ما ذا لو امتد نسيم الربيع العربي إلي دولة القناة العربية الإخبارية الأشهر التي تمتلك القدرات المالية والتقنية والبشرية الهائلة فهل ستصدق تلك القناة مع نفسها وتحترم الشرف الإعلامي وتحترم مشاهدها وتنقل ما سيحدث بصدق وحيادية وتصبح بالفعل منبراً ينقل نبض شارع تلك الدولة بكل صدق وحيادية كما فعلت مع الكثير من الأقطار العربية الأخري والتي أثبتت نجاحها رغم الأخطاء الكثيرة التي وقعت فيها تلك القناة . أم ستكون عاجزة عن نقل الأحداث بمصداقية فتلك الدولة هي التي تمولها وتحميها وتوفر لها كل الامكانات . فهل ستستطيع مجاراة الأحداث حينئذ؟ أم ستتهم الثوار بالعمالة والخيانة والتأمر وبأنهم تم دفعهم من قوي خارجية؟ أم ستغض الطرف وكأن شيئا لا يحدث ؟ أعتقد أن هذا سيكون اختباراً عسيراً لتلك القناة أمام نفسها ومشاهدها . ماذا لو ؟ ما ذا لو ذهب كل من له حق التصويت من الشعب المصري لصناديق الاقتراع وأدلي بصوته ثم تم الفرز وظهر فوزر تيار ما بالأغلبية فها سيتقبل الخاسر تلك النتيجة بروح طيبة ود يمقراطية أم سيصف الانتخابات بأنها مزورة وأنها مغايرة للواقع وقاعدتة في الشارع؟ ستجيب الأيام القادمة علي ذلك وسنري . ما ذا لو رفض الثوار في ليبيا بعد كفاحهم العظيم والذي انتهي بسقوط الطاغية قتيلاً وأصبحت ليبيا محررة من الديكتاتورية وجنود الطاغية الراحل تسليم سلاحهم فهل ستتحول ليبيا إلي دولة ميلشيات مسلحة عند أول خلاف سياسي يظهر ؟هذا ما لا نتمناه لليبيا المكافحة وشعبها المجاهد أعتقد أن التحدي الأكبر للشعب الليبي سيبدأ خلال الساعات القادمة مع بداية تأسيس ليبيا الحرة الديمقراطية . وعلي الثوار في ليبيا تسليم سلاحهم لأن المعارك القادمة سياسية وليست عسكرية والاختلاف وارد لا محالة ولكنه خلاف رأي وفكر وليس خلاف عسكري .