أفادت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية بأنه ليس هناك أية بوادر تشير إلى تضييق هوة العلاقات بين الولاياتالمتحدةوروسيا، في ضوء مواجهة بين كبار دبلوماسيي الدولتين بشأن مقترح بتشكيل قوة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة في أوكرانيا. وذكرت الصحيفة في سياق تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني اليوم الجمعة أن وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون تعهد بألا يكون هناك تخفيف للعقوبات المفروضة على روسيا أو تحسن في العلاقات حتى تتوقف موسكو عن دعم الانفصاليين في شرق أوكرانيا وتتراجع عن ضم القرم. ونقلت الصحيفة عن تيلرسون قوله في تصريح للصحفيين في اجتماع لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا - "يمكننا أن يكون لنا أوجه نظر مختلفة في مجالات أخرى، ولكن عند غزو دولة لأخرى، فإن الأمر يختلف لدرجة لا يمكننا تجاوزه أو التصالح معه". وأضاف تيلرسون " لقد أوضحنا موقفنا لروسيا منذ البداية بأن علينا معالجة قضية أوكرانيا.. إذ أنها تمثل العقبة الأكثر صعوبة أمامنا في إعادة تطبيع العلاقات مع روسيا، وهو أمر نود حقا أن نحققه". وأضافت الصحيفة الأمريكية أن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، والتي تضم 57 عضوا، تعد إحدى المنظمات الإقليمية القليلة التي تجمع في عضويتها بين الولاياتالمتحدةوروسيا، لافتة إلى أن المسئولين الأمريكيين كانوا يأملون في أن توفر المنظمة الإقليمية الفرصة لمناقشة التعديلات الخاصة باقتراح روسيا حول تشكيل قوة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة شرقي أوكرانيا. ولفتت واشنطن بوست إلى أن الولاياتالمتحدة وحلفاءها يريدون أن تضطلع قوات حفظ السلام بمهمة أوسع من مجرد حماية حوالي 600 من مراقبي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا المتواجدين حاليا في ساحة الاشتباكات ، والتحقيق في انتهاكات وقف إطلاق النار في جميع أنحاء شرق أوكرانيا. بيد أن القلق يساور المسؤولين الأمريكيين وحلفائهم حيال اقتصار البعثة على حماية المراقبين، كما اقترحت روسيا، قد يتمخض عن تحقيق مكاسب إقليمية لصالح الانفصاليين الناطقين بالروسية والذين يسعون للانفصال عن أوكرانيا. من جانبه، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في خطاب طويل أمام منظمة الأمن والتعاون في أوروبا إن توسيع نطاق تفويض البعثة الأممية سيكون بمثابة احتلال. وأضاف لافروف أن هناك قلقا عميقا فعلا حيال محاولات المماطلة والتسويف بهدف تأخير النظر المفصل في مشروع القرار الأمني الروسي الخاص بتشكيل بعثة تابعة للأمم المتحدة لتعزيز حماية مراقبي بعثة المراقبة الخاصة التابعة لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبي، مع الالتزام الصارم بتفويض هذه البعثة ، وفي المقابل يتم طرح أفكار تعادل تقديم إدارة احتلال في دونباس تهدف إلى دفن التدابير التي وافق عليها مجلس الأمن وحل هذه المشكلة بالقوة. وفي خطابه أمام منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، أشار تيلرسون إلى ارتفاع عدد الضحايا المدنيين وانتهاكات وقف إطلاق النار بشكل كبير خلال العام الماضي ، وقال إن مسعفا أمريكيا تابعا لمنظمة الأمن والتعاون يعمل مع مجموعة من المراقبين لقي مصرعه فى انفجار لغم أرضي أبريل الماضي. وأكد وزير الخارجية الأمريكي أنه يجب أن نكون واضحين حول مصدر هذا العنف ، روسيا تسلح وتقود وتدرب وتحارب إلى جانب القوات المعادية للحكومة الأوكرانية. وأضاف "ندعو روسيا ووكلاءها إلى وقف المضايقات والتخويف والهجمات على مهمة المراقبة الخاصة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا".