ناشد اللاجئون الصوماليون الذين حاصرتهم المجاعة والحرب الأهلية منظمات الإغاثة الدولية بالإسراع في توزيع إمدادات الإغاثة التي يعرقلها القتال في العاصمة مقديشو حيث يتدفق مئات الصوماليين المتضررين من الجفاف علي المعسكرات القذرة المنتشرة في المدينة وحولها يوميا في تحد لأوامر المتشددين الإسلاميين الذين يسيطرون علي معظم المناطق الأكثر تضررا. وقد تزامن بدء شهر رمضان منذ يومين مع زيادة التهديدات بشن هجمات انتحارية من جانب "حركة الشباب" المرتبطة بتنظيم القاعدة والتي تواصل تمردها منذ أربع سنوات ضد الحكومة الصومالية التي تعتبرها الحركة تابعة للغرب. وقال عاملون من الأممالمتحدة في مقديشو إنهم يخضعون في الوقت الراهن لقيود علي تحركاتهم خارج محيط المطار والذي يخضح لحراسة شديدة ولذلك اضطروا الي الإعتماد علي الموظفين المحليين في توزيع الأغذية وغيرها من مواد الإغاثة إلي النازحين. وقد شهدت مدينة شابيلي بجنوب الصومال مركز المجاعة خلال الأيام القليلة الماضية أمطارا غزيرة مما ضاعف من بؤس اللاجئين الذين نحل أجسادهم الجوع. وتقول الأممالمتحدة إن نحو 400 ألف لاجيء صومالي يمثلون نحو خمسة بالمائة من تعداد السكان يقيمون في خيام خارج مقديشو والمناطق المحيطة بها فيما تقول المنظمة الدولية إن نحو 100 ألف لاجيء قد وصلوا في شهر يونيو ويوليو من العام 2011 . يذكر أن الجفاف والصراع ونقص الغذاء في الصومال قد تسبب في معاناة 6ر3 مليون شخص من المجاعة في جنوب الصومال حيث أثرت موجة الجفاف التي تعد الأسوأ منذ عدة عقود علي نحو 12 مليون شخص في أنحاء القرن الأفريقي . يأتي هذا فيما رحب برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة بقرار واشنطن يوم الثلاثاء الماضي والخاص بتخفيف القيود التي فرضت علي الجمعيات الخيرية التي تعمل في مناطق تسيطر عليها "حركة الشباب" المتشددة في الصومال وذلك بهدف زيادة كميات الغذاء التي تصل الي تلك المناطق.