«التضامن» تقر قيد 3 جمعيات في محافظتي القليوبية والشرقية    محافظ الدقهلية يواصل جولاته المفاجئة ويتفقد المركز التكنولوجي بحي غرب المنصورة    بحضور وزير الثقافة.. وصول لطفي لبيب للوداع الأخير من كنسية مارمرقس بمصر الجديدة    تخصيص قطع أراضي لإقامة مناطق حرة ولوجيستية بمحافظة الجيزة    20 % تراجعًا في مشتريات المصريين من الذهب بالربع الثاني بعام 2025    رئيس جامعة أسيوط يشارك باجتماع "تنمية الصعيد" لبحث مشروعات التنمية المتكاملة بمحافظات الجنوب    مصر تؤكد على أهمية التوصل لاتفاق دائم لوقف إطلاق النار بغزة    سلوى محمد علي تصل قداس جنازة لطفي لبيب    دونج فينج MHERO 1 أحدث سيارة للأراضي الوعرة في مصر.. أسعار ومواصفات    أسعار اللحوم الجملي والضاني اليوم الخميس 31-7-2025 في الأسواق ومحال الجزارة بقنا    إعلام عبري: ويتكوف يصل إسرائيل ويلتقي نتنياهو ظهر اليوم    اتفاق الرسوم مع ترامب يشعل الغضب في أوروبا.. قطاعات تطالب بإعفاءات عاجلة    رئيس الأولمبية يشيد بدخول المسلم قائمة عظماء ألعاب الماء: فخر لكل عربي    البداية مؤلمة.. تفاصيل إصابة لاعب الزمالك الجديد ومدة غيابه    تفاصيل إصابة صفقة الزمالك الجديدة    صفقة تبادلية تلوح في الأفق بين الزمالك والمصري.. شوبير يكشف التفاصيل الكاملة    مواعيد مباريات الخميس 31 يوليو 2025.. برشلونة ودربي لندني والسوبر البرتغالي    إصابة 5 أشخاص فى حادث انقلاب ميكروباص بأطفيح    ضبط 115 ألف مخالفة مرورية وكشف 236 متعاطيًا خلال 24 ساعة    تركيب بلاط الإنترلوك بمنطقة الصيانة البحرية بمدينة أبوتيج فى أسيوط    الشيخ أحمد خليل: من اتُّهم زورا فليبشر فالله يدافع عنه    "السبكي" يتابع آخر استعدادات تطبيق التأمين الصحي الشامل في مطروح    مستشفيات جامعة القاهرة: استحداث عيادات جديدة وقسم متكامل للطب الرياضي    طريقة عمل الشاورما بالفراخ، أحلى من الجاهزة    يعود بعد شهر.. تفاصيل مكالمة شوبير مع إمام عاشور    عزام يجتمع بجهاز منتخب مصر لمناقشة ترتيبات معسكر سبتمبر.. وحسم الوديات    خلال زيارته لواشنطن.. وزير الخارجية يشارك في فعالية رفيعة المستوى بمعهد "أمريكا أولًا للسياسات"    مقتل 6 أشخاص وإصابة 52 آخرين على الأقل جراء هجوم روسي على كييف بطائرات مسيرة وصواريخ    السكة الحديد توضح حقيقة خروج قطار عن القضبان بمحطة السنطة    ذبحه وحزن عليه.. وفاة قاتل والده بالمنوفية بعد أيام من الجريمة    ضبط قضايا إتجار بالنقد الأجنبي بقيمة 8 ملايين جنيه خلال 24 ساعة    مجلس الآمناء بالجيزة: التعليم نجحت في حل مشكلة الكثافة الطلابية بالمدارس    مصرع ربة منزل بطلقات نارية في ظروف غامضة بقنا    سعر الدولار اليوم الخميس 31 يوليو 2025    حسين الجسمي يروي حكايتين جديدتين من ألبومه بمشاعر مختلفة    خالد جلال ينعى شقيقه الراحل بكلمات مؤثرة: «الأب الذي لا يعوض»    لافروف يلتقى نظيره السورى فى موسكو تمهيدا لزيارة الشرع    اليوم.. بدء الصمت الانتخابي بماراثون الشيوخ وغرامة 100 ألف جنيه للمخالفين    النتيجة ليست نهاية المطاف.. 