من جديد تمعن حماس فى غيها وتجترئ على الحق وتمضى فى تخبطها عندما يخرج المتحدث الرسمى باسمها ليقول: «ندعو إلى إقالة وزير الداخلية المصرى لأن اتهاماته لحماس بالتورط فى اغتيال «هشام بركات» تثير الفتنة والبلبلة وتسىء للعلاقات بين الشعبين الفلسطينى والمصرى».!! عن أى علاقات يتحدث هذا الدعى؟ لقد خرج وزير داخلية مصر ليدين حماس فى الجريمة التى ارتكبت بالتعاون مع الإخوان الإرهابيين فى يونيو الماضى عندما قامت بتدريب ومتابعة عناصر اخوانية شاركت فى تنفيذ عملية الاغتيال.ماقاله وزير داخلية مصر لم يأت جزافا ولم ينبع من فراغ وانما جاء موثقا عبر عمليات بحث قام بها قطاع الأمن الوطنى لينجح بعد تسعة أشهر فى القبض على العناصر التى نفذت وخططت لتلك الجريمة البشعة. وكيف أن جماعة الإخوان الباغية قد نفذت هذه الجريمة بتخطيط مباشر من قيادتها فى تركيا التى مولت الجريمة. على حين قامت عناصر تابعة لحماس بتدريب الإرهابيين على مدى ثلاثة أشهر ليتم بعدها تنفيذ المخطط الاجرامى الآثم. لقد غيبت حماس المعطى الاستراتيجى المبنى على عاملين: الأول كونها العنصر المقاوم لإسرائيل، والثانى ارتباطها عضويا بالجغرافيا المصرية وذلك عندما انضوت فى مؤامرة الإخوان الإرهابيين ضد مصر ومؤسساتها. ولهذا كان من الطبيعى المطالبة بدعوى قضائية جديدة تعتبر حماس ارهابية بعد أن سحبت دعوى سابقة ضدها فى العام الماضى. حماس أساءت لمصر وظهرت ناكرة للجميل الذى أسدته المحروسة للفلسطينيين إلى الحد الذى باتت فيه حماس طرفا رئيسيا فى الاعتداءات التى تحدث ضد مصر عندما ساقها الشيطان للالتحاف بجماعة الإخوان الباغية فى تنفيذ مخطط ارهابى حقير فى محاولة لضرب أمنها القومى فى مقتل عندما أقحمت نفسها فى الشأن الداخلى المصرى وبعثت بمقاتليها عبر الحدود ليخترقوا سيادة المحروسة ابان عملية يناير 2011 وتهريبها لمدانين بالإرهاب من سجون مصرية. ولا غرابة، فهى الحركة التى خرجت عن أطر العقلانية وأطاحت بالقضية الفلسطينية عندما خاضت معارك وصلت إلى حد مستنقعات الدم ضد السلطة الفلسطينية. كما أنها ظهرت ناكرة للجميل عندما انقلبت على سوريا التى استضافتها ورعتها وقدمت لها ما لم تحلم به من مساعدات، فكما فعلت مع مصر باستغلال الأنفاق لتصدير الإرهاب إليها قامت أيضا بحفر الأنفاق ليختبئ بها الإرهابيون فى سوريا لزعزعة الأمن. سقطت حماس فى براثن الإخوان الإرهابيين لتصبح الجناح العسكرى لهم وبالتالى ظهرت كفصيل ارهابى بدلا من أن تكون قلعة مقاومة ضد الكيان الصهيونى الذى يحتل الأرض الفلسطينية، فطمرت بذلك تاريخ الكفاح الفلسطينى الذى سطره عشرات الشهداء الأبرار أمثال الشيخ» أحمد ياسين» مؤسس الحركة و«صلاح خلف»، و«فتحى الشقاقى» وغيرهم. إنها حماس التى تخبطت وأساءت إلى مصر وسوريا وقبل ذلك أساءت للقضية الفلسطينية، فكان أن عصفت بنفسها دون أن تدرى