تقدمت حكومة السودان بشكوي لمجلس الأمن بشأن الهجوم الذي شنه متمردون علي منطقة "أم دافوق" مستهدفا القوات المشتركة بين السودان وتشاد وإفريقيا الوسطي انطلاقا من مدينة "راجا" بجنوب السودان، كما تقدم بشكوي مماثلة للإتحاد الإفريقي. وقال الناطق باسم الخارجية السودانية السفير العبيد مروح - في تصريح صحفي الثلاثاء إن منطقة "أم دافوق" تقع علي الحدود المشتركة بين السودان وأفريقيا الوسطي وتشاد، مضيفا أن الخارجية تعد الآن في شكوي جديدة لمجلس الأمن والمنظمات الإقليمية والدولية تتعلق بادعاءات دولة جنوب السودان بتبعية منطقة "هجليج" لها. وذكر الناطق أن هذه الادعاءات تعبر عن نوايا عدوانية بتجديد المحاولات بالهجوم علي المنطقة، مضيفا أن وزارة الخارجية ستطالب المجتمع الدولي ومجلس الأمن بمطالبة دولة الجنوب بالكف عن إطلاق مثل هذه الإدعاءات. وبدورها، وقعت الصين الثلاثاء اتفاقا يقضي بتقديم مساعدات اقتصادية لجنوب السودان، خلال زيارة قام بها رئيسها سلفا كير إلي بيكين، في وقت يهدد فيه العنف الدائر باندلاع حرب شاملة بين جوباوالخرطوم. وطلب سلفا كير من الصين مساعدات استثمارية لصناعة النفط في بلاده لتقليل اعتماد بلاده علي السودان، فضلا عن دعم دبلوماسي في صراع متصاعد مع السودان يهدد بالتحول إلي حرب شاملة. في السياق ذاته، قال ليو ويمين الناطق باسم الخارجية الصينية "نعتقد أن موراد النفط هي شريان الحياة لاقتصاد البلدين، وكلاهما يجب أن يعمل من أجل تحقيق الاستقرار والتعاون النفطي". وبسبب حاجتها الملحة لموارد الطاقة، سيكون للصين دور كبير في مستقبل السودان وجنوب السودان، كما أن لبيجين وضع خاص يمكنها من بسط نفوذها في الصراع بالنظر إلي علاقاتها التجارية الوثيقة مع الجنوب الغني بالموارد، والعلاقات الدبلوماسية الطويلة مع الشمال. ويسعي كلا البلدين المتنافسين للحصول علي رضا بيجين، لكن الصين كانت حريصة علي إقامة علاقات متوازنة مع كليهما. وتشمل الاتفاقات الموقعة بين الصين وجنوب السودان مجالات البنية التحتية والتصدير وقروض الاستيراد والتعاون الاقتصادي والمساعدات الصحية. وخلال زيارته التي تستغرق خمسة أيام، يسعي كير أيضا إلي رأب الخلافات بشأن طرد مسؤول تنفيذي صيني رفيع في مجال النفط، بزعم مساعدته السودان في سرقة نفط الجنوب. ومن جهته قال مسؤول إن السودان واصلت قصفها الجوي لجنوب السودان الثلاثاء وأسقطت ثمان قنابل ليلا، فيما قال كير لنظيره الصيني هو جينتاو إن هذه الهجمات ترتقي إلي إعلان حرب من جانب الخرطوم. كانت طائرات حربية سودانية قد قامت أمس الاثنين بقصف سوق وحقل نفطي في جنوب السودان، ما أسفر عن مقتل شخصين علي الأقل بعد مزاعم بقيام قوات برية سودانية بعبور الحدود إلي جنوب السودان بدبابات ومدفعية.