5 نصائح للطلاب من وزارة الأوقاف    وزير الصحة يعلن تفاصيل زيادة تعويضات صندوق مخاطر المهن الطبية    استرداد 11.3 مليون متر من أراضي الري.. و124 قطعة دعمت النفع العام و«حياة كريمة»    أيادينا بيضاء على الجميع.. أسامة كمال يشيد بتصريحات وزير الخارجية: يسلم بُقك    حملة «100 يوم صحة» تقدم 23.5 مليون خدمة طبية مجانية خلال 15يوما    الكشف على 889 مواطنًا خلال قافلة طبية مجانية بقرية الأمل بالبحيرة    أمين الفتوى يوضح آيات التحصين من السحر ويؤكد: المهم هو التحصن لا معرفة من قام به    الكنيسة القبطية تحتفل بذكرى رهبنة البابا تواضروس اليوم    تويوتا توسع تعليق أعمالها ليشمل 11 مصنعا بعد التحذيرات بوقوع تسونامي    طرح صور جديدة من فيلم AVATAR: FIRE AND ASH    المهرجان القومي للمسرح يكرّم الناقدين أحمد هاشم ويوسف مسلم    اليوم.. المصري يلاقي هلال مساكن في ختام مبارياته الودية بمعسكر تونس    الأحكام والحدود وتفاعلها سياسيًا (2)    بدء تقديم كلية الشرطة 2025 اليوم «أون لاين» (تفاصيل)    بسبب خلافات الجيرة في سوهاج.. مصرع شخصين بين أبناء العمومة    «حملة ممنهجة».. ترامب يقرر فرض رسومًا جمركية بنسبة 50% على هذه الدولة (تفاصيل)    أول تصريحات ل اللواء محمد حامد هشام مدير أمن قنا الجديد    المهرجان القومي للمسرح المصري يعلن إلغاء ندوة الفنان محيي إسماعيل لعدم التزامه بالموعد المحدد    هذه المرة عليك الاستسلام.. حظ برج الدلو اليوم 31 يوليو    ما المقصود ببيع المال بالمال؟.. أمين الفتوى يُجيب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. محمد المهدى: "ترامب معتوه.. يهوى الانتقام وتخويف الخصوم"
نشر في الأسبوع أونلاين يوم 11 - 12 - 2017

"ترامب معتوه"، هكذا وصف خبير الطب النفسى الدكتور محمد المهدى- أستاذ ورئيس قسم الطب النفسى بجامعة الأزهر- الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، وأضاف ل"الأسبوع": إنه شخصية شديدة النرجسية، وحب الانتقام، بالإضافة إلى ما يبدو أنها استراتيجية مقصودة وهى استراتيجية «تخويف الخصم» قبل الانقضاض عليه أو حتى مفاوضته، يظهر ترامب فى سياسته الخارجية تمامًا كصورته فى حلبة الملاكمة، حيث يكشر عن انيابه ويُصدر أصواتًا مخيفة ويفرد صدره وكتفيه قبل الهجوم الفعلى، وهو بالضبط ما يحاول ترامب أن يفعله من خلال إظهار صورة «المجنون» الذى لا يمكن التنبؤ بأفعاله وليس هناك ضوابط لدرجة الهوس الذهنى التى أصابته بمجرد رئاسة بلد بحجم أمريكا. منذ ظهر دونالد ترامب على وسائل الإعلام مرشحا لرئاسة أمريكا بدأت تساؤلات كثيرة حول تركيبة شخصيته, ومدى سلامته العقلية وتوازنه النفسى ومدى سلامة ميزانه الأخلاقى وذلك نظرًا لأهمية المنصب الذى سيشغله ونظرًا لما بدا منه من جنوح وجموح وتطرف فى الكلام والتوجهات والسلوك, واندفاعية وتهور شديدين. وقد شعر العالم بالخوف من أن يصبح شخصًا بهذه التكريبة المضطربة متحكما فى أزرار السلاح النووى الضخم الذى تملكه أمريكا.
