لم يمهله القدر للبدء فى تصوير مسلسله الجديد «المزرعة» والذى استعد فيه لتجسيد شخصية الرئيس الأسبق مبارك فى تحدٍ لتلك الشخصية التى كانت تحتاج لمعالجة حقيقية وإبراز الجوانب فى شخصية مبارك والتحولات التى طرأت فى فترة حكمه إنه الفنان صلاح رشوان الذى رحل عن عالمنا عن عمر يناهز 67 عامًا والذى ظل يحلم بأداء تلك الشخصية بعد عودته من رحلة العلاج لبدء التصوير. وإن كان رشوان قد رحل عن عالمنا قبل ان يستكمل حلمه بتجسيد شخصية مبارك. فستبقى أعماله التى كان يختارها بعناية، لها الحضور الأقوى بشهادة الجمهور خاصة، أن العلاقة بينه وبين رشوان تتسم بالاحترام المتبادل لأدائه السهل والتجاوب مع التجارب التى خاضها. اتخد رشوان استراتيجية لنفسه برسم البسمة على الوجوه ودماثة الخلق فى التعامل مع الجميع. وبروح التحدى استطاع رغم الصعوبات التى واجهته وحالته المرضية أن يخوض تجاربه الفنية بأسلوبه الرائع وشفافيته فى الأداء. فى أكثر من جلسة كان له حضوره ولغة خطاب عفوية جدًا. لم تختلف عن أدائه فى أدواره التى كان يختارها بعناية. خلقت له كاريزما لشخصية محببة للجميع. حديثه عن القيم والخلق وأن الفن يستطيع أن يغير من سلوك المجتمع. وجه دوره كفنان مصرى لدعم الدولة المصرية فى مواجهة الإرهاب والتطرف. رافضًا ممارسات جماعة الإخوان الإرهابية. كانت شخصية رشوان دائمًا متزنة واعماله التى قدمها هى جزء من روحه وتعبير عن مفهومة للحياة التى يحبها ويتمناها من نوعية الأدوار التى حرص على تجسيدها فى مسلسلات «المال والبنون» الذى جسد فيه «عبادة العقاد» الرجل المكافح البسيط و«يوميات ونيس» و«الدالى»، و«حياة الجوهري» و«الفرار من الحب» و«الوعد الحق» و«موسى بن نصير». ومسلسل «أين قلبى». إضافة لجملة أعماله منذ تخرجه فى المعهد العالى للفنون المسرحية عام 1973 بالتزامن مع انتصارات أكتوبر أخذ العهد على نفسه ان يختار الأدوار الايجابية كما شاهدناه فى الأعمال الدرامية أيضا فى مسلسل «محمد رسول الله» و«القضاء فى الإسلام»، ومن الأفلام التى شارك فيها «قلب الليل» و«عندما يبكى الرجال» و«الطاووس» و«الصعود إلى الهاوية» و«تمضى الأحزان» و«ثالثهم الشيطان» و«أهل القمة».. رشوان الراحل سيظل علامة مميزة لدى مشاهديه خاصة أن كلماته تركت أثرًا ايجابيًا لانتقائه أعماله التى دوما كان يوجه رسالاته بنشر الحب والحفاظ على منظومة القيم والأخلاق. نقلا عن الأسبوع الورقى