شهدت مدينة أسوان، مساء امس، الاحتفال بتدشين أول رحلة استكشافية للممرات التجارية الأفريقية وتضم مجموعة من السيارات والشاحنات المصرية المتجة إلي العديد من المناطق الأفريقية، وذلك بحضور محافظ أسوان مصطفي يسري واللواء جمال حجازي رئيس هيئة الموانئ البرية والجافة والسفيرة أحلام عبد الجليل القنصل العام لجمهورية السودان بأسوان، بجانب لفيف من قيادات المجتمع المدني وممثلي الجهات التنفيذية والأحزاب السياسية والائتلافات والاتحادات الشبابية، بالإضافة إلي أعضاء الوفد المصري المشارك في الرحلة الاستكشافية. وفي كلمته أعلن محافظ أسوان عن موافقة المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء، عن أنشاء طريق بري جديد يمتد من العلاقي بمدينة أسوان شرقا وحتي قرية قسطل علي الحدود المصرية السودانية، علاوة علي البدء في دراسة إنشاء خط للسكك الحديدية من السد العالي وحتي مدينة أبو سمبل السياحية تجاه السودان بطول 280 كم، بالإضافة إلي قيام وزارة النقل بإنشاء 2 منطقة لوجستية بمنطقتي قسطل وآرقين مساحة كل منهما 300 فدان من أجل خلق مناطق حرة للتجارة تربط بين مصر والسودان وأيضا تجاه الأسواق الأفريقية. ولفت إلي وصول البضائع المصرية إلي إثيوبيا عبر منفذ قسطل مما يؤكد علي أن أسوان تعتبر بمثابة جسر التواصل والبوابة الرئيسية للربط بين مصر وأفريقيا وخاصة في التجارة البرية والنهرية للوصول إلي الأسواق الأفريقية المفتوحة أمام التجارة والسياحة والإستثمارات المصرية، والذي يأتي علي رأس أولويات أجندة القيادة السياسية خلال المرحلة الحالية، حيث يحرص الرئيس عبد الفتاح السيسي علي تحويل ذلك لواقع فعلي لتعود مصر مرة أخري لريادتها علي المستوي الأفريقي سياسيا وتجاريا وثقافيا. وأضاف مصطفي يسري، أن ذلك تبلور في انعقاد قمة التكتلات الاقتصادية الأفريقية الثلاث وهي الكوميسا وجماعة شرق أفريقيا والسادك خلال العام الحالي، والتي تضم 26 دولة أفريقية، وهو ما يؤكد علي تصميم الدولة المصرية علي العودة للحضن الأفريقي من خلال فتح الأبواب بافتتاح مينائي قسطل وأشكيت في الجانب الشرقي من بحيرة ناصر ثم افتتاح ميناء آرقين البري في الجانب الغربي للبحيرة. وأكد أن محافظة أسوان تسعي دائما بجهد مشترك وفعال يعلوه روح التعاون والتفاهم مع القنصلية السودانية لإزالة أي عقبات أمام حركة السفر والتجارة في الجانبين، بالإضافة إلي فتح آفاق التعاون إقتصاديا وأمنيا وعلميا وثقافيا وفنيا بما يعود بالنفع والخير علي البلدين وايضا شعوب دول حوض النيل، وهو الذي ترجم واقعيا بحدوث طفرة غير مسبوقة بحركة النقل النهري بين مينائي السد العالي والزبير بوادي حلفا. ومن جانبه كشف اللواء جمال حجازي رئيس هيئة الموانئ البرية والجافة، أن الرحلة الاستشكافية المصرية إلي أفريقيا هدفها هو التعرف علي العوائق اللوجستية والرسوم الجمركية للحركة التجارية بين مصر والدول الأفريقية للعمل علي تذليلها وتهيئة المناخ الجاذب أمام الشركات ورجال الأعمال والمستثمرين لزيادة معدلاتها، مشيرا إلي أن حجم الحركة التجارية بين مصر والسودان حاليا بعد افتتاح منفذ قسطل جنوبأسوان لم تتجاوز ال 6 مليارات جنيه وهو لا يفي بطموحات الجانبين ولذا ستكون الرحلات الإستكشافية والتي بدأت بهذه الرحلة كمرحلة أولي بين أسوان / دنقله / الخرطوم ثم سيتم تنظيم رحلات أخري حتي كيب تاون بجنوب أفريقيا. وأكد جمال حجازي علي أنه سيتم افتتاح منفذ أرقين البري في نهاية العام الحالي بالتنسيق مع الجانب السوداني من أجل العمل علي زيادة معدلات الحركة التجارية. وفي السياق ذاته أوضحت السفيرة أحلام عبد الجليل القنصل العام لجمهورية السودان بأسوان، بأن افتتاح المنافذ البرية بين مصر والسودان هو بمثابة أبواب الخير التي ستأتي ثمارها بالشكل الذي يتناسب مع الإرادة السياسية لقيادة البلدين وحرصهم علي تفعيل التكامل وخاصة في ظل حماس من رجال الأعمال والمستشمرين يساندهم جهود كبيرة من محافظة أسوان والقنصلية السودانية، مؤكدة علي أنه جاري التنسيق لإزالة أي عوائق للحركة التجارية وخاصة في ظل منافسة جادة بين حركة النقل البري وحركة النقل النهري لينعكس ذلك علي تقديم خدمات أفضل لمواطني مصر والسودان.