سيطرت مجموعات معارضة علي مدينة معرة النعمان علي الطريق بين دمشق وحلب، في حين دخلت القوات النظامية السورية الثلاثاء حي الخالدية في مدينة حمص التي تشهد معارك ضارية منذ الاثنين مع عدد من القري المحيطة ، حسبما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. في الوقت نفسه ، اشار المرصد الي مقتل عشرات الاشخاص في تفجيرين استهدفا الاثنين مركزا للمخابرات الجوية السورية في ريف دمشق وتبنتهما جبهة النصرة المتطرفة. وفي مواجهة التصعيد المستمر في انحاء مختلفة من سوريا، دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون نظام الرئيس بشار الاسد الي وقف اطلاق النار من جانب واحد. واوقعت اعمال العنف الثلاثاء 150 قتيلا علي الاقل، هم 67 مدنيا، و45 جنديا من قوات النظام و40 مقاتلا معارضا وجنديا منشقا، بحسب حصيلة اوردها المرصد السوري في المساء. وفي محافظة ادلب 'شمال غرب'، اكد المركز السوري لحقوق الانسان ان القوات النظامية انسحبت "من كل الحواجز الواقعة في مدينة معرة النعمان التي سيطر عليها الثوار، باستثناء حاجز واحد عند احد المداخل"، مشيرا الي الاهمية الاستراتيجية للمدينة التي تمر بها حكما "كل تعزيزات النظام في طريقها الي حلب". وجاء ذلك بعد معارك استمرت 48 ساعة. وفي حمص، قال التلفزيون السوري ان القوات السورية المسلحة "بسطت الامن في اجزاء كبيرة من حي الخالدية في حمص وتلاحق فلول الارهابيين في ما تبقي منه". ويعد هذا الحي احد ابرز معاقل المقاتلين المعارضين. وذكر المرصد من جهته ان القوات النظامية احرزت تقدما في الحي الذي تدور حوله معارك منذ اشهر طويلة ، "لكنها لم تتمكن من الوصول الي وسطه". وقال الناشط ابو بلال الحمصي الموجود في حمص القديمة ان الجيش النظامي "اقتحم جزءا من حي الخالدية ولم يقتحم الحي بشكل كامل" ، واضاف "هناك 800 عائلة محاصرة في حمص وسوف تحدث مجزرة لم تشهدها الثورة ان تم الاقتحام الكامل". وكان الحي تعرض للقصف بالطيران الحربي للمرة الاولي الجمعة ، وابلغ مصدر عسكري سوري فرانس برس الاحد ان القوات النظامية بدأت حملة للسيطرة علي معاقل المقاتلين المعارضين في حمص وريفها، وتأمل في انهائها قبل نهاية الاسبوع الجاري. وبسبب التصعيد الحاصل في محافظة حمص، فر حوالي 400 سوري من قري حدودية الي لبنان خلال الساعات ال24 الماضية ، بحسب ما افاد مصدر امني وكالة فرانس برس الثلاثاء. وشمل القصف الثلاثاء، بحسب ناشطين، مدينتي تلبيسة والحولة في محافظة حمص. وفي ريف دمشق، افاد المرصد عن مقتل "عشرات الاشخاص في الهجوم الذي استهدف فرع المخابرات الجوية في مدينة حرستا" الاثنين. وتبنت "جبهة النصرة" الاسلامية المتطرفة الهجوم مشيرة الي ان انتحاريين نفذاه بسيارتين مفخختين احداهما سيارة اسعاف، وتلاه قصف الفرع بقذائف الهاون، بحسب بيان نشر علي صفحتها علي موقع "فيسبوك" للتواصل الاجتماعي. لكن مصدرا في اجهزة الامن السورية نفي هذه الرواية، موضحا ان حراس مقر المخابرات الجوية اطلقوا النار علي السيارة الاولي التي انفجرت قبل ان تدخل المحيط المحصن للفرع، اما الثانية فتم اعتراضها واوقف سائقها. واوضح المصدر ان اشتباكات عنيفة تلت الهجوم واستمرت خمس ساعات "تم بعدها صد المهاجمين". وشهدت مناطق عدة في ريف دمشق الثلاثاء عمليات عسكرية ، وقال المرصد ان اربعة رجال علي الاقل قتلوا في اطلاق رصاص خلال اقتحام القوات النظامية لبلدة دير العصافير. في حلب، كبري مدن الشمال، ذكر المرصد السوري في بيان مسائي ان احياء القاطرجي وقاضي عسكر والاذاعة والصاخور تعرضت لقصف من القوات النظامية، ما ادي الي سقوط جرحي وتهدم في بعض المنازل. كما دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين في حي سليمان الحلبي. وكان القصف شمل في وقت سابق حيي طريق الباب والشعار في شرق المدينة. وعلي الصعيد السياسي، ناشد الامين العام للامم المتحدة في باريس النظام السوري بوقف النار من جانب واحد. وقال اثر لقائه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند "بلغ الوضع مستوي غير مقبول، من غير المحتمل ان تستمر معاناة الشعب علي هذا النحو ، لهذا السبب شرحت للحكومة السورية ان عليها ان تعلن فورا وقفا احاديا لاطلاق النار"، داعيا المعارضة الي القبول به. وقال بان "ادعو مجددا الدول التي تزود الجانبين بالاسلحة الي وقف ارسال المعدات العسكرية. عسكرة النزاع ستضع الشعب السوري في وضع اصعب والحل الوحيد هو سياسي عبر حوار سياسي". وقال هولاند من جهته "علينا فرض عقوبات جديدة لدفع النظام الي الرضوخ".