شهدت اللجان الانتخابية بمحافظة دمياط إقبالا متوسطا من الناخبين خلال اليوم الأول والساعات الأولي من اليوم الثاني للانتخابات البرلمانية، وتباينت نسب المشاركة بمختلف المدن والقرى، وسط مخالفات وانتهاكات فاضحة وأعمال شراء أصوات وتوجيه ناخبين من قبل بعض المرشحين . ومن المتوقع أن تصل نسبة المشاركة في الانتخابات إلي 25 % من إجمالي الناخبين، وأن تجري جولة الإعادة علي جميع مقاعد المحافظة، في ظل غياب المرشحين أصحاب الشعبية الكاسحة الذين يستطيعون حسم المنافسة من الجولة الأولي، بجانب وجود عدد من المرشحين الأقوياء بجميع الدوائر، تتكافأ فرصهم في دخول مرحلة الإعادة . ويجري التنافس داخل دوائر المحافظة الثلاث علي 7 مقاعد فردية، بالإضافة إلي مقعدين تم تخصيصهما للمحافظة بنظام القائمة، ضمن دائرة قطاع شرق الدلتا، والتي تخوض قائمة "في حب مصر" المنافسة فيها منفردة، بعد استبعاد كافة القوائم الانتخابية الأخرى، ليصبح الإجمالي 9 نواب يمثلون دمياط تحت قبة البرلمان المقبل . في الدائرة الأولي بمركز وبندر دمياط، والتي تعد الأكبر بالمحافظة، من حيث عدد الناخبين والمرشحين، ويتنافس علي مقاعد الدائرة الثلاث 45 مرشحا، أغلبهم من المستقلين، حيث كانت قرية البصارطة الأعلى في نسبة التصويت بالأمس، وبلغ عدد الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم بالقرية حتي إغلاق صناديق الاقتراع باليوم الأول 2700 ناخب، من إجمالي 16500 ناخب لهم حق التصويت بالقرية . وذهبت أغلبية الأصوات إلي المرشحين من أبناء القرية : عليوة السري وربيع شوشة ومحمد بحيري، كما حصل محمد سامي سليمان والدكتور أسامة العبد والمرشح الشاب ضياء داود علي جزء من أصوات القرية، في مفاجأة غير متوقعة لمرشحا حزب النور السلفي، حيث تعد القرية من معاقل التيار الإسلامي بالمحافظة . وبلغت نسبة التصويت في باقي قري المركز حوالي 10 %، ففي قرية العنانية بلغ عدد الأصوات 880 صوتا، والعدلية 1100 صوتا، والشعراء 1600 صوتا، وأولاد حمام 400 صوتا، وعزب النهضة 540 صوتا، والخياطة وطبل والرطمة 1150 صوتا، في حين ذهبت معظم الأصوات بمدينة عزبة البرج وقرية الشيخ ضرغام إلي رجل الأعمال السيد الريدي، وياسر الديب النائب السابق عن الحزب الوطني المنحل، وأيمن صالح، بينما كان الحضور البارز للناخبين ببندر دمياط مفاجأة كبيرة للمرشحين والمتابعين، حيث يراهن المرشحون دائما علي ضعف المشاركة بالبندر وزيادتها بالقرى . وحصل الدكتور أسامة العبد رئيس جامعة الأزهر السابق، علي أعلي أصوات الناخبين بالبندر حتي الآن، يليه المحامي الشاب ضياء الدين داود الذي يعد مفاجأة هذه الدائرة، ويراهن عليه كثيرون، في ظل ما يتمتع به من خبرة وثقافة وقبول، بجانب الرصيد الشعبي لعمه المحامي الراحل ضياء الدين داود الوزير والنائب السابق والقطب الناصري الكبير . ويلعب المال السياسي دورا مشبوها في حسم المنافسة علي مقاعد الدائرة، حيث يواصل أحد المرشحين أعمال شراء أصوات الناخبين، ووصل سعر الصوت حاليا إلي 300 جنيها من المرجح زيادتها خلال الساعات الأخيرة