استشهد أول شهيد للقوات المسلحة فى حرب أكتوبر المجيدة البطل الشهيد جندى مقاتل محمد حسين محمود مسعد ابن قرية سنديون التابعة لمركز قليوب التابعة لمحافظة القليوبية، وذلك وفقا لمحاضر السجلات العسكرية. ولد الشهيد البطل محمد سعد، في قرية سنديون بمحافظة القلويبية، عم 1946م ، لوالد كان يعمل مزارعًا، درس الشهيد في معهد قويسنا الديني، التابع لمدينة قويسنا التابعة لمحافظة المنوفية، وعمل باحثًا اجتماعيًا بالوحدة المحلية لمركز طوخ بالقليوبية، وتزوج من مُدرسة كانت تعمل بمدرسة إعدادية في طوخ، وبعد زواجه بشهر، وقبل 20 يوماً من اندلاع حرب أكتوبر، تم استدعائه من القوات المسلحة.
وفي الأول من شهر رمضان عام 1393 تم السماح له بزيارة أسرته، وفي المساء عاد إلى وحدته وأثناء وداع زوجته قال لها: (أوعي تنسي قراءة الفاتحة وخلي بالك من نفسك) وقام بعد ذلك بتقبيل أمه، وقال لها (ادعيلي يا أمي أنا وزملائي على الجبهة) وقد خرجت كل العائلة تودعه، وتعتبر تلك أول مرة تخرج العائلة لوداعه منذ التحاقه بالخدمة العسكرية، وكأن البطل يعلم بأن هذا هو الوداع الأخير له من أسرته.وكان شقيقه الأصغر عبدالحميد جنديًا في قوات المدرعات، وخاض معركة (جبل لبنى) عام 1967، ضد فرقة مدرعة ومشاة ميكانيكية إسرائيلية، وأبلى بلاءً حسنًا في المعركة قبل حرب أكتوبر 1973م ، خدم كجندي استطلاع ودخل سيناء عدة مرات وتحكي والدته عن غيرته من أخيه بسبب إجادته في معركة (جبل لبنى) ، ناقلة قوله لها:سأحارب معركة من أحسن المعارك أنا أيضًا .
كان البطل الشهيد أول العابرين مع قوات الجيش الثالث الميداني لخط بارليف، بعدما انتظر 4 أيام كاملة أمام الضفة الغربية للقناة، للبدء في تنفيذ خطة العبور، وعندما اندلعت المعارك كان البطل ضمن الصفوف الأمامية الأولى لقواتنا الضاربة في مواجهة العدو الإسرائيلي، وما هى إلا ساعات قليلة حتى استشهد بمنطقة التمساح بسيناء، وكانت آخر إشارة بعث بها إلى قائده: العدو يا فندم على بعد 10 أمتار ، وبعدها لقى ربه وتم دفنه بمقابر الشهداء بالإسماعيلية.
وفي نفس العام، قامت الأسرة بنقل جثمانه من مقابر الشهداء بالإسماعيلية ، إلى مقبرة خاصة بسنديون، وذكر أحمد مسعد شقيق البطل إن الشهيد عندما نقلنا جثمانه كان كما هو وكأنه توفي بالأمس وكانت رائحته تفوح عطرًا ومسكًا ، مشيرا إلى أنه تم تسجيل اسم شقيقة بالسجلات العسكرية كأول شهيد ، وأعيدت مراسم الدفن وخرجت جموع أهالي سنديون في موكب مهيب تهتف ( لا إله إلا الله الشهيد حبيب الله) .
