اعلن حزب العدالة والتنمية فوزه السبت في الانتخابات البرلمانية المغربية التي يتوقع ان تسفر عن تشكيل حكومة اقوي بعد تخلي الملك محمد السادس عن بعض السلطات لمنع اي امتداد لانتفاضات الربيع العربي الي بلاده. وسيكون حزب العدالة والتنمية ثاني حزب اسلامي معتدل يقود حكومة دولة بشمال افريقيا منذ بدء انتفاضات الربيع العربي بالمنطقة بعد تونس. ويحظي الحزب بتأييد الي حد كبير بين فقراء المغرب. ولكن الحزب سيضطر لتوحيد الصفوف مع احزاب اخري لتشكيل حكومة. وقال لاشين داودي نائب زعيم حزب العدالة والتنمية الاسلامي المعتدل انه بناء علي التقارير التي قدمها ممثلو الحزب في مراكز الاقتراع في كل انحاء المغرب، فقد فاز حزب العدالة والتنمية. واضاف ان الحزب فاز في الرباط، والدار البيضاء، وطنجة، والقنيطرة، وسلا، وبني ملال، وسيدي ايفني، وذلك علي سبيل المثال لا الحصر. وقال ان الحزب فاز بأكبر عدد من المقاعد. ولم يتسن الاتصال بالفور بالمسئولين الحكوميين لتأكيد اعلان الحزب. واحيا الملك محمد السادس عملية اصلاح هذا العام علي امل تقويض زخم حركة احتجاجية وتفادي الثورات التي شابتها اعمال عنف في تونس وليبيا ومصر واليمن وسوريا. وسلم العاهل المغربي قدرا اكبر من السلطات للحكومة علي الرغم من احتفاظه بالكلمة الاخيرة بشأن الاقتصاد والامن والدين. ويبلغ عدد الناخبين المسجلين نحو 6ر13 مليون من بين سكان المغرب البالغ عددهم نحو 33 مليون نسمة. وهذه تاسع انتخابات برلمانية يشهدها المغرب منذ استقلاله عن فرنسا عام 1956. وقال الطيب الشرقاي وزير الداخلية المغربي ان نسبة الاقبال علي التصويت بلغت 45 في المئة بارتفاع عن انخفاض قياسي سجل عام 2007 عندما صوت 37 في المئة فقط من بين الناخبين المسجلين والذين بلغ عددهم 15.5 مليون شخص. ولم تقدم الوزارة سببا للتغيير في عدد الناخبين المسجلين. وقال الشرقاوي للصحفيين ان الانتخابات جرت في ظروف عادية وفي جو من التعبئة التي تميزت بمنافسة عادة واحترام القوانين الانتخابية. واضاف انه سيتم نشر النتائج الاولي في وقت لاحق السبت. وكان من المتوقع ان تشهد الانتخابات التي جرت امس الجمعة منافسة متقاربة بين حزب العدالة والتنمية وتحالف جديد من الليبراليين تربطه علاقة قوية بالقصر الملكي. ولكن مصطفي الخلفي وهو عضو في المكتب السياسي لحزب العدالة والتنمية ابدي تحفظا بين صيحات الانتصار. واضاف انه لابد من انتظار النتائج النهائية لانه يوجد قدر كبير من التحايل، ولذلك فان الحزب يأمل الا يكلفه ذلك ما ينبغي ان يكون نصرا مدويا له. وامتنع لاشين حداد- عضو بارز فيما يسمي بالتحالف من اجل الديمقراطية- عن التعليق. وابلغ ادريس اليزمي الذي يرأس المجلس الوطني الرسمي لحقوق الانسان لمحطة اصوات الاذاعية الخاصة ان مراقبين سجلوا انتهاكات، من بينها اعطاء بعض الناخبين المحتملين طعاما. وقال انها لم تصل الي حد انها يمكن ان تؤثر الي المسار العام للانتخابات.