مع الارتفاعات غير المعقولة فى اسعار اللحوم فى الفترة الاخيرة عاد الحديث مرة اخرى عن احياء مشروع البتلو كطوق نجاة للحكومة امام الضغوط التى تواجهها من الشارع الذى اصبح يصرخ من قسوة الارتفاعات المتتالية لاسعار اللحوم غير المبررة على الاطلاق وكحل مثالى لخفض الاسعار اللحوم وتقيل الفجوة بين الاستهلاك والانتاج الذى لا يكاد يغطى 50% من الاحتياطى المحلية من اللحوم البلدية، لا سيما أن هذا المشروع بدأ التفكير به فى عام 1990 ولم يتغير بسبب البيروقراطية والمحتكرين ومافيا اصحاب المصالح من تجار اللحوم. وبعد توقفه لمدة 14 عامًا عادت وزارة الزراعة مجددا لاحياء مشروع البتلو مؤخرا حيث انتهت من وضع آلية لتفعيل مشروع البتلو بعد ان كان مقتصرًا على القروض الاستهلاكية للفلاحين حيث تم رصد 300 مليون دولار من الدولة لدعم المربين البتلو بحد اقصى 400 الف جنيه لصغار المربين و2 مليون جنيه للشركات والجمعيات بفائدة 5% متناقصة لتخفيف الاعباء على كاهل مربى البتلو. واعتمدت آليه جديدة لمشروع البتلو عشرة اشتراطات للمنتفعين بقروض مشروع البتلو وأهمها إقامة المربى فى مكان مزاولة نشاط التربية ولديه إدارة تتولى المشروع باستمرار على ان يكون لديه حظيرة خاصة لتسمين العجول يتم معاينتها من قبل لجنة من وزارة الزراعة.. ويتوقع خبراء الزراعة ان يسهم هذا المشروع فى زيادة الانتاج الحيوانى إلى 50% وهذا يترتب عليه تقليل الفجوة بين الانتاج والاستهلاك خلال الخمس سنوات القادمة وتخفيض الاستيراد من اللحوم الحمراء إلى 15% خاصة ان استيراد مصر من اللحوم قارب 650 الف طن سنويا وهذا ما اكدته الدكتورة منى محرز نائب وزير الزراعة لشئون الانتاج الحيوانى ان اعادة احياء مشروع البتلو الذى رصدت له الدولة 300 مليون دولار بالاضافة إلى 17 مليون جنيه من المجلس القومى للبتلو والذى سوف يسهم فى رفع الكفاءة الانتاجية للحوم الحمراء بمحافظات الجمهورية لسد الفجوة والحد من استيراد 650 الف طن سنويا عن طريق دعم واحياء مشروع عجول التسمين البتلو بقروض ميسرة لا تتجاوز 5% لتحد من ذبح 550 ألفًا من صغار العجول التى تقل عن 450 كيلو جرامًا.. وتضيف ان تمويل هذا المشروع يعتمد على منح الرأس الواحدة 50 الف جنيه بمدة لا تتجاوز العام ويتم صرف التمويل على مرحلتين 50 % بعد المعاينة التى تقوم بها وزارة الزراعة للتأكد من وجود الرؤوس والتأمين عليها ضد النفوق والذبح الاضطرارى والدفعة الثانية بعد مرور 3 شهور من الدفعة الأولى. واكدت محرز ان القروض متاحة امام جميع فئات المجتمع وبالبطاقة الشخصية فقط من البنك الزراعى وان هناك برامج تدريبية لاصحاب القروض البتلو لاستيعاب الاساليب الحديثة فى التربية والتسمين. وصرحت محرز بأنه تمت الموافقة من قبل المجلس القومى لاحياء مشروع البتلو على اعتماد صرف مبلغ 17 مليون جنيه لتمويل شراء 1174 رأس ماشية وتمويل تغذية لعدد 1077 رأس فى 6 محافظات. واضافت ان عدد المنتفعين من هذه القروض بلغ 100 منتفع وان الهدف هو تقليل الاستيراد بنسبة 60% من اللحوم الحمراء. اما حسن الجعوانى رئيس الادارة العامة للمجازر بالهيئة العامة للخدمات البيطرية فأكد أن هناك تعليمات واضحة من قبل المسئولين فى وزارة الزراعة لجميع مديريات الطب البيطرى بجميع المحافظات بمنع ذبح عجول البقر الذكور والجاموسى الذكور قبل بلوغها عامين وما لم يصل وزنها إلى 400 كيلو جرام وذلك لتحقيق التوازنات بين الإنتاج والاستهلاك وسد العجز فى اللحوم الحمراء وخفض اسعارها. ويعلق د. محمد نور الدين الخبير الاقتصادى على الجدوى الاقتصادية لمشروع البتلو إلى تشرف عليه وزارة الزراعة بتكليف من رئاسة الجمهورية قائلا ان هذا المشروع تأخر انجازه ولكن ادراك المسئولين له الان باعاد الازمة الاقتصادية الطاحنة التى تمر بها البلاد لاسيما فى انتاج اللحوم الحمراء من جهة وارتفاع اسعار السلع عامة من جهة اخرى هو شيء جيد وجعل الدولة والحكومة تفكر فى ايجاد حلول واقعية وسريعة لتفادى الازمة المتوقعة فى عيد الاضحى وما بعده فاتجهت نحو تنفيذ خطة للنهوض بالثروة الحيوانية من خلال مشروع المليون رأس ماشية واحياء مشروع البتلو لتوفير احتياجات الشارع المصرى من اللحوم الحمراء والحد من انفلات الاسعار حيث من المتوقع ان تكتفى مصر ذاتيا من اللحوم الحمراء خلال الخمس سنوات المقبلة وسوف يسهم فى خفض الاستيراد بنسبة 60% وهذا بعد توفير اكثر من 2 مليار دولار تهدر فى الاستيراد من الخارج.