هذا المقال ليس موجهاً إلي جماعة الاخوان المسلمين بتنظيمها و مكتب إرشادها ومجلس الشوري بها فلا علاقة لي بهؤلاء ، بل إلي بعض الأصدقاء المنتسبين للجماعة و الذين غضبوا عندما أبديت رأيي صراحة في تراجع الجماعة عن قرارها بعدم الدفع بمرشح رئاسي و تعليقات أخري بخصوص فصل بعض الأعضاء من الجماعة لمجرد إبدأ رأيهم وإعتراضهم علي بعض الأمور .. وحتي تساؤلي عن عبارة رددها البعض عن المهندس خيرت الشاطرعندما وصفوه بأنه "يوسف هذا الزمان" .. فتساءلت :" أي يوسف تقصدون؟ .. يوسف والي أم يوسف بطرس غالي ؟! " ، هذا كلام أخير أكتبه بالعقل فأتمني أن تقرأوه بهدوء .. وهو من باب موقفي الحيادي .. كوني لا أنتمي إلي أي فصيل أو تيار سياسي سواء قبل الثورة أو حتي بعدها ، وأدعو الله أن أبقي بلا أي انتماءات و يثبتني علي ذلك ، خصوصا بعد الثورة و بعد أن أتضح أن الانتماء إلي الفئة الغالبة من "غير المنتمين" هو الحل الأفضل .. إن الحديث عن موقف الجماعة من ترشيح الشاطر أو غيره قد نال قسطاً من النقد والتحليل و الشد والجذب بما فيه الكفاية ، وبات الحديث عنه نوعاً من تكرار لكلام سبق ذكره وكتب عنه كثيرون قبلي ، لكن دعنا نتحدث عن أمور أخري تخص الجماعة ذاتها وحزبها المنبثق عنها ، وعن محاولة تصحيحية للعودة إلي تعاليم الامام حسن البنا تولاها إصلاحيون فإذا بالتضييق عليهم ، والتهديد بالفصل وقد حدث بالفعل ، هذا الأمر ليس ببعيد بنصيحة قدمها الشيخ القرضاوي إلي القيادات في الجماعة عندما أوصاهم بعدم إهمال أراء الشباب بل يجب إحتوائهم بما يضمن الحفاظ علي وحدة التنظيم ، فطريقة التعامل مع شباب الجماعة في ظل نظام مبارك الفاسد الذي كان يحكم بقبضة حديدية بالتأكيد لا يجب أن تبقي هي ذاتها التي يتم معاملتهم بها في ظل حرية وديموقراطية يحياها الشعب بأسره . مشكلة مصداقية الاخوان ليست في تراجعهم عن قرارهم بعدم الدفع بمرشح لهم في الرئاسة فحسب ، بل الأمر يتعدي ذلك ليصل إلي سر إختيار الشاطر دون غيره بعد فشل محاولات إستقطاب مستشار "قاضي" من خارج الجماعة ليحظي بدعمهم ، فبغض النظر عن الجلستين السابقتين للجلسة الثالثة التي تم فيها الاتفاق علي موقف الجماعة وهو ضرورة الدفع بمشرح لهم في الانتخابات ، التحول الغريب في الرأي من الرفض إلي التأييد ثم إختيار الشاطر مباشرة ، لم تذكر الجماعة ما هي الأليات التي تم علي أساسها إختيار الشاطر دون غيرها ، فالجماعة التي تتباهي دائما بكوادرها الذين يصلحون لشغل كل المناصب ، لم تضع مجموعة من البدائل لاختيار أفضلها .. بل وضعت بديل وحيد وهو خيرت الشاطر دون غيره ! ،بالمناسبة إذا كان حزب الحرية والعدالة هو حقاً ذراع سياسي منفصل عن الجماعة وهو من سيرشح الشاطر ، فلماذا كان إختيار الشاطر في مقر الجماعة وليس الحزب ؟! ، أليس من باب أولي أن يكون إختيار الشاطر أو غيره قاصراً علي منتسبي الحزب فقط وليس الجماعة ؟ ، أليس من العيب 'ويجوز إستخدام :العار' أن يكون الحزب الذي يستحوذ علي أغلبية مجلسي الشعب والشوري و الساعي لتشكيل حكومة و الماضي في طريقه إلي الرئاسة أن يكون هناك جهة تقف من خلفه لتعطي لقادته وأعضاؤه التعليمات و الأوامر ؟! من يحكم إذن .. الحزب أم الجماعة ؟! .. وبالأحري يجب أن نسأل: من سيحكمنا .. الشاطر أم المرشد ؟! إستغربت لحالة النكران التي أصابت بعض القيادات في الجماعة لحقائق يعرفها جيداً غير منتسبي الجماعة ، فما زلت أتعجب من حديث أحد منتسبيها عن د.كمال الهلباوي .. أحد قامات الجماعة وشيوخ العمل الاخواني ، يبدو أن بعضهم لا يقرأ التاريخ جيداً .. علي الأقل تاريخ الجماعة ، ولعل هذا ما دفع الهلباوي نفسه ليرد علي ذلك في أكثر من برنامج .. لقد كان الأمر أشبه من وجهة نظري برد المجلس العسكري علي الجماعة مؤخراً عندما ذكرهم بجزء من تاريخهم من العسكر ! ، لقد رددت الجماعة "نحمل الخير لمصر" .. لكننا حتي ألان لا نجد أنهم يحملون الخير سوي لقيادات مكتب الارشاد ومجلس شوري الجماعة ، رددوا " تكليف لا تشريف " .. لكننا فوجئنا بأنه " تكويش" علي كل المناصب ، يا أصدقاء .. هي مصر وليست الجماعة ولا يجب أن تدار مصر بنفس الطريقة التي تديرون بها الجماعة ، إتسموا بروح الحياد خصوصاً عند النظر لقضايا الوطن وتجردوا من التحزب والطائفية ، فدماء الشهداء علي ثيابهم لم تجف إلي ألان ، والقوي تتناحر وتتصارع علي كعكة الوطن . لقد قالها 'سعد' ذات مرة : " مفيش فايدة " .. ونرددها من بعده بعد إضافة كلمة "خالص" في النهاية ! لتصير "مفيش فايدة خالص " ، ألان دعونا نعود لنبحث في الأرشيف عن أغنية لطيفة 'وده تكليف مش تشريف ولا نغنغة ولا حكم وجاه ..وعشان كده إحنا اخترناه .. ' ، ربما تكون هي الأغنية المناسبة ألان !