يظهر الرئيس السوري بشار الأسد مخاطباً شعبه من داخل برلمان لم يختاره الشعب بإرادته .. في صورة درامية ساخرة حين نجد الرئيس الذي يكرهه الشعب يتحدث أمام نواب لم يختارهم الشعب .. ويكون موضوع الحديث هو الشعب و موطن الشعب ، الشعب كلمة نذكرها لكنها ليست موجودة في المعادلة سواء من قريب او بعيد .. لأن الشعب السوري الحقيقي يرفض كل ذلك ويهتف بشئ واحد فقط " إرحل .. إرحل يا بشار ! " ، يصور البعض ان الرئيس خرج ليلقي خطاباً يكتسب به بعض التأييد من خلال إبداء تعاطف غير مباشر مع قتلي المجزرة الأخيرة التي ارتكبها نظامه في الحولة و يظهر فيه نفسه بأنه الحاكم المتعقل الذي يحمي البلاد والعباد ، لكن من الصعب أن نتحدث عن مجرد قبول تعاطف الديكتاتور مع الشعب بعد سقوط كل هذه العدد من القتلي و المصابين ، كيف يتقبل الرأي العام السوري فكرة أن الرئيس يقتل البعض منهم للحفاظ علي الباقين بالطريقة التي حاول بها تشبيه نظامه بالجراح الذي يسيل دماء مريضه كي ينقذه ، من قال ان سوريا كانت مريضة بالأساس ؟ ، واذا افترضنا جدلاً انها كذلك .. فمن سبّب لها هذا المرض وتركه كي يستشري في الجسد الي هذا الحد ؟! ان التحرك بعد فوات الأوان و الاستيقاظ من سُبات السلطة متأخراً هي عادة عربية بإمتياز ، حيث يعتقد الزعماء العرب أن الابتعاد عن الظهور والتخفي في الغرف المغلقة لمراقبة الاوضاع هو الحل الأمثل ، لعل بعضهم يخشي مواجهة الشعب في ظروف كهذه ، ألم تقذف الجماهير الغاضبة شاشة العرض التي كانت تعرض خطابات مبارك في الميدان بالأحذية ؟! ، و يغرق العالم في الضحك و النكات علي خطابات القذافي ؟! كالعادة يوجه النظام الرصاص نحو الشعب الثائر ، ويرسل زبانيته ليعيثوا في الأرض فساداً ، في سوريا يشيع الناس جنازة فإذا بقتلي جدد يسقطون في موكب الجنازة .. ليشكلوا جثث شهداء اليوم التالي ولعل في جنازتهم أيضا يسقط شهداء جدد وهكذا ! لقد كان الشعب السوري في أشد الحاجة إلي من يلبي طموحات البسطاء من مسكن ومأكل وعيش كريم ، أماني وتطلعات ما هي في الواقع سوي حقوق يجب علي النظام توفيرها ، بل هي أبسط الحقوق ! ، صحيح لماذا توهمنا الحكومات العربية بأن تطوير الحال هو أمر محال ؟! ، لماذا يعتبرون حل مشكلات الشعب وإحتواء طموحاته وتلبية مطالبه أمر صعب للغاية .. وإن حدث و تم حل مشكلة ينسبونها للزعيم القائد الرئيس ، حتي ولو لم يكن لديه علم بالأمر من الأساس ؟! في رأيي ان خطاب بشار كان جزء من من سلسلة خطابات اللحظة الاخيرة التي يلقيها الزعماء العرب من ذوي الانظمة المنهارة بفعل الثورات ، فقبله قد فعل زين العابدين و مبارك والقذافي .. وهاهو بشار يسير علي نفس الخطي نحو نفس النهاية .