وكانت هناك انطباعات كثيرة عن دونالد ترامب أبداها من تعاملوا معه عبر سنوات طويلة، منها مثلًا أنه شديد التطرف فى آرائه وتوجهاته فهو لا يعرف الحلول الوسط, وهو تاجر يريد أن يربح دائمًا ولا يعرف المواءمات ولا يحب التنازلات, ومنها أنه شخص استعراضى يتصرف دائمًا وكأنه تحت الأضواء والكاميرات حتى فى حياته العادية, وربما كانت لديه رغبة فى أن يصبح ممثلا وقد ظهر فى بعض الأدوار فعلا فى أفلام معروفة, وهو شخص لا يهتم كثيرا بالثوابت والقواعد والأعراف، بل إنه كثيرا ما ينتهكها إذا كان فى ذلك مصلحته أو سعادته, ولغته دائمًا ملتهبة ومفاجئة وصادمة, ولكنه فى ذات الوقت لافت للنظر بكل هذه التركيبة المتطرفة والمتناقضة والنزوية. وهو ظاهر الثراء وظاهر الانتماء لطبقة المترفين والمرفهين, ولا يخفى عنصريته تجاه الفقراء والأقليات والمخالفين له فى اللون أو الدين أو العرق, ولا يخفى فاشيته ورغبته فى التطهير العرقى فى أحاديثه العامة والخاصة.
وحين ترشح ترامب للرئاسة بدأت مراكز بحوث ودراسات نفسية متعددة فى محاولات تقييمه من الناحية النفسية أكثر من أى رئيس أمريكى سابق وذلك بسبب جنوح آرائه وتوجهاته وتناقض ذلك مع ما هو متوقع ممن سيكون رئيسا لأقوى دولة فى العالم.
وسنحاول هنا من خلال المتابعة الحية لسلوك هذا الرجل ومن خلال قراءة عميقة فى لغته اللفظية ولغة الجسد لديه أن نرسم بروفايل نفسيًا لشخصيته تساعدنا (وربما تساعد أولى الأمر لدينا) فى فهم هذه الشخصية وحساب ردود فعلها.
تبدو على ترامب سمات نرجسية عالية فهو شديد الإعجاب بذاته ومهتم بشياكته وأناقته وتسريحة شعره, ويتصرف كممثل ويتوقع أنه تحت الأضواء فى كل حركاته وسكناته, ويرى أنه متفرد ومتميز على كل من حوله، ويتصرف من منطلق الأهمية والعظمة، ويبالغ فى تقديره لذاته, ولا يحب إلا نفسه. ولديه إحساس بالقدرة المطلقة على فعل كل شىء وأى شىء بصرف النظر عن ظروف الواقع المحيط به, ويحتاج لأن يمدحه ويمجده كل من حوله, وهو فى ذات الوقت لا يستشعر مشاعر أو احتياجات الآخرين لذلك كثيرًا ما ينتهك حقوقهم ولا يبالى بآلامهم أو احتياجاتهم. وتحت هذه الهالة من العظمة الزائفة والذات المنتفخة تكمن حالة من الهشاشة النفسية والضعف الداخلى يظهران عند أول انتقاد عنيف أو هزة نفسية أو إهمال من الآخرين. فلديه شعور عميق بعدم الأمان يتغلب عليه بجلب مزيد من المال وجلب مزيد من السلطة والشهرة والنفوذ. فهو يحتاج لأن يكون فى الموقع الأعلى ليثبت لنفسه وللآخرين قوته وتميزه وجدارته.
