشر الميلادي هاجر الجد الأكبر لأسرة آل سعود مانع بن ربيعة المريدي من جوار القطيف إلى نجد حيث استقر وقام بتأسيس مدينة الدرعية. السعودية في التاريخ الحديث كان الملك عبد العزيز آل سعود أول ملك للسعودية بشكلها الحديث وذلك بعد توحيد مناطقها تحت مسمى المملكة العربية السعودية في 21 جمادى الأولى 1351 ه الموافق 23 سبتمبر 1932 واتخذ لقب جلالة ملك المملكة العربية السعودية، وفي عام 1352ه / 1933 عيّن ابنه الأكبر سعود بن عبد العزيز وليّاً للعهد بعد الموافقة وأخذ البيعة له، وقد كان يسانده في أمور الدولة، وفي الحجاز كان ينوب عنه ابنه فيصل بن عبد العزيز. استمر عبد العزيز في الحكم إلى أن توفي في الطائف سنة 1373 ه / 1953. أهمية السعودية من الناحية الاقتصادية والسياسية السعودية عضو في دول مجلس التعاون الخليجي ،وعضو في جامعة الدول العربية ، والأمم المتحدة ، وفي حركة عدم الانحياز ، ورابطة العالم الإسلامي، ومنظمة التعاون الإسلامي ، ومجموعة العشرين وصندوق النقد الدولي ، وفي منظمة التجارة العالمية ، وبما أنّ السياسة والاقتصاد وجهان لعملة واحدة فلا يمكن فصلهما عن بعضهما ،كما أن موقع المملكة الجغرافيّ المتوسط لدول الخليج والمُطل على البحر الأحمر والمسيطر على العديد من المنافذ البحرية الهامة جعل منها قوة سياسية كبيرة في المنطقة وفي العالم بأسره، كما أنّها ساهمت بشكلٍ فاعلٍ في حل الخلافات في البيت العربيّ لما لملوكها من القبول والاحترام لدى الجميع، ناهيك عن دورها الهام من خلال مساهمتها في مساندة القضايا العربية الكبرى وفي قضايا وأزمات العالم، أضف إلى ذلك قدرة المملكة الاقتصادية الهائلة التي مكنتها من الإقدام على كل تلك الأمور؛ فالمملكة تنتج من النفط يوميا عشرة ملايين برميل فهي من أكثر الدول إنتاجا للنفط بالإضافة إلى الغاز الطبيعي والمعادن والثروة البحرية والطاقة الشبابية ، كما تتمتع السعودية بوضع سياسي واقتصادي مستقر في العموم واقتصادها نفطي إذ أنها تمتلك ثاني أكبر احتياطي للبترول وسادس احتياطي غاز، وأكبر مصدر نفط خام في العالم والذي يشكل قرابة 90% من الصادرات، وتحتل المملكة المرتبة التاسعة عشر من بين أكبر اقتصاديات العالم وتُعتبر السعودية من القوى المؤثرة سياسيًا واقتصاديًا في العالم، لمكانتها الإسلامية وثروتها الاقتصادية وتحكمها بأسعار النفط وإمداداته العالمية ووجودها الإعلامي الكبير المتمثل في عدد من القنوات الفضائية والصحف المطبوعة ، كما تتمتع أراضي الجزيرة العربية بالكثير من الموارد والخيرات الطبيعية والأماكن التاريخية السياحية التي أكسبت المنطقة أهمية اقتصادية وسياسية ودينية كبري، وجعلت منها محورًا مهمًا يلعب دورا كبيرا وحيويا على الساحة الدولية. تجلت تجليًا أوضح بالاكتشافات النفطية في القرنين الماضيين وتقديرات كبيرة لاحتياطيات النفط داخل أراضيها ومن ثم الانطلاق الآن نحو مشاريع صناعية ونهضوية كبري في شتي المجالات من اجل تنويع مصادر الدخل والرؤية الثاقبة تجاه المستقبل . يشكل اقتصاد المملكة أكبر اقتصاد للسوق الحرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حيث تحتفظ المملكة بحصة قدرها 25 ٪ من الناتج المحلي الإجمالي لتلك الدول مجتمعة، ويمثل النفط العصب الرئيسي للاقتصاد السعودي حيث تحتل المملكة المرتبة الثانية عالميًا في احتياطي البترول والأولى في الإنتاج والتصدير وتمتلك 25 % من إجمالي الاحتياطي العالمي للبترول، وللمملكة موارد طبيعية أخرى من المواد الخام الصناعية والمعادن مثل بوكسيت