انطلقت في شرم الشيخ صباح الاربعاء اجتماع وزراء خارجية دول عدم الانحياز، بمشاركة 120 دولة، حيث ترأس مصر الحركة منذ ثلاث سنوات بعد عقد قمة زعماء دول الحركة في 2009. وأكد محمد عمرو وزير الخارجية أن ثورة يناير أسفرت عن تغييرات جذرية - لا رجعة فيها - في مختلف مناحي الحياة المصرية , وعززت قدرة مصر علي الاضطلاع بدورها التاريخي علي صعيد السياسة الخارجية , بما في ذلك دورها في مختلف المحافل الدولية وفي مقدمتها حركة عدم الإنحياز، وحظت بدعمها في خطاها نحو مستقبل مشرق واثق يقوم علي الحرية والمساواة والعدالة. وعبر الوزير - في كلمة مصر أمام الجلسة الافتتاحية للاجتماع الوزاري لمكتب تنسيق حركة عدم الإنحياز المنعقد حاليا في شرم الشيخ - عن سعادته بأن يكون هذا المؤتمر الهام أول حدث دولي رفيع المستوي يقام علي أرض مصر بعد ثورة 25 يناير المجيدة, والتي خرجت فيها جماهير شعبها - وفي طليعتهم الشباب - مطالبة بالتغيير السلمي من أجل الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية, وكان للجماهير ما أرادت .. واستطاعت أن تفرض كلمتها, حيث وقفت قواتها المسلحة إلي جانبها, علي نحو اتسق مع مباديء هذه المؤسسة الوطنية العريقة. وفند الوزير ما يردده البعض من تشكيك في مبررات استمرار حركة عدم الانحياز بعد انتهاء الحرب الباردة, مشيرا إلي أن احتفالية الذكري الخمسين لتأسيس الحركة التي عقدت في بالي بأندونيسيا في مايو الماضي أعادت إلي الأذهان أن إنشاء الحركة غير إلي حد كبير من بنية النظام الدولي في أعقاب الحرب العالمية الثانية , وأعاد التوازن إلي موازين القوي العالمية , كما أكدت السنوات الأخيرة أن الحركة ما زالت لاعبا دوليا مؤثرا في المحافل الدولية, وخاصة في الأممالمتحدة, ولعل خير تعبير عن تنامي وازدهار الحركة ارتفاع عدد أعضائها باضطراد ليصل إلي 120 دولة يجمع بينها العديد من الرؤي المتماثلة في التعامل مع التحديات المشتركة. كان وزير الخارحية محمد عمرو قد قال في تصريحات صحفية عقب وصوله لشرم الشيخ لرئاسة الاجتماع الوزاري للمكتب التنسيقي لوزراء خارجية حركة عدم الانحياز - "إن هذا الاجتماع هو آخر اجتماع علي المستوي الوزاري يعقد لحركة عدم الانحياز برئاسة مصر قبل تسليم إيران الرئاسة القادمة. وأكد أن عقد الاجتماع يعطي رسالة طمأنة للعالم بأن الأمور تسير بشكل عادي جدا في البلاد منوها إلي أن الطائرة التي استقلها إلي شرم الشيخ كانت مليئة بالسائحين مما يعكس عودة المدينة كمقصد سياحي عالمي. وأضاف عمرو أن الاجتماعات سيشارك فيها نحو 40 مراقبا ، إلي جانب حضور رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة ، مما يجعل شرم الشيخ تستعيد مكانتها مجددا بهذا الاجتماع كمركز عالمي للمؤتمرات. وردا علي سؤال حول نجاح مصر في حشد هذا العدد الهائل من دول العالم للمشاركة في الاجتماعات رغم التحديات الداخلية في البلاد ، قال عمرو "إن الدبلوماسية المصرية برغم كل التطورات الداخلية المهمة للغاية في مصر إلا أنها تعرف بدبلوماسية الفترة الانتقالية.. فلدينا مصالح مستمرة ومصالح قومية لا تتغير بتغير الظروف ولذلك فإن الدبلوماسية المصرية سواء في المجال الثنائي أو متعدد الأطراف تعمل بكل قوة". وأضاف "أنه وعلي العكس فإن ثورة 25 يناير منحت الدبلوماسية المصرية قوة أكبر وهو ما ينعكس في الاجتماع الذي يعقد بشرم الشيخ وأمور أخري كثيرة سواء علي مستوي التواجد في أفريقيا أو في محافل كثيرة كم ينعكس في دور الدبلوماسية المصرية في التهدئة بين السودان وجنوب السودان". يشار الي ان حركة عدم الانحياز تضم 120 دولة من أفريقيا وآسيا وأوروبا وأمريكا الجنوبية والوسطي والكاريبي, وتعتبر ثاني أكبر تجمع بعد الأممالمتحدة, وتأتي أهمية الحركة من منطلق أنها تضم دولا رئيسية تلعب أدوارا مهمة علي الساحة الدولية والإقليمية وتؤخذ قراراتها بعين الاعتبار في القضايا الدولية, حيث أنها تمثل اليوم نسبة 60% من عدد الدول في الأممالمتحدة وبالتالي تشكل كتلة تصويتية كبيرة, كما تمثل أكثر من نصف سكان العالم.