وتبدو عليه أيضًا سمات هيستيرية تتبدى فى رغبته الملحة فى الاستعراض وجذب الأضواء والسعى نحو الشهرة, والرغبة فى جذب الاهتمام, والرغبة فى الإغواء والاستهواء, وتعددية العلاقات وسطحية المشاعر, ودرامية الحديث.
ولا يخلو من سمات سيكوباتية تتمثل فى الانتهازية والعنصرية والفاشية, وعدم احترام القواعد والأعراف والتقاليد السائدة, والنيل من الآخرين واحتقارهم وعدم الشعور بالذنب تجاههم وفقد القدرة على التعاطف معهم, ووقوعه فى أخطاء شخصية متعددة ذات طابع نزوى واندفاعى, واهتمامه بالمتع والملذات على حساب القيم والأخلاق، وهو شخص عنيد جدا لا يتنازل عن أى شىء بسهولة, ومفاوض مرهق فى العمليات المالية حسب شهادة من تعاملوا معه فى مجال البيزنس، غير أن هناك 5 محاور لتقييم شخصيته، هى:
1– الانبساطية: فهو كثير العلاقات على المستوى الشخصى وعلى مستوى علاقات العمل طول الوقت يتحدث إلى الناس مباشرة أو بالتليفون, ولديه ميل للتأثير الاجتماعى والسيطرة الاجتماعية, ولديه درجة عالية من الحماس والقيادية, ويحتاج تلقى التدعيم من الآخرين دائمًا. وهو كشخص انبساطى يريد أن يعيش مفعما بالسعادة, والسعادة لدى ترامب تنحصر إلى حد كبير فى الحصول على المال والنفوذ بما يمكنه من التوغل فى ملذات الحياة. وهذا البعد الانبساطى يفسر تواجده المكثف وسط الناس وقدرته على التأثير فيهم. وانبساطيته تظهر فى كونه ممثلاً اجتماعيًا ولكنه ممثل درجة ثانية نظرًا لمحدودية قدراته وموهبته فى التمثيل, ولكن هذا القدر من التمثيل يكفيه لخداع عدد كبير من الناس السطحيين والقابلين للإيحاء والاستهواء.
2– العصابية: متوتر دائمًا, ومتقلب، وانفعالى, وغضوب, ولديه الكثير من المشاعر السلبية. والغضب لديه جاهز للانطلاق فى أى لحظة، ويتبدى فى عنف لفظى (كلمات نابية وعنيفة وخادشة للحياء) وفى حركات الجسد وهو يوظفه فى السيطرة على تابعيه وعلى خصومه إذ يلقى فى نفوسهم الرهبة ويظهر قويًا متمكنًا مقتحمًا ومخترقا حواجز الحياء والخجل والتردد.
3– الضبط القيمى: لديه ضعف فى المنظومة الأخلاقية, فلا يلتزم بالضوابط والأعراف, ولا يلتزم بالنظام والبروتوكولات, ولا يعرف السلوك الاجتماعى النمطى المهذب.
4– التوافقية: لديه ضعف شديد على هذا المحور, فهو يميل إلى الصراع والجدال وربما الصدام مع الأفكار والأشخاص والتوجهات الثابتة. وهو لا يهتم بالآخرين ولا يرعى مشاعرهم ولا يبدو منه أى تعاطف أو دفء عاطفى. ربما يذكر عنه حبه لعائلته, ولكن فى الحقيقة فإن الشخص النرجسى حين يحب عائلته فهو يحبهم ليس لأشخاصهم ولكن لأنهم امتداد لذاته وهم أيضًا يخدمون هذه الذات بشكل أو بآخر فربما تجده يبدو وكأنه حنون على زوجته (أو بالأحرى زوجاته) وعلى أولاده, وربما يفعل ذلك أيضًا مع بعض المقربين منه، ولكن خارج هذه الدائرة لا يعرف الحب أو الرعاية لأحد, وإذا فعل شيئا من ذلك فربما على سبيل الاستعراض الإعلامى ليس إلا (وهذا ما فعله مع بعض الأطفال المرضى بالسرطان).
