الشعوبية هي حركة ظهرت بوادرها في العصر الأموي ثم طغت بقوة في العصر العباسي وهي خرجت للتشهير والتحقير من شأن العرب والتفاخر بالعجم، فقد قال عنها القرطبي إنها حركة تبغض العرب وتفضل العجم، وقال عنها الزمخشري في أساس البلاغة إنهم الذين يصغرون من شأن العرب ولا يرون لهم فضلاً على غيرهم، وتعرف الموسوعة البريطانية الشعوبية بأنها كل اتجاه مناوئ للعروبة وغيرها من التعريفات التي تجمع على التنكيل بالعرب، وقد بدأت الشعوبية من حركة تشويه إلى حركة تفضيل الفرس على العرب وأججت في العصر العباسي وبعده المشاعر القومية واليأس من الإسلام لضرب سلطة العرب وسلطة الخلافة، وعندما جاءت الحركة الصفوية عمدت لإضفاء طابع ديني على الحركة وجرتها إلى بيت النبي بهدف الفتنة والتضليل بين المسلمين بعد الفتوحات ليتمخض عن ذلك حركة شعوبية صفوية تقوم على التشيع لتضفي على الشعوبية قداسة دينية وبهذا فقد جاء هدفها الخبيث عن طريق تحويل الدين الإسلامي وشخصية النبي محمد والإمام علي إلى مذهب عنصري وشخصيات فاشية تؤمن بأفضلية التراب والدم الإيراني وذلك بعد سيطرة العرب على بلادهم وبلاد الروم، وقد اتخذت الحركة من الآداب وسيلة لزرع الكراهية والعنصرية ضد العرب ومنها الشعر والحكاية والقصة وغيرها وذلك في العصر العباسي من هؤلاء الفردوسي، والخيام، وأبو مسلم الخراساني، والرودكي ومحمد الغنزاوي، وإسماعيل النسائي وغيرهم حتى خرج من العلماء والأدباء العرب ليردوا ويكذبوا تلك الإدعاءات ويردوها على أصحابها عبر المناظرات والحجج. لذلك فإن الحركة الصفوية ظلت عبر الأزمنة وصولا إلى الثورة الإيرانية تقوم على التطرف والعنصرية والكيل للبلدان العربية وإيقاع الفتنة المذهبية ببلدانه، وها هي الحركة تعود فمنذ حركة الخميني 1977 يكنون العداء للمنطقة ويستولون على بعض الجزر الإماراتية بعد هزيمتهم من العراق في شط العرب، وتنكيلهم بالسنة وعرب الأهواز والجزر الإماراتية وسعيهم لتصدير الفتنة والإرهاب في البلدان العربية عبر الميليشيات الإيرانية والحرس الثوري الإيراني وتمكنهم من تطويق بعض البلدان العربية بالاعتماد على الحركات الشيعية في نشر تلك المفاهيم عبر الشيعة في بعض البلدان العربية لإشاعة الفوضى والإرهاب والخراب وقد نجحوا في زعزعة الانتماء والعروبة, وتسليحهم لتلك التنظيمات في العراق وسوريا وما يحدث من أتباعهم الحوثيين في اليمن وما يحدث من حزب الله في لبنان وما آلت إليه علاقات السعودية ودول الخليج مع لبنان بسبب تجاوزات تلك الميليشيات المسلحة في المنطقة وتأثيرها السلبي في إحداث الخراب والفوضى والفتنة بين المسلمين على أسس تاريخية تقوم على العداء للعرب والعمل على التدخل في شئون الدول من أجل السيطرة على المنطقة ولذلك فهم ينتظرون الثغرة من أجل الهيمنة على المنطقة بثرواتها ومقدساتها الدينية وحقدهم الدفين على الأمة العربية التي كانت مهبط الحضارات وأرض النبوءات وما حباها الله به بأن جعلها هي أمة محمد ورسالة الإسلام التي جاءت من أجل البشرية، وها هم دعاة الشعوبية الجدد يعودون بقوة بالتوازي مع الثورات العربية من تنظيم الإخوان الإرهابي والميليشيات والتنظيمات الإرهابية والمتشيعين على النهج الإيراني من أبناء البلدان العربية وكلهم يعملون لأجل أهداف محددة وهي الانقضاض على بلداننا مستخدمين في ذلك كل الأساليب الشيطانية وغير الأخلاقية سعيا منهم للنيل من العرب ومجدهم وعزتهم ولهذا يجب أن نكون على يقظة دائما لتلك الحركات العدائية كما يحدث في اليمن وتصدي عاصفة الحزم لهم وغيرها من الاستعدادات العربية مع وعي أهل العلم والفكر الإسلامي وأزهرنا الشريف من أجل دحرهم وجعل كيدهم في دحرهم, وحماية الإسلام والمسلمين وبلاد العرب الأبية من شر هؤلاء الشعوبيين.