بالتزامن مع بدء فعليات المؤتمر الوطني الأول للشباب الذي عقد مؤخرا بشرم الشيخ كان هناك من المصريين من يشحذ سكاكينه ويسن أسنانه ويجلس متربصا بانتظار هنة هنا أو سقطة هناك أو حتى عبارة تحتمل أكثر من تأويل ليعول على تأويله لها ويلهي بها أتباعه ويعلن أن المؤتمر قد فشل كما توقع سلفا ، وقد وجد هؤلاء ضالتهم فيما أطلقوا عليه " ثلاجة السيسي" ، لم يلتفت هؤلاء إلى أي إيجابيات للمؤتمر ، تجاهلوا التعديلات المزمعة لقانون التظاهر والإفراج عن الشباب وتدريب الكوادر وإصلاح التعليم وتجديد الخطاب الديني ، والتشريعات المنظمة للإعلام وأمسكوا بتلابيب " ثلاجة السيسي " الخاوية ، تلك العبارة التي أفرغوها من المضمون و أفردوا لتأويلهم لها مساحات شاسعة على حساب قضايا جوهرية كان تناولها مطلبا ملحا.. التعاطي السلبي المسبق الذي دأبت عليه قيادة هذا الفصيل لكل عمل إيجابي ليس الهدف منه تشويه أي انجاز فحسب وإنما أيضا إلهاء أتباعهم لاسيما من فئة الشباب حتى لا ينفضوا من حولهم ، يشغلون أوقاتهم بالأكاذيب و سفاسف الأمور ، لا يدعون لهم فرصة للتفكير والسؤال عما آل إليه حالهم من عزلة وصدام ليس مع الدولة فقط ولكن مع الشعب أيضا ، كان من الممكن أن يكون هؤلاء أو نفر منهم في شرم الشيخ مع من حضر من شباب مصر يطرحون مشاكلهم ويعرضون رؤاهم حول مستقبل البلاد لولا قيادتهم التي ارتضت أن تكون في الجانب الآخر مع أعداء الوطن . لقد كرر السيسي في هذا المؤتمر ما سبق وصرح به بأن " مصر تتسع للجميع " تتسع لمن لم يؤذ الوطن ، وظني أن هذه الرسالة موجهة تحديدا إلى شباب هذا الفصيل ، وإن كان لا مكان لقيادة هذا الفصيل التي أمعنت في إيذاء الوطن فالفرصة ما زالت متاحة أمام شباب هذا الفصيل ممن لم يتورط في إيذاء الوطن أن ينعتق وينفك منه ويتوقف عن الدوران في فلكه ويمنح نفسه وقتا للتفكير لمراجعة مواقفه ورؤية الصورة بالشكل الصحيح من أجل سرعة العودة إلى حضن الوطن ..