علقت صحيفة 'واشنطن بوست' الأمريكية، علي المؤشرات الأولية لنتائج انتخابات الرئاسة المصرية والتي أشارت فيها إلي احتمال وصول مرشحين أحدهما تابع لجماعة الإخوان المسلمين وحزبها الحرية والعدالة، والآخر لنظام الرئيس المصري السابق إلي مرحلة الإعادة. أوضحت الصحيفة -في سياق تقرير أوردته علي موقعها الإلكتروني أمس الجمعة- أن احتمال وصول مرشح الجماعة محمد مرسي إلي جولة الإعادة أمام المرشح أحمد شفيق آخر رئيس وزراء في نظام مبارك أو المنافس اليساري حمدين صباحي الذي برزت شعبيته في نهاية السباق الرئاسي، يضع الناخب المصري في موقف صعب؛ وذلك لأن فوز مرسي بالرئاسة يعني استئثار الجماعة الإسلامية بالسلطة في البلاد، وهو ما يزيد تخوفات العديد من الفصائل السياسية في مصر من دولة تحكمها الشريعة الإسلامية. وأشارت إلي أنه في حالة فوز شفيق، فإن ذلك سيجعل المصريين يشعرون بأن ثورتهم في العام الماضي أسهمت في تعبيد الطريق لسياسي يتبني فلسفة النظام السابق، معتبره أن الفوز في الجولة الثانية يعتبر تحديًا يواجهه مرسي؛ ومن المتوقع أن تتحالف ضده القوي المنافسة التي لا تريد للجماعة الإسلامية أن تستأثر بحكم مصر. وأكدت الصحيفة، أن أمريكا تولي اهتمامًا خاصًا بانتخابات الرئاسة المصرية بسبب معاهدة السلام الموقعة بين مصر وإسرائيل وأهميتها علي صعيد الاستقرار الإقليمي، حيث كان مسئولون أمريكيون قد طلبوا ضمانات من جماعة الإخوان المسلمين وغيرها من الجماعات السياسية الصاعدة قائلين إن "استمرار المعونة العسكرية الأمريكية لمصر رهن باحترام المعاهدة". وقالت إن "هذا الاهتمام الأمريكي الخاص بالمشهد الانتخابي المصري مرده تخوف الجانب الأمريكي من وجهات نظر الرئيس الإسلامي، التي يعتري الكثيرين تخوفات من أنها قد تكون مغايرة تمامًا لاسيما فيما يتعلق بالشئون العالمية؛ فلا أحد يستطيع الجزم بالطريقة التي سينتهجها في التعامل مع الأزمات التي قد تواجه مصر في الأيام القادمة، خاصة علي صعيد القضايا الدولية والتي تعتبر مصر لاعبًا رئيسًا في العمل علي حلها، خاصة القضية الفلسطينية وغيرها من القضايا التي تخص الدول العربية". وأضافت أن الظهور القوي الذي تميز به مرسي وما أبدته الجماعة من قدرة علي التنظيم، من شأنه تكميم أفواه الطاعنين في شفافية الانتخابات الأمر الذي من شأنه تحقيق استقرار علي المدي الزمني القريب، وهو مهم لأمريكا ومصر علي السواء. ونقلت الصحيفة عن عصام العريان- القيادي البارز بجماعة الإخوان المسلمين، قوله "إن المصريين أثبتوا أنهم قادرون علي تكوين نظام جديد، وأن الجماعة تحترم النتائج أيًا كانت".