توشك الساحة العربية علي أن تغرق من جديد في اعتداءات وحروب،قدر لأمة العرب أن تحصد تبعاتها،وتتذوق مرارتها. فالأزمة الحالية،والتي تهدد فيها أمريكا،ودول غربية أخري،بقصف سوريا،بسبب ماتردد من مزاعم-لم يثبت صحتها-حول هجمات بالسلاح الكيماوي في"دوما"هذه الأزمة،قد تتوسع تداعياتها،وتهدد بشكل مباشر السلم والأمن الدولي،خاصة في ظل التهديدات المضادة، والصادرة عن روسيا وإيران بأنهما لن يقفا مكتوفا الأيدي إذا مانفذت إدارة ترامب تهديداتها. لقد بدأ واضحاً،وعلي ضوء تهديدات ترامب، والتصريح الخطير الذي أعلنته"نيكي هيلي"مندوبة أمريكا في مجلس الأمن،والذي قالت فيه صراحة"إن أمريكا سترد،سواء وافق مجلس الأمن أولم يوافق علي المطلب الأمريكي بالهجوم علي سوريا"،حيث يشكل هذا التصريح خرقا للقانون الدولي وأحكامه،ويطرح سؤالا مهما حول جدوي وجود مجلس الأمن إن لم يخضع المجتمع الدولي لقراراته. لقد راحت دول عدة تبدل مواقفها في ساعات بعد اطلاق ترامب لتهديداته ضد سوريا،وهي مواقف تتقلب وفقا للحسابات السياسية والمصالح الانتهازية..فقط تبقي مصر،بقيادة رئيسها المخلص عبدالفتاح السيسي متمسكة بمبادئها،ملتزمة بأهدافها،رافضة التفريط في ثوابتها،مؤكدة علي دعمها لوحدة سوريا العربية. هو موقف عربي أصيل،يضاف إلي سلسلة المواقف المبدأية للدولة المصرية في تلك المرحلة الفاصلة،وهي مواقف تذود عن المبدأ،ولاتفرط في الثوابت،مهما حاول الآخرون، وفي ذلك احترام مابعده احترام،لدولة،ورئيس ،يعلون من شأن المبدأ،وفوق كل اعتبار.