أن أسوأ ما ارتكبه مارك (مؤسس فيس بوك) هو السماح باضافة أعضاء لجروب دون استئذان، وإن كان قد تدارك ذلك مؤخرا. منذ فترة وجدت نفسى كالمعتاد عضوة فى جروبات لم أخترها، جروب خاص بالأمهات المطلقات وآخر خاص ب (السناجل)، وجذبتنى المنشورات بهما، ورغم ما قد يبدو بينهما من فرق واضح إلا أن الواقع يؤكد أن كلاهما مصدر للطاقة السلبية، بمجرد الولوج لأحدهما أشعر أن قواي النفسية على وشك الانهيار بسبب المآسى والمشاكل التى تعانى منها النساء، بعضهن يعانين من الظلم والذل والإهانة، والبعض الآخر ذوات جبروت غير مستساغ. لكن من خلال متابعتى استطعت تحديد مشكلة ربما هى أساس معاناة كل امرأة، وهى الجهل بمعنى الزواج!! ان الزواج ليس نهاية حياة بل مرحلة من مراحلها، فلماذا تقرر الفتاة – وقد تجبر- التخلى عن اهتماماتها، هوايتها، صداقاتها، دراستها، عملها .. فقط من أجل الزواج؟! لماذا لا تجعله سببا جديدا لسعادتها يضاف لكل ما سبق؟! أيتها الفتاة، لا تفنى نفسك ووجودك لتغرقى فى بوتقة الزوج المنتظر، فهذا لا يسعده إلا فى البداية، ثم يختنق بأفعالك واهتمامك الزائد، وحصارك له بسبب فراغك وتكريس كل وقتك من أجله!! وقد يستغل بعض الأزواج ذلك اسوأ استغلال فيعيش لنفسه ضامنا تحمل زوجته وإن كانت متضررة فليس لديها اهتماما سواه فى حياتها، ولا تطالب بأدنى حق له، وان طلبت ولم يستجب، تستسلم، فهى ملتصقة به ولا يمكنها الفكاك!! وبعد سنوات يصبح فناء ذاتك حقا له وواجبا عليك اذا لم تفعليه اتهمك بالتقصير. إن حياتك تتغير بالزواج، لتكون أفضل، لتعيشى مع رجل تربط بينكما مشاعر طيبة، وتهدفا معا لتكوين أسرة مستقرة، تعيشين معه وليس من أجله، اغدقى عليه بمشاعرك واسعدى بحياتك معه ومع أولادك حينما يشاء الله بوجودهم لكن بلا تنازل عن حقك فى أن يكون لديك أشياء أخرى تسعدك، لا تجعليه محورا لحياتك، قد يكون ذلك صعبا بسبب العادات التى غرست الزواج فى عقل كل فتاة كحلم كبير بتحقيقه تنتهى الأحلام!! لكن مع التعود ستصبحين أكثر سعادة مما ينعكس على علاقتك بزوجك واولادك. كم هو رائع أن يكن لديك ما تفعليه لذاتك، دللى نفسك، افعلى شيئا تحبينه، شاهدى فيلما، اعتنى ببشرتك وشعرك، استمتعتى بمذاق مشروبك المفضل فى هدوء، اقرأى كتابا، احفظى سورة قرآنية، حددى يوما للقاء صديقاتك، استمعى لأغنية تعجبك، مارسى رياضة، تسوقى، تأملى البحر لدقائق، اشترى لنفسك قطعة من الشوكولاتة، باختصار افعلى شيئا لنفسك، فمن حقك تقدير ذاتك واسعادها، كافئى نفسك على كل مجهود صعب تقومين به. لا تقصرى فى حق بيتك لكن لا تجعلى زوجك هو مصدر سعادتك الوحيد، واتركى له مساحته الخاصة أيضا، ليخرج مع أصحابه، يمارس هوايته، يشاهد مباراة، يقرأ، يلعب، يعزف .. لا تطالبيه بأن يخصص كل وقت فراغه لك. استمتعا بحياتكما المشتركة مع مساحات خاصة لكل منكما، هذا سيخفف الضغوط عن كلاكما، فتشعران بالراحة إن زوجك حينما يشعر أنه ليس مقيدا بفكرة (السبب الوحيد لسعادتك) لن يؤنب نفسه لانشغاله فهو يعلم انك تستمتعين بوقتك، وأيضا لن يستغل تعلق سعادتك به فى إيذائك نفسيا وقت الخلاف، فالرجل بطبيعته لا يحب القيود، وحينما يتحرر منها سيأتى بأفعال تدهشك وتسعدك فى آن واحد لأنه يفعلها برغبة صادقة نابعة من داخله وليس لاحساسه فقط بمسئوليته تجاهك. امنحي نفسك وقتا للتفكير، انظرى من كافة الزوايا وليس فقط من خلال زاوية زوجك لترى أن الحياة مليئة بأسباب السعادة، فاقتنصيها. اجعلى حبك ومشاعرك مقسمة بالتساوى بين نفسك وأهلك وزوجك وأولادك. لا تستسلمى لضغوط الحياة، انظرى للمرآة كل صباح وألقى التحية على ذاتك (صباحك سعادة يا قمر)، هذا ليس جنونا وانما وسيلة لايقاظ النفس وصقلها ومنحها شعورا بالثقة والتفاؤل مع بداية كل يوم.