«الإجابة دائمًا.. جمال عبد الناصر».. مقولة يثبت صدقها يومًا بعد آخر كلما واصل الصهاينة غيّهم وعدوانهم على الحقوق العربية الفلسطينية وبرعاية أمريكية صارخة، وآخرها قرار الرئيس الأمريكى «دونالد ترامب» الأخير بنقل سفارة الولاياتالمتحدة إلى القدس فى مخالفة واضحة لكل القرارات الدولية التى تُرجئ وضع المدينة المقدسة لما يسمى «مفاوضات الحل النهائى» بين الفلسطينيين ودولة الكيان الصهيوني!!. ومخطئ من يدعى أن القرار الأمريكى كان مفاجئًا، فهو موجود فى أدراج البيت الأبيض منذ عام 1995م، ولم ينفذه ثلاثة من الرؤساء السابقين (كلينتون- جورج بوش الابن- أوباما) إلى أن جاء «ترامب» ب«نزقه» ليتخذ القرار الصادم فى عُرف المخدوعين، المصدقين لأكذوبة «الراعى الأمريكى النزيه»!!. وكأن خالد الذكر جمال عبد الناصر قد خرج من قبره ليقول لكل هؤلاء المخدوعين: أمريكا.. هى «الخيار صفر»، هى عدونا المنحاز دائمًا لدولة بنى صهيون.. وكيف لا، وهى التى استلمت راية رعاية تلك الدولة الاستيطانية من بريطانيا العظمى التى زرعت الصهاينة فى أرض فلسطين العربية منذ وعد «بلفور» المشئوم منذ مائة عام.. والأن جاء الدور على الراعى الأمريكى ليغلق قوس الوعد المشئوم بنقل سفارتهم إلى القدس!!. بعد النكسة.. وفى سبتمبر 1967م، عقد العرب قمتهم الاستثنائية فى الخرطوم، ووقتها أعلن عبد الناصر «اللاءات الثلاثة»: لا سلام، لا اعتراف، لا مفاوضات مع إسرائيل، وهى اللاءات التى رسخها بيان القمة الختامى والتزم بها الجميع حتى حرب أكتوبر 1973م. ورغم محاولات الأمريكان المستميتة لإيقاف حرب الاستنزاف المجيدة التى خاضتها مصر ضد الدولة الصهيونية، وعرضها بإعادة سيناء إلى مصر فورًا نظير الاعتراف ب«إسرائيل»، إلا أن ناصر كان مصرًا على استرداد الأرض بالدم «فما أُخذ بالقوة، لا يُسترد بغير القوة». وبعد نصر أكتوبر المجيد، خذلت السياسة دماء الشهداء، وانتهج السادات سياسة «الجلوس على حجر أمريكا» مصرحًا بأن «99% من أوراق اللعبة فى يد أمريكا»، وبدأت سلسلة التنازلات العربية تحت «وهم مفاوضات السلام»، وعشنا لعقود تحت نفوذ الراعى الأمريكى غير النزيه والمنحاز دومًا لأعدائنا الصهاينة، وكرّت تلك السياسة اتفاقيات: كامب ديفيد، ووادى عربة، وأوسلو.. وهو ما أوصلنا الأن إلى النفق المظلم الحالى بقيام أمريكا بمكافأة المغتصب الصهيونى بإعطائه المدينة المقدسة على جثث شهدائنا بدم بارد!!. ويثور السؤال المحير: ما الحل؟ والإجابة واضحة - منذ بداية الصراع مع عدونا التاريخى (إسرائيل) وراعيه (أمريكا)- فى إلهام الإبداع عند الرائع محمود درويش فى قصيدته «القربان»: هيّا.. تقدّمْ أنتَ وَحْدَكَ، أنتَ وَحدَكَ حولكَ الكُهّانُ ينتظرون أمرَ اللهِ، فاصعَدْ أيُّها القربانُ نحو المذبحِ الحجرى، يا كبشَ الفداء - فدائنا… واصعَدْ قويًّا.