في أول رد فعل رسمي لها، أكدت هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف أنها تابعت مسلسل الإساءات المتكررة إلي الإسلام ورموزه ومقدساته، من تدنيس المصاحف وحرقها، إلي العدوان علي المساجد وهدمها، وحتي الإساءة إلي الرسول الكريم 'صلي الله عليه وسلم' الذي جاء إلي العالمين مصدقا بما سبق من الكتب، ومؤمنا بكل النبوات والرسالات، كما تابعت الهيئة ردود الأفعال الحكيمة منها والغاضبة، التي تواجه هذه الإساءات في وطن العروبة وعالم الإسلام. وقالت الهيئة في بيان لها اليوم الأربعاء، إن مصدر هذه الإساءات ليسوا هم الناس العاديون، سواء في الغرب أو الشرق، وإنما هي مؤسسات الهيمنة الاستعمارية، التي يجاهدها الإسلام لكسر شوكة هيمنتها واستعمارها واستغلالها في كثير من بلاد العالم الإسلامي ومع هذه المؤسسات السياسية الصهيونية، وأجهزة الإعلام التي ترتزق من الكذب وصناعة الصور الزائفة عن الرموز والمقدسات الإسلامية. وأضافت الهيئة إن ردود الفعل الإسلامية يجب أن تتسم بالحكمة، وأن تزيد من إيضاحها لحقائق الإسلام ومقدساته ورموزه، وأن تبتعد عن أخذ البريء بذنب المسيء حيث أن يتحلي العقل المسلم بالوعي والرؤية الموضوعية لحقيقة هذا المشكل القديم "والجديد" بل والمتجدد "فتزييف صورة الإسلام ورموزه ومقدساته أمر قديم، بدأ مع ظهور الإسلام" بل هو سنة من سنن التدافع بين الحق والباطل، تحدث عنها القرآن الكريم عندما قال: {وكذلك جعلنا لكل نبي عدوًا من المجرمين} 'الفرقان: 31'. وقد أثبت التاريخ أن تصاعد هذه العداوة للإسلام والتزييف لصور رموزه ومقدساته قد كان – ولا يزال- مرتبطًا بصعود الإسلام وزيادة انتشاره – كما هو حادث الآن - فيما وراء عالم الإسلام. وناشدت هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف مؤسسات العلم الإسلامي بالتداعي لدراسة ظاهرة العداء والإساءة للإسلام ورموزه ومقدساته، لتحديد مصادرها، والعوامل التي تغذيها وتحركها، والسبل الفكرية التي تدفع السيئة بالحسنة {ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم}، 'فصلت: 34'. كما توصي الهيئة بزيادة الجهود التي تُعرِّفُ بحقيقة الإسلام، وبالتواصل مع الجاليات والمراكز الإسلامية في الغرب، لإيصال هذه الحقيقة إلي البلاد التي تصدر منها هذه الإساءات. كما تدعو الهيئة جماهير الأمة الإسلامية إلي الحرص علي ألا يتجاوز الغضب المشروع لله ورسوله – صلي الله عليه وسلم - حدود الآداب والشمائل الإسلامية، وذلك حتي لا نأخذ البريء بذنب المسيء، ولا نسيء إلي الوحدة الوطنية لشعوب أمتنا، فنحقق – دون أن ندري - مقاصد الأعداء من وراء هذه الإساءات الخبيثة.