كل طباخ وله خلطة، بعض الخلطات «ربنا يكفينا الشر» مثل وصفة «الكريب سوزيت» التى طبختها بنت سلطح بابا حرم يوسف بك وهبى فى الفيلم الكوميدى «إشاعة حب»، وبعضها تقوم عليه تجارة عالمية كتجارة الخواجة صاحب محلات الدجاج المقلى الشهيرة. خلطة الشهرة نصحنى بها يوما شاعر كان مسئولا عن إحدى الصفحات الأدبية، منحنى الرجل كتبا لأستنبط بنفسى سر الخلطة التى فتحت أبواب السفر وحفاوة العالم المتحضر بكاتبات فى تلك الفترة، تلك القفزة العملاقة فى فضاء الحريات بقصص وروايات مثلت تيارا من كتابة الجسد كانت بمثابة كارت المرور إلى المحافل الدولية التى تحتفى بما تكتبه المرأة الشرقية عن قمعها وإهدار كرامتها على يد سى السيد المتوحش الشرير الذى يريد إعادة عصر الجوارى وسلاملك الحريم، يومها ، ورغم حداثة سنى قرأت الكتب ثم أعدتها للجريدة فى مظروف كبير باسم الشاعر المرموق كتبت عليه ما يعنى أننى لن اكون مثل هؤلاء الكاتبات وان كتابتهن لا تمثلنى، لم يكن على ان أفند قول ذلك الشاعر بأننى محكومة بقيود تمنع أن أتفوق على هؤلاء الكاتبات، فما لم ولن يفهمه أننى ابنة بيئة صحية لا تعانى قمعا ذكوريا، كما اننى لست ممن يبحرون بأقلامهم فى مناطق لم تكن فى ذلك الوقت فى بؤرة ملاحظتهم أو متابعتهم، وأؤمن أن خلطة كل إنسان السرية هى المزيج السحرى الذى يحقق الاختلاف ، وفى مجال الأدب والإبداع تفتح الباب لتنوع طبيعى مطلوب، لا يعمد إلى المخالفة او التصادم للوصول إلى شهرة زائلة، فعندما يحتل الجسد أو الجان أو السياسة أوراق مبدع، فقط لأنهم الأكثر مبيعا، فنحن حينئذ نواجه «بياع» أو «صنايعى»، قد ينجح مرة لكنه سيفشل مرات.. وكثيرون هم من انتجوا عملا أدبيا واحدا لم يرتق له أى من اعمالهم التالية.. وكثيرون هم من يعيشون على ذكرى عمل وحيد لم يخطوا بعده شيئا..يتكسبون على صيته، ويملأون الندوات والصفحات والشاشات ،هؤلاء الذين أدمنوا الأضواء قد يفعلون أى شىء مقابل البقاء تحتها.. وربما يصل بهم الأمر إلى بيع ما لا يمكن أن يباع واختلاق فرقعات حول انفسهم وربما يبلغون البوليس لتتم مصادرة كتبهم التى لن يقرأها أحد من الأساس.. فللشهرة والمال سحرهما.. خلطتهما السرية أسوا بكثير من خلطة بنت سلطح بابا.. لأنها خلطة مسمومة.