الحاسمة من الانتخابات، أملا من جانب المرشح العجوز في الحصول علي تذكرة جولة الإعادة، في ظل انعدام شعبيته بالدائرة . وتشير المؤشرات إلي أن جولة الإعادة علي مقاعد الدائرة سوف تنحصر بين الدكتور أسامة العبد وضياء الدين داود ومحمد سامي سليمان وياسر الديب والسيد الريدي والمهندس طارق الدسوقي النائب السابق عن حزب النور السلفي . وفي الدائرة الثانية بمركزي كفر سعد وكفر البطيخ، أصبح من المؤكد دخول المهندس محمد الحصى، نائب رئيس جهاز تعمير مدينة دمياط الجديدة، ومرشح حزب مستقبل وطن، جولة الإعادة بعد حصوله علي نسبة كبيرة من الأصوات بالدائرة، خاصة بموطنه كفر البطيخ، التي احتشد الأهالي بها علي مدي يومين أمام اللجان لدعم الحصى ومساندته . وتنحصر المنافسة علي جولة الإعادة لباقي المرشحين بين عدد من الوجوه القديمة : حمدي شلبي عاشور وجلال الألفي النائبين السابقين عن الحزب الوطني المنحل، وسمير التلباني، وناصر شاكر النائب السابق عن حزب النور السلفي، والمحامي سامي بلح مرشح حزب مصر العروبة . وتشهد الدائرة محاولات مستميتة لشراء الأصوات من جانب بعض المرشحين لتزكية فرصهم في الإعادة، ومن المفارقات أن أحد المرشحين، وهو نائب سابق، يعرض 200 جنيه مقابل كل صوت، بالإضافة إلي بون يحصل به الناخب علي وجبة سمك من المطعم المملوك لهذا المرشح بمدينة دمياط الجديدة . أما الدائرة الثالثة التي تضم مركزي فارسكور والزرقا، فقد شهدت تخبطا واضحا من جانب لجنة تقسيم الدوائر، حيث تم في البداية دمج المركزين في دائرة واحدة، وتخصيص 3 مقاعد لها، ثم تم فصل المركزين في دائرتين، وتخصيص مقعد لكل دائرة، وأخيرا تم دمجهما للمرة الثانية في دائرة واحدة مع تخصيص مقعدين لها فقط بدلا من ثلاث مقاعد، رغم عدم التكافؤ بين المركزين من حيث عدد الناخبين، فضلا عن عدم تناسب المقعدين المخصصين للدائرة مع عدد الناخبين بالمركزين مجتمعين . وتشهد الدائرة إقبالا ضعيفا من جانب الناخبين، بشكل يعزز سيطرة العصبية المحلية والمال السياسي علي المنافسة، وتضم الدائرة 6 كتل تصويتية مؤثرة: مدينة فارسكور ويوجد بها 6 مرشحين، ومدينة الزرقا ويوجد بها اثنين من المرشحين، ومدينة الروضة ويوجد بها اثنين من المرشحين، ومدينة السرو ويوجد بها 4 مرشحين، وقرية الرحامنة ويوجد بها اثنين من المرشحين، وقرية سيف الدين ولا يوجد بها مرشحين . ولم تتجاوز نسبة التصويت بهذه المدن والقرى 15 % حتي الآن، مما يعطي مؤشرا لضعف التصويت في الدائرة بشكل عام . ويري المراقبون أن فرص الإعادة بالدائرة تنحصر بين محمد شيخ العرب المليجي المحامي، والمهندس محمد نجيب بركات النائب السابق عن الحزب الوطني المنحل، ومجدي البساطي عضو مجلس الشورى السابق عن الحزب الوطني المنحل، والكابتن سمير موسي رئيس نادي الزرقا الرياضي، ومحمد قابيل البنا النائب السابق عن الحزب الوطني المنحل، ومرشح حزب مستقبل وطن، والدكتور عبد الرحمن البكري مرشح حزب النور السلفي، والدكتور عمرو شاهين مدير مستشفي الزرقا المركزي، والنائب السابق عمران مجاهد، مرشح حزب المصريين الأحرار.