أكدت دار الإفتاء المصرية أنه لا يجوز شرعا للمرشح في الانتخابات الرئاسية استخدام أمواله - سواء كانت مادية أم عينية- في التأثير علي إرادة الشعب وطالبت جميع المرشحين أن يكونوا أمناء في أنفسهم، صادقين في وعودهم،يوفون بما وعدوا الناس به وأكدت دار الافتاء أن الإسلام يأمر بالصدق وبحرية الإرادة وبتولية الصالح،ولذلك فهو يحرم ويقاوم ويحارب الفساد والكذب والرشوة وخسائس الأخلاق التي تستغل حاجات الناس وتتاجر بها. جاء ذلك في بيان لدار الافتاء الخميس ردا علي سؤال ورد إلي الدار عن رأي الدين فيمن يرشحون أنفسهم ويدفعون أموالا طائلة لشراء أصوات الناخبين مستغلين فقرهم وحاجتهم لهذه الأموال، وبعد نجاحهم لا يوفون بوعودهم بحجة أنهم قد اشتروا صوت الناخب بالمال. وأضاف البيان:أنه إذا علم آخذ هذه الأموال حقيقة قصد ذلك المستخدم لها في هذا الشأن، إما بتصريحه وإما بالقرائن القاطعة التي لا تحتمل الشك،فإنه يحرم عليه أخذها، لأنها تعد حينئذ من قبيل الرشوة المنهي عنها شرعا ، بل الأكثر من ذلك أن الوسيط بينهما يقع أيضا في الإثم،للعن النبي صلي الله عليه وسلم "الراشي والمرتشي والرائش، يعني الذي يمشي بينهما". ونبهت الفتوي إلي أن التصويت في الانتخابات يعد نوعا من الشهادة، وأن الله تعالي أمر أن يشهد المرء بالحق، بل منع كتم الشهادة و ان كتم الشهادة لا يكون بالامتناع عن الشهادة فحسب، بل يكون بكتمان الحق وإخفائه. كما اضافت الفتوي إن إظهار الباطل وإعلاءه يعد-أيضا-ضربا من كتمان الشهادة الذي هو حرام بنص القرآن الكريم واحاديث الرسول صلي الله عليه وسلم أن من علامات الساعة التي ينكر فعلها أن تضيع الأمانة بأن يوسد الأمر إلي غير أهله "فإذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة .. كما ان إعطاء الأصوات لمن دفع المال النقدي أو العيني تضييع للأمانة.. وإعطاء أماكن لأناس ليسوا أهلا لها وما يتبع ذلك من فساد هو تضييع للأمانة كذلك.