بدأت الإدارة المركزية للصيانة والترميم بوزارة الآثار في أعمال مشروع ترميم مسجد سارية الجبل بقلعة صلاح الدين، والمقرر الانتهاء منه نهاية العام الحالي . وقال غريب سنبل رئيس الإدارة المركزية للصيانة والترميم، في تصريح له اليوم ، إن أعمال الترميم بدأت أواخر شهر أغسطس الماضي و شملت الترميم المعماري والدقيق للمسجد ، حيث تم إزالة طبقات الملاط الحديثة والمتهالكة بواجهة المبنى والموجودة منذ أعوام سابقة تمهيدا لإعادتها بنفس المواصفات الأثرية وطبقا لمحددات المواثيق الدولية . وأضاف أنه تم الانتهاء من تنظيف التكسيات الرخامية ببيت الصلاة وجارى استكمال باقي الأعمال في جدران المسجد وأرضياته وذلك بالتعاون مع معهد الحرف الأثرية، بالإضافة إلى إزالة الدهانات التي تعلو زخارف سقف المسجد والمتراكمة منذ عهود سابقة. وأشار إلي أنه خلال فك وإحلال الثريا الموجودة بالقبة الرئيسيّة للمسجد، وبعد إزالة طبقات الصدأ الموجودة عليها، ظهرت الزخارف النحاسية المغلفة بالفضة وهي تحمل كتابات تقرأ باسم السلطان حسن، بالإضافة إلى الكشف عن زخارف هندسية في أماكن متفرقة بالثريا، ونقش باسم النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) و 12 عمودا مشكلين على هيئة الصليب. وأوضح سنبل أن لهذا المسجد أهمية أثرية وتاريخية خاصة بأعتباره أحد المساجد المشيدة فى العصر الفاطمى وتم تجديده فى العصر العثمانى على طراز عمارة هذا العصر، وسمى المسجد بهذا الاسم نسبة إلى سارية بنزنيم بن عمرو بن عبدالله الكنانى صاحب رسول الله (صلى). ولفت إلى انه تم بناؤه قبل بناء القلعة داخل القسم الشمالى لقلعة الجبل، وشيده أبو منصور قسطة الأرمنى غلام المظفر بن أمير الجيوش الذى كان واليا على الاسكندرية خلال العصر الفاطمى(1140ميلاديا-535 هجريا) .. مشيرا الى انه تم تخريب هذا المسجد وجدده سليمان باشا الخادم عام(1528 ميلاديا-935 هجريا) واعاد بنائه على النظام العثماني واصبح أول مسجد بنى فى مصر على الطراز العثمانى.