قتل محمد الدرة في سبتمبر 2000 بقطاع غزة بعد وقوعه وسط محاولات تبادل إطلاق النار بين الجنود الإسرائيليين وقوات الأمن الفلسطينية، وسط احتجاجات امتدت علي نطاق واسع في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية، والتقطت عدسة المصور الفرنسي شارل إندرلان المراسل بقناة فرنسا 2 مشهد احتماء جمال الدرة وولده محمد البالغ من العمر اثنتي عشرة عامًا، خلف برميل إسمنتي، بعد وقوعهما وسط محاولات تبادل إطلاق النار بين الجنود الإسرائيليين وقوات الأمن الفلسطينية. في باديء الأمر، أعلنت قوات الدفاع الإسرائيلية تحمّلها المسؤولية، كما أبدت إسرائيل في البداية، أسفها لمقتل الصبي، ولكنها تراجعت عن ذلك، عندما أشارت التحريات إلي أن الجيش الإسرائيلي ربما لم يطلق النيران علي الدرة، وعلي الأرجح أن الفتي قتل برصاص القوات الفلسطينية. حازت لقطة الصبي ووالده علي ما أطلق عليه أحد الكتاب 'قوة راية المعركة'، وطبقًا لما ذكره جيمس فالوز فإن 'أقسي إصدار' للقضية من الجانب العربي هو أنه يثبت فرية الدم القديمة، في حين أن 'أقسي إصدار' من الجانب الإسرائيلي هو أنه يثبت استعداد الفلسطينيين للتضحية بأطفالهم عمدًا حتي ولو في حرب معادية للصهيونية وقد أدي هذا المشهد إلي سقوط قتلي آخرين، وبعد التشييع في جنازة شعبية تخلع القلوب، مجّد العالم العربي والإسلامي محمد الدرة باعتباره شهيدًا.