والحجر الجيري والجبس والفوسفات وخام الحديد، وحقق الاقتصاد السعودي في نهاية يوليو عام 2014م / 1435 ه المركز الثالث كأكبر اقتصاد عالمي في إجمالي الأصول الاحتياطية حيث بلغ إجمالي الاحتياطات بما فيها الذهب 738 مليار دولار بعد الصين واليابان، واحتل أيضا المركز الثالث عالميا في فائض الحساب الجاري حيث بلغ فائض الحساب 132 مليار دولار بعد ألمانيا والصين، ويصنف الاقتصاد السعودي ضمن أكبر 20 اقتصاد في العالم ، يعتمد ويتبع اقتصاد المملكة على نظام آليات السوق الذي يقوم على العرض والطلب وعلى المنافسة ، ولا توجد قيود على عمليات الصرف الأجنبي، كما لا يوجد حظر أو قيود كمية على الواردات من السلع باستثناء عدد قليل من السلع الممنوع استيرادها لأسباب شرعية أو تتعلق بالأمن القومي وحماية الصحة العامة للمواطنين، وتتسم التعريفة الجمركية على الواردات بالانخفاض بل وتعفى بعض السلع الأساسية المستوردة من الرسوم الجمركية. يتكون النظام المالي للمملكة من البنك المركزي (مؤسسة النقد العربي السعودي) والمصارف التجارية ومؤسسات الإقراض المتخصصة وسوق الأوراق المالية (تداول) الذي يبلغ رؤوس أموال شركاته في أكتوبر من عام 2014م / 1435 ه 122 مليار دولار بينما تبلغ قيمتها السوقية 584 مليار دولار، وقد تم تنظيم القطاع المصرفي وفق نظام مراقبة المصارف الصادر بالمرسوم الملكي في عام 1385 ه / 1966، ويقوم مجلس الوزراء السعودي بإصدار تراخيص لإنشاء المصارف ،وقد بلغ إجمالي قوة العمل في المملكة وفقا لنتائج مسح مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات خلال شهر يونيو من عام 2013م / 1434 ه أن قوة العمل الوطنية بلغت 5.339 مليون فرد، منهم 4.251 مليون فرد من الذكور أي ما يمثل 79.6 في المائة، فيما بلغ إجمالي عدد المشتغلين السعوديين 4.717 مليون فرد يمثلون 88.3 في المائة من قوة العمل منهم 3.989 مليون فرد من الذكور أي ما يعادل 84.6 في المائة، في حين بلغ عدد المتعطلين السعوديين 622.533 فردا يمثلون 11.7 في المائة من قوة العمل منهم 261.392 فردا من الذكور فيما الإناث يمثلن 361.141 فرد ، ويبلغ إجمالي العمالة الوافدة عام 2013م / 1434 ه ما مجموعة 9.1 مليون وافد، وبذلك تصنف المملكة في المرتبة الرابعة بعد الولايات المتحدة وروسيا وألمانيا في استقدام العمالة على مستوى العالم ، وعملة السعودية هي الريال السعودي والذي يعود إصداره إلى عهد الملك عبد العزيز وذلك بعد تحويل اسم البلاد من مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها إلى المملكة العربية السعودية، حيث صدر مرسوم ملكي برقم 2716 ، وتاريخ 7 جمادى الأولى 1351 ه الموافق من22 سبتمبر 1932م ، إلا أن هذا اللقب لم يظهر على النقود إلا في سنة 1354 ه الموافقة لسنة 1935م. الموارد الطبيعية يعتبر قطاع الطاقة من أبرز القطاعات الاقتصادية في السعودية، فالاقتصاد السعودي لا يزال يعتمد بدرجة كبيرة على النفط والصناعات البترولية ذات الصلة، بما في ذلك صناعة البتروكيماويات وتكرير النفط. كما تملك المملكة العربية السعودية أضخم مورد من الترسبات المعدنية في الشرق الأوسط؛ والامتيازات متاحة على نطاق البلاد للصناعات المعدنية والمعادن الثمينة. تعد المملكة العربية السعودية أهم وأكبر دول العالم إنتاجًا للنفط حيث يتراوح متوسط إنتاجها اليومي بين 8- 9.4 مليون برميل يوميًا (2006م / 1427 ه)، كما تحتل المركز الأول بين دول العالم من ناحية الاحتياطي، فالمملكة تمتلك 19% من الاحتياطي العالمي، و12% من الإنتاج