5– الانفتاحية: درجاته ضعيفة جدًا على هذا المحور؛ إذ لديه صورة مغلقة جدًا عن الناس وعن الحياة, وليس لديه الفضول لمعرفة الجوانب الأخرى فى الموضوعات المختلفة, وليس لديه القدرة على استيعاب رؤى وأفكار جديدة, بل ينغلق عقله تمامًا على ما استقر لديه من أفكار ومفاهيم.
وربما يسأل سائل: إذا كان ترامب بهذه التركيبة النفسية, فكيف ولماذا انتخبه الأمريكيون؟... والإجابة هى أن الأمريكيين ينبهرون بهذه الشخصيات الاستعراضية الانبساطية التى تتحدث بثقة حتى ولو خطأ وتميل إلى المغامرة والمخاطرة واستعراض القوة وانتفاخ الذات، خاصة إذا كان هذا الشخص. قد حقق ثروة كبيرة فى حياته فهذا معيار نجاح لدى الأمريكيين وشهادة جدارة للشخص, أما مسألة تطرفه أو عنصريته أو سلوكه النزوى (فى تحرشاته وألفاظه) فهذا لا يعيبه فى الثقافة الأمريكية التى تميل إلى البراجماتية وعبادة الدولار والاستمتاع بالحياة بلا قيود. إذن فاختيار ترامب مفهوم جدًا إذا فهمنا العقلية والثقافة الأمريكية.
وعلى الرغم من سلبية الصفات السابقة, إلا أن تاريخ ترامب ملىء بالمكاسب على المستوى المالى والاقتصادى، فهو تاجر عقارات ناجح لديه الكثير من الأبراج وناطحات السحاب ويعيش فى منتجع أسطورى ولديه كازينوهات للقمار. ويبدو أن لديه قدرًا من الضبط البراجماتى مكنه من تراكم هذه الثروات, ومكنه أيضًا من تكوين أسرة، (على الرغم من تعدد زيجاته)، اندفاعيته وجموحه وجنوحه وعنصريته, تلك الصفات السلبية التى تبدت أثناء حملته الانتخابية, وكان متوقعًا وقتها أنه حين يصبح فى موضع المسئولية فإن براجماتيته قد تحجم تلك الصفات إلى درجة ما، إضافة إلى تحجيم مؤسسات صنع القرار, ولكن لا أحد يعرف بالضبط إلى أى مدى سيتم تحجيم كل هذه الصفات السلبية.
وأضاف د. المهدى ل«الأسبوع»: لم يعد الحديث الآن فى أمريكا عن تطرف ترامب أو عنصريته فقد دخل على الخط الآن علماء نفس من الوزن الثقيل يتحدثون صراحة عن أن الرئيس مريض نفسيا وأنه يندرج تحت تشخيص «النرجسية الخبيثة», وقد صرح بذلك أحد أعلام علم النفس فى جامعة جونز هوبكنز وهو البروفيسير جون جارتنر، وكان التصريح ل«يو إس نيوز», وقد كسر بذلك هذا العالم قاعدة مهنية تسمى قاعد جولد ووتر تقضى بعدم إطلاق تشخيص طبى على شخصية عامة دون فحص هذه الشخصية بشكل مباشر وبإقرار منه, وقد وضعت هذه القاعدة بواسطة الجمعية الأمريكية للطب النفسى عام 1964م حين تقدم للترشح للرئاسة مرشح يدعى جولد ووتر، ورأى المتخصصون فى الطب النفسى أن هذا الشخص مضطرب نفسيا ولا يصلح لمنصب الرئاسة, ولكن يبدو أن البروفيسور جون جارتنر خالف القاعدة المهنية نظرًا لما استشعر من خطورة فى سلوك دونالد ترامب وأيضًا لما ظهر من علامات اضطرابه فى أحاديثه وتصرفاته ومن تاريخه الملىء بالأحداث التى تؤكد ذلك الاضطراب. وكان من المعتاد أن يعلق علماء النفس والأطباء النفسيون على السمات الشخصية والتوجهات السلوكية لبعض الشخصيات العامة من خلال اللغة اللفظية ولغة الجسد بهدف توقع توجهاته وأدائه حين يتقلد منصبًا مهمًا ولكن دون وصم الشخصية بتشخيص مرضى محدد وهذا التزام بالقاعدة السابقة.
