هددت شركتا "إمبال" و"إيه. جي. آي" الأمريكيتان المساهمتان في شركة "غاز شرق المتوسط"، المسؤولة عن تصدير الغاز لإسرائيل، برفع دعوي تحكيم أمام المركز الدولي لتسوية النزاعات الاستثمارية في واشنطن ضد الحكومة المصرية، حال استمرار توقف تصدير الغاز لإسرائيل. وحسبما جاء في "المصري اليوم" تعتبر الشركتان توقف تصدير الغاز انتهاكا لاتفاقية حماية الاستثمارات، التي وقعتها مصر مع الولاياتالمتحدةالأمريكية. وأرسلت الشركتان الأمريكيتان، اللتان تملكان 28% من أسهم "شرق المتوسط"، أول إخطار رسمي بشأن دعوي التحكيم إلي وزارات الخارجية والعدل والتجارة الخارجية والصناعة، وأرسلت صورة رسمية منه إلي مساعد وزير الخارجية الأمريكية، ومسؤولين في الوزارة، ويستند لنصوص الاتفاقية الثنائية لحماية الاستثمارات الموقعة بين مصر والولاياتالمتحدة. وأفاد الإخطار، الذي حصلت "المصري اليوم" علي صورة منه، بأنه بموجب المعاهدة المبرمة بين الولاياتالمتحدةالأمريكية وجمهورية مصر العربية، بشأن تشجيع وحماية الاستثمارات المتبادلة، فإن شركتي "إيه جي أي" و"امبال" المساهمتين في شركة "غاز شرق المتوسط" - وهي المالك والمشغل لخط أنابيب "السلام"، الممتد من العريش حتي عسقلان، تطالبان بتطبيق المادة 7 من المعاهدة والتي تفيد بإجراء مشاورات بين الوزارات المختصة من البلدين، لحل أي نزاع استثماري كخطوة أولي قبل إحالته إلي التحكيم في المركز الدولي لتسوية النزاعات والذي يصدر حكما ملزما وغير قابل للنقض. وقال الإخطار إن الحكومة المصرية اتخذت عدة إجراءات تنتهك أحكام معاهدة الاستثمار الثنائية بينها وبين الولاياتالمتحدة، والتي تشتمل علي التزامات عديدة، من بينها علي سبيل المثال، الحفاظ علي بيئة مواتية للاستثمار داخل أراضيها لمواطني البلد الأخر، بحسب المادة الثانية من المعاهدة. وأضاف إن مصر ملتزمة بحصول الاستثمارات الأمريكية علي معاملة مميزة داخل أراضيها، وعدم اتخاذ أي إجراء من شأنه حرمان المستثمر الأمريكي من القدرة علي إدارة ومراقبة استثماراته في مصر أو مصادرتها بشكل غير مباشر، بحسب المادتين الثانية والثالثة من المعاهدة المبرمة، وفقا لأحكام القانون الدولي. وقال الشريك الأمريكي، في نص الإخطار، إن الحكومة المصرية ألزمت نفسها بأن تضمن توريد الغاز بحسب قرار وزاري أعطي صلاحيات لرئيس الهيئة العامة للبترول والشركة المصرية القابضة للغاز الطبيعي 'كبائع' لإبرام عقد توريد الغاز الطبيعي مع شركة شرق البحر الأبيض المتوسط، كما أن البائع 'هيئة البترول والقابضة للغاز' بمثابة طرف ثالث كضامن لكميات ونوعية الغاز الطبيعي التي سيتم تسليمها خلال مدة العقود الموقعة مع شركة غاز شرق المتوسط. وأضاف الإخطار أن الحكومة المصرية منذ فبراير 2011 فشلت في توفير وتأمين إمدادات الغاز وحمايتها لشركة 'غاز شرق المتوسط'، فضلا عن رفضها استئناف تسليم كميات الغاز المتعاقد عليها إلي الشركة، والتي تلتزم بتأمينها بحسب البنود الموضحة في الفقرة السابقة. وتابع أنه تم اتخاذ أول إجراءات رفع الدعوي، وهو مرحلة تشاور الوزارات المعنية من كلا البلدين لحل النزاع، وحال عدم التوصل إلي حل سيتمسك الشركاء الأمريكيون بالحصول علي تحكيم دولي ملزم للجانب المصري، وسيعملون علي إقناع باقي المساهمين من الجنسيات الأخري باتخاذ إجراءات مماثلة وفقا للمعاهدات الثنائية الموقعة بين مصر وجنسيات المساهمين. من جانبها قالت "شرق المتوسط" إنها تدرس الوضع الحالي، ومدي إمكانية تحريك دعوي قضائية ضد الشركة القابضة للغاز ووزارة البترول، وفقا لشروط العقد المبرم مع قطاع البترول، مؤكدة أن وقف توريد الغاز لإسرائيل يصيبها بخسائر كبيرة.