اعتبرت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية الصادرة اليوم الإثنين أن فوز تحالف المحافظين الألمان بزعامة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في الانتخابات التشريعية التي جرت أمس يمثل على الأقل تأكيدا جزئيا على تركيز ميركل على تعزيز استقرار ألمانيا وازدهارها الاقتصادي في وقت تجتاح فيه الاضطرابات أماكن عدة حول العالم. وقالت الصحيفة، في تقرير بثته، اليوم الإثنين إن نتائج انتخابات الأمس مهدت الطريق أمام ميركل لتمديد قيادتها لألمانيا من 12 عاما حتى 16 عاما وهو الأمر الذي من شأنه تسجيل رقم قياسي لألمانيا ما بعد الحرب. وأضافت أن موجة الدعم الكبير الذي حظى به حزب (البديل من أجل ألمانيا) اليميني المتشدد خلال الانتخابات تعد أمرا من شأنه أن يقلب أي أمه رأسا على عقب لاسيما عندما يتعلق بأكبر اقتصاد في أوروبا وأهم لاعب سياسي بما قد يهدد الديمقراطيات الأخرى عبر الغرب، كما أنها كشفت أيضا عن عمق الاستياء من قرار ميركل لعام 2015 بالترحيب بأكثر من مليون طالب لجوء وسط أزمة اللاجئين التي تجتاح أوروبا". وأوضحت الصحيفة، أن هذه النتائج من المرجح أن تُعقد من طموحات ميركل لفترتها النهائية، لاسيما مع المفاوضات الشائكة المُنتظر أن يخوضها حزبها في الأسابيع المقبلة، مع الأخذ في الاعتبار حقيقة حصول حزب (البديل من أجل ألمانيا) على مقاعد رئيسية في البرلمان من شأنها أن تؤثر على السياسات في بلد تحظى به مسألتا الإجماع وتوافق الآراء على ثناء كبير. وقال هانز كوندناني زميل بارز في صندوق (مارشال الألماني)، إن انتخابات الأمس ستحدث تغييرا كبيرا في المشهد السياسي، وسوف تغير من طبيعة النقاش داخل البرلمان (البوندستاج). وأشارت (واشنطن بوست) إلى أن حزب (البديل من أجل ألمانيا) المناهض للهجرة والمعادي للإسلام، والذي تأسس قبل أربعة أعوام، حقق اختراقا تاريخيا بحصده 89 مقعدا أي ما يساوي 3ر13%، وهو ما يعادل ثلاثة أضعاف نتيجته في 2013. وتابعت : بالنسبة لمؤيدي ميركل، فإن انتخابات الأمس تعد فرصة لتعزيز استقرار ألمانيا في وقت محفوف بالمخاطر، ولكن زيادة نسبة دعم (البديل من أجل ألمانيا) كانت أعلى مما توقعه العديد من الألمان لاسيما في بلد تعتبر فيه ذكرى حكومة اليمين المتطرف مصدر اشمئزاز على النطاق الوطني.