تحقق إسرائيل أهدافها بإصرار وعناد وسرعة فى افريقيا، مستغلة فى ذلك الاحتياجات الأمنية التى تزعم الدولة العبرية انها تملك اسرارها التقنية والتخطيطية، حيث نجحت فى عقد اتفاقات أمنية مع معظم الدول الافريقية لتزويد أجهزتها الأمنية بتقنيات التجسس والمراقبة والتتبع التى اضحت مدخلاً إسرائيليًا لاختراق القارة السمراء. ووفق خطة اختراق موسعة تحدث عنها علانية نتنياهو، من المقرر أن تستضيف لومى، عاصمة توجو، فى أكتوبر المقبل، مؤتمر إسرائيل أفريقيا، الذى يشارك فيه إلى جانب رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، من 20 إلى 25 من قادة الدول الأفريقية. وتحرص إسرائيل على حضور هذا العدد الكبير من القادة الأفارقة، للمؤتمر، بقصد اقناعهم بفكرة انضمامها إلى الاتحاد الأفريقى كعضو مراقب وضمان تأييدهم لها. وللتحضير لهذا المؤتمر اعدت إسرائيل بدقة للزيارة التى قام بها الأسبوع الماضى رئيس توجو، فاورا جناسينجبا، إلى تل أبيب، حيث تم تحشيد إدارة توجو ورئيسه الدعم ما أسماه رئيس وزراء إسرائيل بخطة اختراق القارة السمراء. وكانت الدولة العبرية قد خططت مبكرًا لتوظيف توجو من خلال صفقات جعلت توجو ثانى شريك اقتصادى لإسرائيل فى القارة السمراء بعد جنوب إفريقيا وكانت أهم صفقات تل أبيب الى لومى تصديرها تقنيات أمنية بقيمة 191 مليون دولار عام 2013. ووفقًا لنتنياهو، فإن المؤتمر سيكون منصة اطلاق لخطة إسرائيل التى ستركز على تعزيز التعاون الأمنى والتقنى والتجارى بين إسرائيل والدول الأفريقية، كما تهدف إلى تحسين الصورة والمكانة الدولية لإسرائيل. ودون مواربة أعلن نتنياهو ان أهم هدف لبلاده من اختراق أفريقيا، هو ضمان عدم تصويت ممثلى هذه الدول ضد تل أبيب فى المحافل الدولية، وكشف عن زعماء أفارقة تعهدوا له بعدم التصويت ضد إسرائيل. والمعروف ان إسرائيل قد بدأت خطتها الكبرى للسيطرة على افريقيا منذ توقيع السلام مع مصر عام 1979 ولكن نجاحها الحقيقى بدا عام 2009 حين بدا وزير الدفاع أفيجدور ليبرمان الذى كان يشغل آنذاك منصب وزير الخارجية جولة افريقية شملت كلاً من كينياوغانا وأوغندا وإثيوبيا ونيجيريا وفى عام 2014 زار غانا واثيوبيا وكينيا ورواندا وكوت ديفوار. ورغم الحزن الذى يدمى القلب من حال العرب الذين يقتلهم الخوف من التحرك فى مواجهة إسرائيل حتى فى المحافل الدبلوماسية فإن دولا صغيرة من حيث الجغرافيا والسكان، أعلنت صراحة رفضها خطة اختراق افريقيا وأصبح شيئًا مفرحًا ان بعض الدول الافريقية وعلى رأسها موريتانيا والجابون ومالى قد اعترضت على انعقاد القمة الافريقية الإسرائيلية المقترحة فى أكتوبر القادم بجمهورية توجو. من المؤكد ان الاعتراض لن يكون مؤثرًا بفعل الهرولة الافريقية نحو وهم كبير اسمه مظلة أمان إسرائيل لتلك الأنظمة فى مواجهة شعوبها ولكن الندم لن ينفع عندما يكتشفون حجم الخداع والاختراق والابتزاز اليهودى لهم.