في خطوة مفاجئة أعلنت قطر قائمتها للإرهاب عندما أدرجت اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب بوزارة الداخلية القطرية الأربعاء الماضي 19 شخصا و8 كيانات على قائمة الإرهاب، قائمة الأشخاص شملت قطريين ومصرين وسعوديين وأردنيين، في حين شملت الكيانات: داعش، وولاية سيناء، وجمعية الإحسان الخيرية اليمنية، إلى جانب خمسة كيانات أخرى، القائمة القطرية هي الأولى التي تصدرها قطر منفردة وهي التي كانت تُحجم عن إصدار مثل تلك القوائم بحجة أنها لا تعترف إلا بقوائم الأممالمتحدة، ولذات المبرر رفضت قطر من قبل قائمة الإرهاب التي وضعتها دول المقاطعة العربية الأربع. الخطوة القطرية جاءت تزامنا مع زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لأمريكا وقبيل القمة الخليجية الأمريكية والمزمع إقامتها في كامب ديفيد في أوائل مايو القادم حسب ما رشح عن بعض المصادر. توقيت الخطوة القطرية لا يمكن فصله عن اللقاءات الخليجية الأمريكية المستمرة منذ فترة وصولا للقمة الأمريكية الخليجية المنتظرة، فقطر أرادت بهذه الخطوة أن تقدم شيئا يدعم رغبتها في ضغط أمريكي محتمل لإنهاء تلك الأزمة، لا سيما أن القائمة شملت أفرادا وكيانات أدرجتها دول المقاطعة العربية الأربع على لائحتها للإرهاب والتي سبق أن رفضتها قطر، غير أن الرهان القطري على العنصر الأجنبي لا سيما الأمريكي ما هو إلا حلقة من سلسة أخطاء كشفت عن قصور في الاستيعاب لدى القيادة القطرية، فالقيادة القطرية التي احتاجت إلى ما يقرب من العام لتدرك ما أدركته الدول الأربع وتقر به من خلال تلك القائمة، والتي لم تجيد قراءة الرسائل المتتالية لدول المقاطعة العربية والتي تفصح بما لا يدع مجالا للشك أن الدول الأربع ماضية قدما في موقفها حتى تنصاع قطر وتعود إلى رشدها، هي ذاتها القيادة التي لا تزال تراهن على الضغوطات الخارجية لاسيما الأمريكية لحل الأزمة ولم تستوعب أن الدول الأربع لم تذعن لتلك الضغوطات في وجود الوزير تيلرسون رجل قطر في الإدارة الأمريكية فما بالك بعد رحيله!. إن تأخر الاستيعاب واستمرار القيادة القطرية في قراءتها الخاطئة للأحداث، يشي أن الأزمة القطرية ربما احتاجت إلى وقت طويل حتى تستوعب القيادة القطرية أن الدول الأربعة جادة في مواجهة الإرهاب والدول الراعية له و في مقدمتهم قطر.