كشفت مصادر بالجامعة العربية عن توجه عربي للذهاب مجددا الي مجلس الامن لاستصدار قرار دولي ملزم يدعم المبادرة العربية لحل الازمة السورية, فيما يجري التحضير لمؤتمر أصدقاء سورية الذي سيعقد في تونس 24 فبراير الجاري بهدف حشد الجهود العربية والدولية لإنهاء المجازر. وقال مندوب مصر الدائم لدي الجامعة العربية السفير عفيفي عبد الوهاب في تصريحات لصحيفة "عكاظ" السعودية اليوم ,أنه لا جدوي من أية قرارات بشأن التعامل مع الأزمة السورية دون تنفيذها. معتبرا بأنه لا سبيل إلي تنفيذ قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة دون وجود دور لمجلس الأمن. ولفت أن مجلس الأمن هو الذي يملك الأدوات والآليات لتنفيذ القرارات وهو ما ليس متاحا للجمعية العامة, مشيرا إلي أن الوضع الحالي الذي تشهده سوريا لا يوحي بأي آمال نحو الانفراجة أو انتهاء أعمال القصف والقتل. وأوضح عبدالوهاب أن سوريا تواجه مخاطر عديدة تهدد بنشوب حرب أهلية شاملة , وأكد أن الاعتراف العربي, خصوصا من جانب الجامعة بالمجلس الوطني ليس مطروحا في الوقت الراهن, في ظل ما تشهده المعارضة السورية من انقسامات, لافتا إلي موقف الجامعة ودعوتها للمعارضة لتوحيد فصائلها ونبذ خلافاتها وانقساماتها. وقال "إن قرارات الجامعة التي صدرت في شأن التعامل مع ملف الأزمة السورية جيدة للغاية, وعكست وجود نقلة نوعية في أداء الجامعة وهذه المؤسسة العربية, لكن العبرة ليست بالقرارات وإنما بمدي تنفيذها. وأضاف العفيفي "أن دخول قوات عربية أممية إلي الأراضي السورية لحفظ السلام, لا يمكن أن يتحقق دون موافقة حكومتها برغم القرارات العربية والأممية, حتي لو صدر قرار بذلك من مجلس الأمن" مشيرا إلي أن هذه الموافقة شرط رئيسي, مثلما جري مع قوات اليوناميد في دارفور وموافقة السودان عليها, وإلا أصبحت هذه القوات بمثابة قوات احتلال. ومن جانبه أكد مدير الإدارة العربية في الجامعة علي الجاروش في تصريحات ل "عكاظ" ,أن استصدار قرار أممي بإدانة النظام في سوريا خطوة مهمة لايمكن التقليل من شأنها موضحا أن القرار الصادر من الجمعية العامة ساهم في تعزيز جهود العالم لوقف المجازر التي يرتكبها النظام, ودعم المبادرة العربية. ومن المتوقع قيام وفد من الجامعة العربية بزيارة نيويورك لعرض ملف الأزمة علي مجلس الأمن من أجل تنفيذ قرار الجمعية لتنفيذ المبادرة العربية, وسط مساع عربية تبذلها الجامعة ودول أخري فاعلة تعمل علي إقناع موسكو وبكين بهذا الخيار, وضرورة البحث عن خروج آمن لنظام الأسد من دمشق.