أطلق الإخوانى رجب طيب أردوغان تحذيرات عنترية يحذر فيها من حرب تندلع «بين الهلال والصليب» بسبب قرار النمسا بإغلاق سبعة مساجد وطرد عشرات من الأئمة المتطرفين بعد ثبوت تلقيهم تمويلًا مشبوها من تركيا لتحويل المساجد إلى أوكار ومنابر للتطرف والإرهاب، وهدد أردوغان فى كلمة ألقاها فى اسطنبول مساء السبت الماضى بأن «بلاده لن تقف مكتوفة الأيدي»، وقال «هذا يعنى أنه سيتوجب علينا القيام بشيء ما»، من دون أن يُعطى مزيدا من التفاصيل أو يحدد ما سوف يتخذه من إجراءات .. هل سيعلن الحرب على النمسا أم يكتفى باستقبال الأئمة المتطرفين المطرودين باعتبارهم أبطال غزوة المساجد فى أوروبا؟!! اعترف أردوغان بتهديداته وتصريحاته الحنجورية – عن غير قصد - برعايته للمساجد التى كشفت السلطات النمساوية عن نشاطها المخالف للقانون، كما أقر بتمويله لعشرات الأئمة المتطرفين، وها هو يهدد النمسا بالحرب لأنها اتخذت الإجراءات اللازمة لحماية أراضيها من مغامرات ومقامرات أردوغان. لقد أعلنت السلطات النمساوية قرارها بإغلاق المساجد السبعة وطرد الأئمة المتطرفين بعد أن أكدت تحقيقات هيئة الشئون الدينية مخالفة المساجد المدعومة من تركيا للقانون ، وكشفت التحقيقات أنه تم تنظيم عرض مسرحى فى أحد المساجد خلال أبريل الماضي، يجسد الانتصار العثمانى فى معركة غاليبولى خلال الحرب العالمية الأولى، وقالت هيئة الإذاعة النمساوية إن العرض المسرحى تم فى مسجد بحى فافوريتن فى فيينا، واستعان منفذ العرض بأطفال شاركوا بمشاهد يؤدون فيها تحية منظمة الذئاب الرمادية القومية التركية التى تمتلك فروعا فى بلدان عديدة، كما قاموا بتمثيل دور القتلى وهم يرتدون زى الجنود الأتراك وتم تغطيتهم بالأعلام التركية. وأعلنت السلطات النمساوية أن 60 من بين 260 إماما فى البلاد قد أخضعوا للتحقيق، ويتبع 40 منهم ما يسمى ب»المنظمة الإسلامية» فى النمسا، وهى من المنظمات المقربة والمدعومة من الحكومة التركية. وقال المستشار النمساوي، سيباستيان كورتز، فى تصريحات يوم الجمعة الماضى: «إن قرار طرد عشرات الأئمة جاء بسبب انتهاك البنود الخاصة بتلقى التمويل الخارجى فى القانون (قانون الإسلام)»، وقال المستشار النمساوى : «إن التحقيقات فى قضايا كثيرة لا تزال مستمرة، لكن أغلبها قد تم إنهاؤها، وشدد على أن النمسا تدعم مبدأ حرية الأديان، وأن القوانين تعمل فى البلاد لتنظيم التعايش بين أتباع الديانات المختلفة ، وأضاف: «لا مكان للمجتمعات الموازية والإسلام السياسى والتطرف فى بلادنا، والحكومة عازمة على مكافحة هذه الظواهر غير الصحيحة بشكل حازم.» وأكد وزير الداخلية النمساوي، هربرت كيكي، أن سلطات البلاد ستطرد 60 إمامًا متطرفا بسبب حصولهم على تمويل من تركيا. وفى ألمانيا تحقق الشرطة فى صلات بعض الأئمة بمنظمة تدعى «الاتحاد الإسلامى التركى للشئون الدينية» التى تتلقى تمويلا من تركيا. والطريف فى تباكى الإخوانى أردوغان على إغلاق المساجد أنه يتخلف عن أداء الصلاة ، كما يتخلف عن صلاة الجمعة، وفى الأحوال التى يتوجه فيها إلى الصلاة أمام عدسات المصورين يصل متأخرًا وقد يدرك الركعة الأخيرة أو لا يدركها ، وقد تلقى أردوغان لطمة قوية من نائب الرئيس الإندونيسى محمد يوسف كالا عندما كشف فى لقاء تلفزيونى أن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان لم يؤد صلاة المغرب خلال الاجتماع الطارئ لمنظمة التعاون الاسلامى الذى شارك فيه بتركيا فى الثامن عشر من مايو الماضي. وقال يوسف كالا فى لقاء أذاعته قناة (سى إن إن اندونيسا) : «إنه يحمد الله على سهولة العبادة فى بلاده، ويحمد الله على كونه مسلمًا فى إندونيسا نظرًا للصعوبة التى واجهها فى أداء الصلاة فى تركيا على الرغم من كونها بلدا مسلما. وأضاف كالا أن أكثر ما أثار دهشته هو عدم تخصيص استراحة لأداء صلاة المغرب بعد دخول وقت الافطار أثناء الاجتماع مؤكدًا أن المتحدث واصل حديثه وأغفل صلاة المغرب والتراويح ، وأوضح كالا أنه كان بإمكانه جمع صلاة المغرب والعشاء سويًا نظرًا لكونه على سفر غير أنه ذهل لعدم أداء أردوغان صلاة المغرب قائلًا: «أنا على سفر لذا بإمكانى جمع الصلاة، لكن أردوغان يقيم فى بلاده، أليس كذلك؟ على أية حال أشكر الله على كونى فى أندونيسيا، فهنا تُمنح استراحة للصلاة أيا ما كان الوضع”. وكشف أردوغان خلال زيارته إلى إندونيسيا، فى نهاية يوليو من العام 2015 عن عدم اهتمامه بصلاة الجمعة ووصل إلى المسجد متأخرًا وتمكن من اللحاق بالركعة الثانية، فأكمل الصلاة بمفرده. وفى نوفمبر من العام 2013 تناقلت بعض المواقع الإلكترونية تسجيلًا مصورًا يظهر فيه أردوغان وهو يؤدى صلاة الجمعة بجوار أحذية المصلين على أعتاب أحد المساجد فى اسطنبول، لأنه لم يجد موضع قدم بسبب وصوله فى اللحظات الأخيرة من صلاة الجمعة.