يبدو أن عادة 'فبركة الصور' ستظل عادة عربية أصيلة تستخدما وسائل الإعلام الحكومية في الدول القمعية وربما تستوردها دول من خارج المنطقة، مثل الصين، لتحقيق أهدافها. فعندما تلجأ وسائل الإعلام الحكومية إلي 'معالجة' الصور، يكون الهدف من وراء ذلك بشكل عام هو تعزيز شعبية الحكومة، لكن مع سوء هذه المعالجة والتركيب، فإن الأمر يسبب نتائج عكسية. وهذا ما حدث مثلاً العام الماضي عندما قامت صحيفة الأهرام بنشر صورة ظهر فيها الرئيس حسني مبارك يتقدم علي نظيره الأمريكي باراك أوباما في أثناء سيرهم مع قادة آخرين علي السجاد الأحمر داخل البيت الأبيض، وكان أوباما هو المتقدم في الصورة الحقيقية. كما تم الكشف في الصين، في يونيو الماضي، عن فبركة صورة لثلاثة مسئولين محليين وهم يفتشون علي أحد مشروعات السكك الحديدية لإثبات قيامهم بمهامهم، وثبت بعد ذلك استخدام القص واللصق في هذه الصورة. ويبدو أن الإعلام السوري لم يستفد من هذه الأخطاء، ونشرت وكالة الأنباء الرسمية صورة للرئيس بشار الأسد ومحافظ حماه الجديد يؤدي أمامه القسم. لكن شيئا ما خطأ بدا في هذه الصورة. ويقول خبير الصور بصحيفة الجارديان البريطانية، ديفيد ماكوي، إنه تم استخدام صورتين في صورة واحدة لمحاولة إظهار أن الرجلين يتواجدان في غرفة واحدة، واستدل علي ذلك بالقول إن من يقف في شمال الصورة يبدو أعلي ممن يقف في يمينها رغم أنه من المفترض أن الرجلين يقفان علي أرضية واحدة. ويضيف ماكوي أن ما يثير الشكوك أيضا هو أن الرجلين لا ينظران بشكل مباشر إلي بعضهما البعض. لكن يظل السؤال.. إذا كانت هذه الصورة مركبة حقاً.. فلماذا الآن في ظل المظاهرات الحاشدة التي يواجهها الأسد وتنادي برحيله عن حكم سوريا؟