وذكر جارتنر أن النرجسية الخبيثة لدى ترامب غير قابلة للشفاء, وأنها تختلف عن اضطراب الشخصية النرجسية, وطبقا لوصفه فإن ترامب مضطرب نفسيا وأن طباعه وحالاته المزاجية لا يسمحان له بأن يكون رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية, فسلوكه يُظهر إحساسًا مرضيًا بالعظمة, وسادية, وعدوانية وبارانويا, ونمطًا سلوكيًا مضادًا للمجتمع.
وكتب كارى بارون عن النرجسية الخبيثة فى مجلة وموقع سيكولوجى توداى وذكر أن المصابين بهذا المرض لا يصلحون فى منصب قيادى خطير مثل منصب رئيس الجمهورية فهم يشكلون خطورة كبيرة حين تكون بيدهم مقاليد الأمور, وذكر كارى بارون الخصائص التشخيصية للنرجسية الخبيثة كالتالى: هذا الشخص لا يهمه إلا تحقيق أهدافه الشخصية ويذهب فى ذلك إلى أبعد مدى, وقد يتمتع بالذكاء, وقد يكون أداؤه عاليا وقد يتقلد منصبا رفيعا, وحديثه ناعم ودافئ ظاهريًا, وساحر, وقد يبدى تأثرا عاطفيا أو حتى يبكى, وهو يبدو متأنقا, وقد يبدو طيبًا فى ظاهره ودافئا فى تعبيراته ويبدى حميمية زائفة وتعاطفًا كاذبا, وقد تكون له علاقات واسعة ولكنها غالبا سطحية ومصلحية تنقطع عند أول منحنى تنقضى فيه المصلحة الشخصية. وهذا الشخص يمكن أن يكذب بسهولة, أو يتهم الآخرين زورًا, أو يضخم الأشياء فى صالحه, أو يخادع, أو يداهن, أو يسرق, أو يتهم, أو يلوم, أو يلوى عنق الحقيقة لكى يصل إلى مآربه ويبرر أفعاله وجرائمه. ولأن هذا الشخص يكون مرموقا سياسيا أو اجتماعيا أو ماديا, ولأنه متمركز حول ذاته ومنفصل عن الآخرين فإنه لا يشعر بخطأ سلوكياته بل يعتبر نفسه ناجحا ومتألقا. وهو لا يهتم إلا بتحقيق أمانيه الشخصية, ولو لم تتحقق يصبح فى حالة مرعبة، وقد يضحى بأى شىئ وأى قيمة فى سبيل تحقيق أمانيه ولو على حساب الآخرين مهما كانوا, وهو يعلى رغباته التى تستهلك طاقته, لذلك يكون تفهمه ضئيلا لاحتياجات الآخرين، وقد لا يشعر بوجودهم أصلا. والمصاب بهذا المرض يفتقر للشعور بالذنب, ودائمًا يلقى باللوم على الآخرين أنهم سبب كل المشكلات. وهذا الشخص يميل للتفرقة بين الناس على أسس عنصرية ومذهبية وطائفية, وهذا الميل يؤدى إلى حالات خطرة من الانقسام المجتمعى, وهو يوظف ذلك لصالحه.
