يستحق د. يوسف زيدان جائزة نوبل.. ولكن في إثارة الجدل بآراء صادمة ترتدي مسوح الحقيقة ظاهراً، ولكنها في الجوهر أقرب إلى "التدليس المعرفي"، فالرجل باستخفاف بالغ يوحي بانتفاخ في الشخصية وغرور مفرط في ادعاء المعرفة يتحدث في التاريخ وكأنه أتى بما لم يأت به الأوائل، فالمسجد الأقصى عنده ليس في فلسطين ولكنه على أطراف الطائف نافىاً معجزة الإسراء عن الرسول محمد (ص) ونسبتها إلى موسى، وصلاح الدين الأيوبي.. أحقر شخصية في التاريخ، ومؤخراً طلع علينا ب"افتكاسة"غريبة ضد الزعيم الوطني أحمد عرابي الذي وصفه زيدان ب "الرجل الذى جلب 70 عاما من الاحتلال البريطانى" لمصر، بل نفى مظاهرة 9 سبتمبر 1881م من الأساس، والتى قال فيها عرابى للخديوى إننا لن نورث بعد اليوم، مدعيا أن عرابى افتعل ثورته لمطامع شخصية رغبة منه فى أن يحكم مصر؟!!. ويكفي أن نقول للرد على "افتكاساته المتعددة" ما قاله أساتذة التاريخ وفي مقدمتهم المؤرخ الكبير د. عاصم الدسوقي الذي طالب زيدان بتأهيل نفسه علميا أولاً قبل اقتحام مجال التاريخ، وأن يبقى في مجال تخصصه (الفلسفة)، لا سيما وأن كتابة تاريخ الثورة العرابية اعتمدت على الوثائق البريطانية والفرنسية والوثائق المصرية، فضلاً عن أن شهود مظاهرة 9 سبتمبر ووقفة عرابى فى مواجهة الخديو توفيق كثيرون، ومنهم القناصل الأجانب الذين كانوا موجودين أثناء الحدث. أما ادعاءاته عن المسجد الأقصى ومعجزة الإسراء، فقد رد عليه رداً مفحماً د. إبراهيم البحراوي أستاذ الدراسات العبرية الشهير عبر 3 مقالات أثبت خلالها أن زيدان مجردد بوق مردد لمزاعم "مردخاى كيدار" أستاذ الدراسات العربية والإسلامية بجامعة "بار إيلان" الإسرائيلية، والذي يحاول مثل غيره من الصهاينة (ومن لف لفهّم!!) التشكيك في عروبة القدس؟!!. وبعيداً عن التاريخ الذي لا شك أن زيدان غير مؤهل للخوض فيه، نسأله - باعتباره يطرح نفسه روائياً أيضاً- ما رده على اتهامات الكاتب علاء حمودة وآخرين له ب "السرقة الأدبية" مؤكداً أن زيدان نقل روايته الشهيرة "عزازيل" حرفياً من رواية "أعداء جدد بوجه قديم" الصادرة في منتصف القرن التاسع عشر ل "تشارلز كينجسلي".. والمعروفة باسم "هيباتيا"؟!!. بل إنه - كما أضاف حمودة - لم يسرق "هيباتيا" فحسب، بل سرق رواية أخرى هي "اسم الوردة" للكاتب الإيطالي "أمبرتو ايكو" الصادرة في مطلع ثمانينيات القرن العشرين حيث مزج زيدان بين الروايتين لإنجاز (عزازيله) وإن كان قد حافظ على معظم الشخصيات والحبكة والأحداث الخاصة برواية "كينجسلي"؟!. وأخيراً، يبدو أن الحكمة العربية القديمة صادقة تماماً حين تقول بأن "من تحدث في غير فنه، قال عجباً"!!