تقع مدينة الحُدَيْدَة على ساحل البحر الأحمر، وتبعد عن العاصمة صنعاء بمسافة تصل إلى حوالي 200 كيلو متراً. وهي مركز محافظة الحديدة ،كما تعتبر عاصمة اليمن الصناعية والزراعية، ويعد مينائها من أهم مداخل التصدير والاستيراد. وبحكم موقعها الاستراتيجي في البحر الأحمر فهي تدير تفريغ أكثر من نصف الحمولات الجافة في اليمن ولها ميزة الشحن الدولي مع خطوط نقل برية إلى صنعاء ودول الخليج ، ولهذا يعتبر ميناء الحديدة من أكبر الموانئ اليمنية الذي تسيطر عليه ميلشيا الحوثي عام 2015 ، وترجع أهميته الإستراتيجية في أنه يساعد الحوثيين على الحصول على الأسلحة المهربة من إيران والتحكم في المواد الإنسانية والتجارية وبالتالي حرمان الشعب اليمني من تلك المساعدات ، كما يتخذه الحوثيون قاعدة لاستهداف حركة الملاحة الدولية بالبحر الأحمر ومضيق باب المندب وبما يهدد حركة الملاحة العربية والدولية ، كما يشكل الميناء وسيلة هامة للحوثيين للحصول على الموارد المالية والأسلحة ، ومع إمكانية تحريره فإنه سيعتبر نقطة تحول كبري نحو آفاق الحل السياسي لأنه سوف يفقد الحوثيين أهم مصدر للدعم المالي والعسكري ، وسيفتح خط الإغاثة لملايين اليمنيين العالقين تحت سيطرة ميلشيا الحوثي الإيرانية ووقف لعمليات الأسلحة المهربة من إيران وعلى رأسها الصواريخ الباليستية . وكانت قوات الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي المدعومة من قوات التحالف العربي قد أطلقت يوم الأربعاء قبل الماضي الموافق 13 من يونيو الجاري عملية النصر الذهبي تم خلالها تحرير على مطار الحديدة من قبضة الحوثيين حيث يقوم التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات منذ 26 من مارس عام 2015بعمليات جوية وبرية دعما للشرعية ضد المتمردين الحوثيين الذين أحكموا سيطرتهم على العاصمة صنعاء وما حولها، بينما سيطرت جماعات إرهابية أخري مثل تنظيم القاعدة و داعش على بعض المناطق بوسط اليمن ،هذا وقد أعلنت دولة الإمارات مؤخرا عن عدم توقفها عن توجيه التحالف لضرباته إلا بخروج الحوثيين من الحديدة بدون شروط وذلك بعد أن أصبحت القوات اليمنية الشرعية بمساعدة التحالف على وشك استعادة المدينة أمام مقاومة الحوثيين ومحاولاتهم اليائسة لإرباك قوات التحالف عن طريق التهديد بنسف الميناء والمطار، وقيامهم بفتح جبهات قتالية أخرى حول محافظة الحديدة لتأخير العملية وفي الوقت نفسه استغلال التدخل الدبلوماسي بقيادة المبعوث الأممي في اليمن مارتن غريفيث الساعي لإيجاد حل للأزمة باليمن ومحاولته الرامية لإقناع الحوثيين بتسليم المدينة وتحذيرهم من تدمير الميناء ،ومع كل تلك الضغوط وطول أمد الحرب ومعاناة الشعب اليمني ما يزال الحوثييون مصرون على المماطلة ورفض كل التسويات السلمية بسبب شروطهم المتعسفة واتخاذ القرارات بخصوص ذلك من إيران ، هذا في الوقت الذي تتوالي فيه الأنباء بتحرير قوات التحالف مع القوات اليمنية الشرعية الكثير من المناطق بالحديدة ومنها الإعلان باقترابها من السيطرة الكاملة على مطار الحديدة الدولي وسط معارك عنيفة مع الحوثيين المدعومين من إيران. إن استعادة مدينة الحديدة ومينائها بفضل القوات اليمنية الشرعية وقوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية سيمثل انتصارا كبيرا علي إيران ومخططاتها بالمنطقة وهو الهدف الأسمى، وسيمثل تحريرا للعمل الإغاثي والإنساني من جماعة الحوثي، تلك الجماعة التي استخدمت الميناء خلال تلك السنوات لخدمة أجندات خارجية وتهريب السلاح وإطالة أمد الحرب وخراب اليمن وإفقار وتجويع وقتل الشعب اليمني، ولكن مع إمكانية تحريرها بإذن الله من براثنهم سيعود ميناء الحديدة من جديد شريان الحياة لليمنيين، وليس ممرا لأسلحة الموت والدمار والخراب وتهديد لسلامة الملاحة الدولية وتهديد للأمن الخليجي والعربي مع تحكم إيران والحوثيين، وذلك بعد أن عاني اليمنيون خلال تلك السنوات من أوضاع معيشية وصحية متردية للغاية ومنها انتشار الكوليرا ، ومن جراء الحرب الدائرة منذ أكثر من ثلاث سنوات بين القوات الحكومية والمسلحين الحوثيين، الذين ما يزالوا منذ سبتمبر 2014 يسيطرون على أكثر من محافظة وعلي رأسها العاصمة اليمنية صنعاء ، إن أمل تحرير الحديدة من قبضة الحوثيين هو أمل كل يمني وكل عربي وطني حر ،وسيشكل تحريرها تتويجا للجهود والتضحيات العربية والقومية المخلصة المتمثلة في عملية عاصفة الحزم بقيادة التحالف لإنقاذ وحدة وعروبة اليمن، وسوف ترد علي كيد كل معتدي وكل حاقد، وعلي كل الذين يكيلون الشر لامتنا ومقدراتنا ، كما تكمن الأهمية في تحرير الحديدة من شراذم الحوثيين بأنها ستكون بمثابة الضرة القاضية التي ستشكل نقطة تحول كبرى ومفصلية في الحرب اليمنية، ونهاية لسقوط المتمردين الحوثيين لما كانت تمثله الحديدة من أهمية استراتيجيه لهم ، وبالتالي الانطلاق سريعا نحو تحرير صنعاء وكافة المحافظات اليمنية وتضييق الخناق على الحوثيين والإيرانيين، وتأمين الملاحة البحرية بالبحر الأحمر ، ووقف المعاناة الإنسانية عن الشعب اليمني ،وإجبار الحوثيين على الاستسلام والرضوخ للحكومة الشرعية وإرجاع اليمن عربيا موحدا وآمنا ومستقرا من جديد .