صرح المفتي العام لجمهورية مصر العربية الدكتور علي جمعة أنه لا يجوز للإنسان أن يقتص بنفسه من قاتل ولده أو من يخصه حتي وإن كان علي يقين أنه القاتل وبرأته المحكمة. جاء ذلك ردا من فضيلته علي سؤال ورد إلي دار الإفتاء عن القصاص من القاتل الذي يبرؤه القضاء، مؤكدا أن هذا من باب الإفتيات علي الإمام ، فإذا كان القاضي قد عرضت عليه الأدلة فترجحت عنده ولم يستقر في يقين أن هذا هو القاتل فكيف يتأكد الإنسان العادي أنه القاتل، بظن أم بوهم أم بأدلة ناقصة؟؟. وأكمل فضيلته "حكم الحاكم كما تقرر في الفقه الإسلامي بإجماع ينفذ ظاهرا بين الناس وباطنا عند الله ومعني هذا أن القاضي لا يتتبع حكمه فقد خرج منه الحكم كما تخرج طلقة الرصاص من المسدس أو كما يخرج السهم من القوس، فهذه إرادة الله تعالي ولا يكون في كونه إلا ما أراد ، لذا فيجب علينا أن نحترم القضاء". ويشير فضيلته إلي أنه "إذا القاضي لم يصل بعد التدبر وبعد إجراء قوانين العدالة وبعد التأمل في أن هذا يكون قاتلا فلماذا حكمت أنت عليه أنه قاتلا ، حتي لو كنت رأيته بعينيك بأن هذا الشخص هو من قتل ، فلا يجوز لك أن تقتص منه ، لأن هذه الرؤية يمكن أن تكتنفها احتمالات عشرة كما يقول الإمام الرازي ، ففي الاحتمالات العشرة ما يجعلها غير واردة ، بأن يكون غير قاصدا للقتل". وشدد قائلا "فالطالما نؤمن أن دولة الإسلام هي دولة القضاء والعدالة ، فينبغي أن نحتمل العدالة غاية الاحترام، وأن نصبر صبرا جميلا ، والأهم من ذلك أننا ما دومنا نؤمن بالله واليوم الآخر أن نؤجل القصاص الذي لم يرده الله تعالي في الدنيا ولو كان قد أراده لألهم هذا القضاء حجته التي تمكنه من الحكم علي هذا الإنسان بأنه قاتل، فالله تعالي لا يظلم أحدا ويقتص يوم القيامة حتي إنه يقتص من الشاة القرناء للشاة الجلحاء التي لا قرون لها علي الرغم من أنه في عالم غير التكليف لكنه تعالي يفعل ذلك ليعلمنا أننا لسنا بمنآي من حسابه يوم القيامة ، أما أن نقتص بأيدينا فهذه هي الفوضي والخروج عن مقتضيات ما أقره الله ورسوله".