وقام بعض علماء النفس فى أمريكا بالمقارنة بين ترامب وهتلر ووجدوا أنهما يلتقيان فى أمور كثيرة: فهتلر استخدم النزعة العنصرية ليصل إلى القوة والسيطرة والتحكم وترامب فعل نفس الشىء, وهتلر كان يؤمن بالتطهير العرقى وترامب كذلك, وهتلر وعد بأن تكون ألمانيا عظيمة وسيدة العالم وترامب وعد بأن تكون أمريكا عظيمة وسيدة العالم, وهتلر اعتمد السياسة الفاشية ضد اليهود وترامب اعتمد السياسة الفاشية ضد المسلمين والمهجرين, وهتلر اتهم اليهود بأنهم سبب الشرور فى ألمانيا والعالم وترامب اتهم المسلمون بأنهم سبب الشرور فى أمريكا والعالم.
وهذا الأمر يعيد إلى الأذهان مرة أخرى الاقتراح الذى قُدم منذ سنوات للجمعية الأمريكية للطب النفسى بضرورة الكشف الطبى النفسى على الرؤساء حيث ثبت أن كثيرين من القادة والزعماء والرؤساء على مستوى العالم عانوا اضطرابات نفسية وكانوا سببا فى كوارث محلية ودولية, ولكن السؤال يبقى : ما الآلية التى تضمن هذا الكشف الطبى النفسى المحايد والنزيه والمستقل عن أى سلطة محلية أو دولية.... هل يكون ذلك تحت إشراف الأمم المتحدة وفى وجود قضاة دوليين, ولجان طبية مختارة بشكل معين بحيث لا تحابى ولا تجامل ولا تخف.... هذا ما سيتبين فى الأيام أو السنوات القادمة.
وفى هذا الشأن قال الممثل والمنتج الأمريكى روبرت دى نيرو (13 أغسطس 2016): إن فكرة خوص دونالد ترامب انتخابات الرئاسة تثير الجنون. وقال دى نيرو على مسرح سراييفو الوطنى: «إن ما يقوله حقيقة هو جنون كامل وسخف... إنه مجنون تماما». وأضاف «يجب أصلا ألا يكون فى الموقع الذى هو فيه الآن. فليساعدنا الرب». وقوبل كلام دى نيرو بتصفيق حاد من الجمهور. وفى عدد 5 ديسمبر كتبت جريدة نيو يورك تايمز بالحرف الواحد هل ترامب مجنون وقالت بالنص على لسان جايل كولينز: بريت، وكثير من خبراء علم النفس فى الدنيا درسوا شخصية ترامب سواء بتكليفات من مراكز صنع القرار أو نظرا لأن أمريكا لا يوجد بها شىء صدفة فمن صعد بترامب مؤسسات تعرف ما كان سيفعله وفق جدول محدد ولو مثل خطرًا على أمريكا لتخلصوا منه فورا هو مجنون يؤدى وظيفة فى إطار مؤسسات تحكم أمريكا من وراء الجدران وهو سعيد بما يفعله بغض النظر عن ردود الفعل وهو متحدث حاد لفظى، ويمكن أن أقول انه وصل لمرحلة الانخفاض العقلى. لا أقول الخرف، ولكن من الواضح أن هناك انخفاضًا. مؤكد ولكن هناك ايضا الكثير من هذا وهى حالة الغطرسة بالإضافة إلى ذلك هناك شهادة الكونجرس عن شخصية ترامب وأيضًا خبراء فى أمريكا قالوا إنه أيضًا لديه مشكلات فى مسألة حالته العاطفية. تبدو من مرحلة التشخيص وهو شخص يلبى معظم معايير اضطراب الشخصية النرجسية. وفى كثير من الأحيان فهو الرجل الذى لا يمكن السيطرة عليه.
وفى عدد 17 يناير 2017 قالت صحيفة «ديلى نيوز» الأمريكية إنه حان الوقت للإشارة إلى أن هناك شيئًا خاطئًا فى الحالة النفسية والعقلية للرئيس الأمريكى دونالد ترامب. وتقول الصحيفة الأمريكية إن الأطباء والمحللين النفسيين راقبوا الرئيس الأمريكى خلال الفترة الماضية، وحتى آخر مقابلات أجراها مع شبكات إخبارية كبرى، ولاحظوا أنه مُصاب بجنون العظمة، ويعيش الوهم، ويفصل نفسه عن الواقع.
