كم مرة ذهبنا الي المعارض السياحية الدولية ؟ .. وكم عدد المعارض الدولية المتعلقة بالشأن السياحي والتي زارتها وفودنا ؟.. سواء أكان ذلك بشكل رسمي ام بشكل فردي! أهم المعارض السياحية علي الإطلاق هو معرض برلين الدولي ،أو كما نطلق عليه (بورصة برلين)،حيث يتوافد أصحاب المصلحة ممن لهم علاقة بالشأن السياحي من مختلف دول العالم، في احتفالية تستمر لعدة ايام ، يناقشون خلالها كل ما يتعلق بصناعة السياحة ،ويستعرضون ما تم إنجازه علي الصعيد الدولي من مشروعات سياحية تسهم بشكل مباشر في تنمية الشعوب. واعتادت مصر علي التواجد بشكل رسمي ببورصة برلين منذ عقود مضت،هذا بالإضافة الي الوفود غير الرسمية، والتي تتمثل في رجال الأعمال وبعض المهتمين بالشأن السياحي. وتعقد البورصة هذا العام في أجواء تخيم عليها الاضطرابات السياسية والحروب الأهلية، وتعقد الأمور في الكثير من مناطق العالم ، مع زيادة ملحوظة في تزايد وتيرة الإرهاب ، مما يضع الوفود الرسمية أمام تحديات جسام ، إذ عليهم إيجاد آليات فعالة لتحفيز عملية النمو السياحي، بالإضافة الي الضغط علي الدول والحكومات لتنشيط حركة السلم الدولية. والسياحة مثلها مثل الفن والإبداع تلعب دورا ناعما في تحقيق التواصل بين الشعوب والثقافات ،كما أنها بلا شك مصدرا هاما من مصادر زيادة الدخل القومي للأوطان. وتسعي مصر قيادة وحكومة لاستقطاب صناع السياحة من مختلف بقاع الأرض ،عن طريق توفير حزمة من العروض المغرية بالإضافة الي شرح آخر المستجدات علي الساحة المصرية الداخلية، وما قامت به الدولة من مجهودات جبارة لتوفير الأمن والأمان للسياح. وما أرجوه أن يقوم الجناح المصري ببث مشاهد حية للسائحين وهم يتجولون في شوارع الغردقة وشرم الشيخ لتكون أبلغ رد علي من يحاول اللعب علي وتر الأمن والأمان في مصر. وأتمني ومثلي كثيرين من أهل المهنة الغيورين عليها ان يكون استعدادنا هذا العام كان علي الوجه الامثل،وذلك عن طريق إعداد أجندة تسويقية غير نمطية ، وتدريب أعضاء الوفد الرسمي علي كيفية التعامل مع زوار الجناح الرسمي ،مع التأكيد الشديد علي ضرورة الاستعانة بالشباب ممن يجيدون اللغات الأجنبية بطلاقة حتي لا نقع في فخ المجاملات وجبر الخواطر، مما يسيء الي وجه مصر الحضاري بشكل كبير. بورصة برلين هي بلا شك أكبر تجمع سياحي عالمي ،حدث فريد ،يضم ما يقارب 180 دولة تشارك بوفد رسمي، بالإضافة الي رجال الأعمال والصحفيين والإعلاميين من مختلف دول العالم. إنها الجمعية العامة للأمم السياحية ،إذا أردنا أن نصفها الوصف الدقيق. وعلينا أن نستوعب دروس الماضي، وألا ننجرف الي البيانات الحكومية التي أصبح الطفل في الشارع يحفظها عن ظهر قلب، فالامل كبير هذا العام في ان تحقق بورصة برلين لمصر مالم تحققه في الماضي من مكاسب معنوية ومادية. لابد أن نستغل هذا التجمع الكبير ونعقد اللقاءات المنفردة مع كافة الوفود المشاركة محاولين حثهم علي زيارة مصر (علي حسابنا) للتعرف علي إمكانياتنا الفريدة والمتنوعة. وأود الاشارة الي ضرورة الاهتمام بالمطبوعات التي نقوم بتوزيعها علي أعضاء الوفود، بحيث تكون علي أعلي مستوي في دقة التصوير وروعة الألوان و براعة الإخراج الفني، وأن تتوفر تلك المطبوعات بكافة اللغات ،وهذا أمر غاية في الأهمية لا يجب التهاون فيه. كما ارجوا ان يقوم الوفد المصري باستغلال العلاقة المتوترة بين تركيا ودول الاتحاد الأوروبي للفت انتباه تلك الدول الي أهمية دور مصر وموقعها الفريد . الأمل الأكبر ان تكون بورصة برلين هي طريقنا الي فتح أسواق جديدة في آسيا وأفريقيا ،لنحاول تعويض السوق الروسية والتي أدي توقفها إلي اضرار بالغة بالقطاع السياحي. سوق برلين فرصة شديدة الأهمية ، يجب استثمارها بشكل علمي ،وأن نهتم بتعريف كافة الوفود الزائرة للجناح المصري بالتنوع الفريد الذي تتميز به مصر ،ولا أظن اني أبالغ إذ قلت ومازلت أردد بأن ما تتمتع به مصر من تنوع فريد هو سر عظمة مصر، وهو مفتاح السر في نهضة مصر الحديثة إذا احسنا استغلال هذا التنوع. لقد حاربت مصر الإرهاب، وستقضي عليه بفضل الله وبفضل أبناءها البواسل من رجال القوات المسلحة والشرطة ، بل واستطاعت القيادة السياسية في غضون سنوات قليلة ،في استعادة دور مصر المحوري علي المستويين الإفريقي والعربي ،وهذا بالضبط ما يعطينا الأمل بأن مصر قادرة علي استعادة مكانتها السياحية في القريب العاجل بإذن الله. حفظ الله مصر جيشا وشرطة وشعبا.