العالمي، وأكثر من 20% من مبيعات البترول في السوق العالمية، كما تمتلك طاقة تكريرية تصل إلى أكثر من ثلاثة ملايين برميل يوميا ، كما تحتوي أرض المملكة على العديد من المعادن ولعل من أهم الاستثمارات التعدينية القائمة منذ زمن طويل هي مناجم الذهب، ومنها منجم مهد الذهب ومنجم الذهب بالصخيرات ومنجم الأمار، حيث يتجاوز إجمالي قيمة المخزون الجيولوجي في المملكة تريليونا و300 مليون دولار، تتركز معظمها في منطقة الدرع العربي ، وتسعى المملكة على تطوير قطاع التعدين ضمن رؤية المملكة 2030 ليصبح الركيزة الثالثة للاقتصاد السعودي مع النفط والبتروكيماويات ، من خلال تنفيذ إستراتيجية شاملة تتضمن 24 مبادرة للمساهمة في إجمالي الناتج المحلي من 17 مليار دولار حاليا إلى 64 مليار دولار، وتوفير أكثر من 160 ألف وظيفة بحلول عام 2030م . تشير الدراسات التي أجرتها وزارة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية إلى وجود مخزون ضخم من المعادن المختلفة في ارض المملكة ومنها الذهب والفضة والبلاتين والنحاس والزنك والرصاص ، إضافة إلى خامات النيوبيوم والتيتانيوم والليثيوم وبعض العناصر النادرة والمشعة. كما يوجد فيها أكبر احتياطي على مستوى العالم من معدن الفوسفات الذي يتواجد بشكل مكثف في منطقة الجلاميد شمال المملكة ، ويتواجد معدنا الذهب والفضة في مشروع منجم الحجار بمنطقة عسير، ومنجم الآمار الذي يحتوي على كميات من السلفايد المحتوي للذهب وكذلك معدنا الزنك والنحاس، وهناك منجم ضرغط لإنتاج المغنزايت المنصهر بالقرب من حائل، وكذلك منجم منطقة الزبيرة الذي يستخدم لاستخراج معدن البوكسايت الذي تعتمد عليه مصانع الألمنيوم، وهناك منجم جبل صايد للنحاس وكذلك منجم الزنك في الخنيقية، وتقع الثروة المعدنية بشكل مكثف في منطقة الجلاميد شمال المملكة حيث يوجد الفوسفات
بوفرة كما تم اكتشاف نحو 5000 موقع معدني بها منها 1273 موقعاً للمعادن النفيسة و 1172 موقعاً لمعادن الأساس (المعادن الفلزية) و 2502 موقعاً للمعادن اللافلزية. الغاز تعتبر المملكة رابع دولة في العالم تمتلك احتياطيات للغاز تقدر بحوالي 283 تريليون قدم مكعب تتمركز في 103 حقول للغاز , كما أن إنتاجها من الغاز في الفترة الحالية يصل إلى 9.9 مليارات قدم مكعب يوميا , وقد تمكنت من إنتاج 4.02 تريليون قدم مكعبة قياسية من الغاز خلال العام 2013م / 1434 ه ، وتخطط شركة أرامكو السعودية في المضي قدما في خطط طموحة لرفع احتياطيات المملكة من الغاز الطبيعي إلى 333 تريليون قدم مكعب بحلول عام 2016 / 1437 ه من خلال التوسع في استكشافات الغاز الحر غير المصاحب للنفط والذي يرتبط استخراجه بإنتاج النفط ، ويبلغ نصف احتياطات المملكة الحالية من الغاز الطبيعي من الغاز المصاحب للبترول والذي يعتمد استخراجه على إنتاج البترول الخام , وتشير المعلومات الجيولوجية أن أراضي المملكة تحتوي على احتياطات مقدرة من الغاز الصخري تزيد على 645 تريليون قدم مكعب من الممكن إضافتها إلى الاحتياطيات المؤكدة الحالية من الغاز التقليدي. المكانة الدينية للملكة العربية السعودية يزور المسلمون من كافة أرجاء العالم الإسلامي، المسجد الحرام في مكة المكرمة والمسجد النبوي في المدينة المنورة، واللذين يعدّان من أهم مقدسات المسلمين ويبلغ عدد زوارهما حوالي 12 مليون مسلم سنويًا ، وقد عني الولاة من الخلفاء والسلاطين والملوك والأمراء على مر التاريخ الإسلامي بالاهتمام بالحرمين الشريفين، وحظيا في العصر السعودي بمزيد من الاهتمام والتوسيع والتشييد