وأضاف دكتور المهدى: إن حرب ترامب اللفظية مع المكسيك، تؤكد خوفه وحرصه على صورته أمام الجميع، أكثر من المصلحة العامة. وقرار نقل سفارة أمريكا للقدس قرار كارثى لكنه يعكس الكثير من التحليلات النفسية لترامب، فإنه شخصية متغطرسة، نرجسية (تحب نفسها لدرجة الجنون)، دفاعية دائمًا، تؤمن بأشياء غير حقيقية، ولديها دائمًا شعور بالتآمر ضدها، مما يدفعها للهجوم بضراوة على المعتدين عليها. وما نشرته الصحيفة عبارة عن تحقيق محترم مع خبراء علم النفس فى الولايات المتحدة. وعمومًا فإن الهدف من التحليل النفسى لدونالد ترامب، ليس الإساءة إليه، ولكن لتحذير العرب وجميع المواطنين فى العالم من تصرفاته، ومساعدتهم على معرفة حقيقة الشخص الذى يحكم أعظم دول العالم. فمثلًا قالت عنه العالمة النفسية الدكتورة جولى فوتريل: إن نرجسية ترامب تضعف قدرته على رؤية الواقع. وهو ما حدث حرفيا فى قرار القدس وما يحدث الآن من مظاهرات فى البلاد العربية يثبت أنه «لا يمكنك استخدام المنطق لإقناع شخص مثله، ولا تحركه مسيرة قام بها خمسة ملايين عربى لأنه ببساطة لا يهتم». وقد قال الطبيب النفسى والأستاذ فى جامعة «جونز هوبكنز» جون د. جارتنر أن ترامب مختل نفسيا، ومتقلب المزاج لأقصى درجة، ولا يصلح لأن يكون رئيسا لأمريكا». وعلماء النفس هناك أنشأوا مجموعة تركز عملها على كشف مدى خطورة ترامب بصفته مريضًا نفسيًا، وأكدوا أن وطنيتهم وحبهم لأمريكا هى الدافع الرئيسى وراء عملهم.ونشرت الجمعية الأمريكية للطب النفسى وصفًا دقيقًا لحالة ترامب (المعتوه) وهناك أعراض لإصابة ترامب بمجموعة امراض نفسية فهو يُغالى فى أهميته، ويبالغ فى حجم موهبته، ويتحدث عن إنجازاته، ويعترف بتفوقه على أقرانه. كما أنه منشغل دائمًا بأوهام عن نجاحه غير المحدود، وقوته، وعبقريته، وجماله. كما يعتقد أنه شخص مميز وفريد من نوعه، ولن يفهمه سوى صفوة المجتمع. فضلا عن إحساسه بأن لديه شعورًا بالاستحقاق. وبالضرورة فهو يفتقر للتعاطف: غير مستعد للاعتراف بمشاعره، أو احتياجاته للآخرين. ومن الواضح أنه شخص استغلالى جدًا كما يغار من الآخرين ويحسدهم، ويعتقد أنهم هم من يغارون منه ويحسدونه. ومتغطرس ومتعجرف. وحتى من يتأمل قرار ترامب حول القدس يدرك حالة الهوس التى ظهر بها، ومن الواضح أنه يفتقر إلى الخبرة، وأنه شخص يتظاهر فقط بأنه يعرف الأشياء. كما أن معيار ترامب فى اختيار الأشخاص المحيطين به، هو ألا يحطمون نرجسيته، وأى شخص يفعل ذلك يهينه ويسخر منه، ويبرر ذلك غضبه العارم من الصحفيين، واعتباره كل الأخطاء المسيئة له بأنها أخبار كاذبة، ومضللة. وكل هذه الكوارث تعني شيئًا واحدًا أنه المعتوه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.