استأنف البابا شنودة الثالث - بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية - محاضرته الأسبوعية امس الأربعاء بالكاتدرائية المرقسية الكبري بالقاهرة، وسط ترقب من الشعب تجاه حالته الصحية، وخاصة بسبب اعتذاره عن إلقاء محاضرته في الأسبوع الماضي، وأنه لأول مرة يحضر فيها البابا شنودة علي كرسي مُتحرك بسبب مرضه. ويأتي إصرار البابا علي إلقاء محاضرته الأربعاء علي الرغم من الآلام الشديدة التي ظهرت علي وجهه طوال وقت المحاضرة والتي استغرقت نحو نصف الساعة فقط ، ليؤكد علي مفهوم ومضمون محاضرته اليوم حول "ضرورة تغصب الإنسان علي فعل الخير" بالرغم من المعوقات التي تحيط به. وأكد البابا شنودة علي ضرورة تغصب الإنسان علي السير في الطريق الصحيح، بما فيها عمل الخير تجاه الآخرين وترك الخطية واللجوء إلي التوبة، بل والتغصب في الكلام والصمت في الوقت المناسب، وأن يضع الإنسان الله أولاً في حياته، وليس كمن يخشي عمل الخطأ أمام الناس خوفًا من النقد .. ويفعله في الخفاء أمام الله، والذي يُعتبر نوع من أنواع مُعطلات الذكاء أيضًا وتكون النتيجة عدم وصول الإنسان إلي التوبة الصادقة مع نفسه أمام الله. وطالب البابا شنودة بضرورة تحلي الإنسان بالحكمة، التي تساعده علي الربط بين "الطيبة" و "الحزم"، علي أن يكون كل صفة من هذه الصفات لها الوقت المناسب، بمعني استخدام الطيبة في الأوقات التي تحتاج لذلك واستخدام الحزم في الأوقات التي يصعب معها استخدام الطيبة وتحتاج لحسم الأمور بطريقة حازمة. وحول موهبة الذكاء التي يتمتع بها الإنسان .. أكد البابا شنودة بأنه لا يكفي تمتع الإنسان بالذكاء، ولابد أن يكون لديه بعض الخصال الطيبة التي تساعده علي إخراج نتائج الذكاء بصورة جيدة، بل ولابد من أن يكون هناك بعض التفاعلات الجيدة مع الذكاء لكي يكون ثمار الذكاء ثمارًا جيدًا وفاعلاً في حياته ومع الآخرين. وحذر البابا شنودة من مُعطلات الذكاء، خاصة فيما يتعلق بالانفعال الشديد مع الأمور، وكذلك الإسراع في اتخاذ القرار وعدم التأني والتفكير في اتخاذ القرار، مما يؤدي إلي السطحية في القول بل وفي الفعل، هذا علي الرغم من الذكاء التي يتمتع به الشخص، ومؤكدًا علي أن الطباع السيئة من الأشياء المُعطلة للذكاء. وأكد البابا شنودة علي أن الذكاء بمُفرده لا يكفي وإنما يحتاج الإنسان إلي الخبرة، فبالخبرة يُضيف الإنسان حياة أخري إلي حياته، وإن لم يكن لديه خبرة فيُمكنه الاستعانة بخبرات الآخرين، مُشيرًا في ذلك إلي المثل القائل: "من وعي التاريخ في صدره أضاف أعمارًا إلي عُمره"، بمعني .. إذا كان التاريخ في حياة الإنسان لا يكفي فيُمكنه الاسترشاد بتاريخ المُشيرين الذين يُساعدوه علي المشورة السليمة. مرشد الاخوان يزور البابا للاطمئنان علي صحته علي صعيد متصل، قام الدكتور محمد بديع المرشد العام للإخوان المسلمين مساء الأربعاء بزيارة الي البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية للاطمئنان علي صحته. وأشار وليد شلبي المستشار الاعلامي لجماعة الاخوان المسلمين أن الزيارة الودية تناولت حديثا وديا بينهما تمني فيها فضيلة المرشد العام البابا الصحة والعافية وأن يديم علي المصريين جميعاً مسلمين وأقباط الحب والمودة التي تجلت في ثورة الخامس والعشرين من يناير والتي أظهرت حقيقة معدن الشعب المصري الكريم. وقد رافق فضيلته الأستاذ الدكتور محمود عزت نائب المرشد العام ، ووليد شلبي المستشار الإعلامي لفضيلة المرشد العام. كان البابا شنودة تعرض لوعكة صحية ألمت به منذ ايام ودخل علي آثارها المستشفي بسبب مشاكل في العمود الفقري .