والعناية ، كما يوجد في السعودية العديد من المواقع الإسلامية الأخرى، منها مساجد أبرزها مسجد قباء والذي يعرف بأنه موقع أول مسجد في الإسلام، ومسجد القبلتين الذي كسب اسمه من حادثة تغيير اتجاه القبلة ومسجد الإجابة. عُرف البقيع بأنه مقبرة أهل المدينة منذ صدر الإسلام، وبالقرب من جبل أحد تقع مقبرة شهداء أحد التي تضم أجساد 70 من شهداء أحد كما أن هناك مواقع شهدت أحداثًا تاريخية مهمة ومفصلية في بداية التاريخ الإسلامي، ومنها سقيفة بني ساعدة، ومواقع معارك بَدْر أُحُد والأحزاب. توجد كذلك عدد من الآبار تاريخية، منها بئر أريس أو الخاتم وبئر غرس والبوصة أو البصة والسقيا وعثمان أو بئر رومة. بالقرب من وادي العقيق وجِدَت العديد من القصور التي تعود للصحابة وآل البيت والتابعين في العهد الأموي، منها قصر عنبسة، وقصر عروة بن الزبير، وغيرها بالنسبة لأشهر آثار العهد العباسي الباقية إلى الآن فهي عين زبيدة التي بنتها أمة العزيز زبيدة لسقيا الحجاج، كما قامت ببناء أحواض سقاية الحجاج على الطريق عُرِفت باسم درب زبيدة الذي يبدأ في بغداد وينتهي في مكة ] أما أشهر الآثار العثمانية فهو الخط الحديدي الحجازي بمحطاته في كل من المدينة المنورة ومدائن صالح . ولكل تك النعم والمنح والهبات الربانية ودعوات الأنبياء أصبحت المملكة العربية السعودية محط أنظار المسلمين وغيرهم في كل بلدان العالم عربا وعجماً ، ففيها بيت الله الحرام وبها مسجد النبي صلى الله عليه وسلم وقبلة المسلمين وآثار الكثير من الأنبياء والرسل ؛ ولهذا تستظل مرفوعة الرأس ،وذي مكانة خفاقة مرموقة ، لما لا وهي التي الأرض التي عاش فيها الأنبياء وشهدت الكثير من المعجزات ،وهي الأرض التي اهلك فيها أبرهة وفيله ،وهي الأرض التي شهدت انطلاقة شرارة الإسلام الأولى من أحد بيوت مكة المكرمة وصولا للمدينة، و على أرضها حدثت معظم معارك الرسول وغزواته ووقوع الكثير من المعجزات والأحداث الدينية والاجتماعية والتاريخية الهامة، وفيها يوجد قبر الرسول صلي الله عليه السلام وقبور أصحابه الكرام، وأوائل شهداء الإسلام ، ورواة القرآن والعلم والأحاديث، وبها قبور أبناء وزوجات الرسول رضي الله عنهم أجمعين ، كما أن السعودية وخلال مواسم أداء مناسك الحج ،ومواسم العمرة طوال العام يتوجه إليها المسلمون من كل بلدان العالم مؤديين لهاتين الفريضتين بلا انقطاع طوال العام؛ فتقوم المملكة بتقديم الغالي والنفيس بفضل ما يقدمه ملوكها تباعا لخدمة ضيوف الرحمن حتى لقب ملكها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود رحمه الله بخادم الحرمين الشريفين ليستمر لقبه غاليا ومستحقا وموصولا لكل الملوك الذين جاؤا من بعده للدلالة على عِظم المسؤولية الملقاة على عاتق ملوك وراء وشعب المملكة من الناحية الدينية والاجتماعية والسياسية والثقافية في خدمة الحرمين الشريفين والأماكن المقدسة وارض المملكة جمعاء ،ولقد كان الملك عبد العزيز رحمه الله هو أول من وحد جميع المناطق التي يسيطر عليها في كيان واحد في يوم 23 سبتمبر عام 1932، وأُعلن اسمها المملكة العربية السعودية والتي تتألف من 13 منطقةً إداريّةً، تنقسم كلّ منطقةٍ منها إلى عددٍ من المحافظات يختلف عددها من منطقةٍ إلى أخرى، وتنقسم المحافظة إلى مراكز ترتبط إداريًا بالمحافظة أو الإمارة ، يوجد بها المسجد الحرام الواقع في مكة المكرمة، والمسجد النبوي في المدينة المنورة، واللذان يعدان أهم الأماكن المقدسة عند المسلمين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.