في عام 2012 كتبت مقالاً بعنوان متي تعود مصر.. كانت مصر وقتها في أوج محنتها وكان المشهد مخيف خاصة والكثير من الدول العربية تنهار ولكني كنت علي يقين من أن الله جل جلاله سينجي كنانته.. كنت فقط أنتظر وأتساءل متي؟.. والآن.. وخاصة بعد المؤتمر الاقتصادي وبعد إفتتاح قناة السويس الجديدة أستطيع أن أقول أن 'مصر عادت'.. أشعر بأن مصر عادت قوية بل وأقوي بكثير مما كانت قبل المؤامرة عليها.. مصر الآن أصبحت علي أرض صلبة ورغم كل التحديات والأطماع والمكائد لها باتت تحظي باحترام العالم وبمحاولة كل الدول الأصدقاء والأعداء التقرب لها.. فقد كتب الله لها سبحانه الأمن والسلامة. ونحن المصريون المجندون لحماية مصر بالجيش وبالشعب.. قلبنا موازين القوي وغيرنا تاريخ وجغرافيا وحسابات العالم.. استطعنا تغيير التاريخ في 30يونيو.. وتغيير جغرافيا مصر والعالم في 6 أغسطس بافتتاح قناة السويس الجديدة التي ستعود علينا بالخير الكثير بإذن الله.. وتلك رسالة لكل أعداء مصر 'ماتجربش أبداً تكسر مصر'.. مصر ﻻ تنكسر بالعكس كل من يحاول بها سوء ينكسر هو بفضل الله.. ومصر تقوي أكثر وتفرح أكثر.. وأم الدنيا في طريقها الآن لمكانتها التي تليق بها بالعالم الأول. لكن تبقي أمور كثيرة وعاجلة يطمح لها الشعب المصري وصبر عليها وتحملها كثيراً.. والآن بعد الاستقرار الاقتصادي والسياسي لا مفر من تنفيذها ليكتمل استقرار مصر وبهائها.. سأطرح أهمها :- 1- العدل : فلا يمكن ان تنهض دولة بها ظلم او فساد فالعدل اساس الملك.. وجميعا نري المشهد.ولكن القرارات ليست بأيدينا نحن للتغيير فلتتدخل سيادة الرئيس لتخلص مصر من كل ذلك.. فليس عدلا أبدا أو منطقياً أن يستشهد شرفاء أحرار وطنيون مخلصون ويضحون بأرواحهم وحياتهم من أجل الوطن.. وفي المقابل الوطن يسيطر عليه الفاسدون والضالون.. فقد آن الآوان للقضاء علي الإرهاب الداخلي مثلما نجحنا في القضاء علي معظم الإرهاب الخارجي ولازلنا نقضي عليه.. وما الإرهاب الداخلي إلا امتداد للإهارب الخارجي ولا يقل أبدا اهمية عنه فلابد في القضاء عليهما معاً.. ولا سبيل لنا سوي التغيير للأفضل فمصر أغلي بكثير ممايحدث بها لذا ننتظر من الرئيس وعلي وجه السرعة العدل والتطهير من الفساد كما وعدنا. 2- من الأمور أيضاً المستفزة للمواطن المصري أن يذهب المواطن إلي عمله يومياً ويجد لازال الفساد موجوداً في مؤسسته وإنعدام الضمير سمة عامة نتيجة قيادات فاسدة وتتسم بالجهل والغباء لازالت في مناصبها حتي الآن.. لذا نتسائل أين الرقابة الإدارية في عهدك يا سيادة الرئيس...من فضلك هذا يتطلب فوراً تغييرهم ومحاكمتهم علي ما هو مثبوت عليهم من فساد مالي وإداري وأخلاقي.. كذلك حينما يذهب المواطن كي ينجز مصالحه أو أوراق في أي مصلحة ويصطدم بالبيروقراطية والروتين الذي يهلكه ويجد الرشاوي والفساد لا يزال هو السائد.. هذا يتطلب قوانين للمعاقبةعلي هذه الممارسات وتفعيل القانون ومبدأ الثواب والعقاب. ثم يستقل المواطن سيارته أو مواصلات عامة ليجد الاختناق المروري وحينما يقرر أن يتمشي ليريح أعصابه يجد القمامة في كل مكان حتي الهواء يصعب يتنفسه.. ينظر حوله يجد عدم تناسق في اشكال وألوان المباني مما يلوث بصره.. وهذا يتطلب تغيير سريع لمعظم هؤلاء المحافظين الفاشلين.. يعود المواطن إلي منزله ليتابع الأخبار فيجد وجوه مكروهه محفوظة لازالت موجودة في الوزارات وفي أماكن حيوية في الدولة لم يعد المواطن يطيقها خصوصاً بعد مرور ثورتين وهم لا يزالون موجودين.. وهذا يتطلب عزل كل هؤلاء فوراً سيادة الرئيس.. هذه الأمور كأمثلة لما يعاني منه المواطنون وليس حصر ولكنها الأهم والأخطر ويتعامل معها يومياً تقريبا فهناك مشكلات كذلك يقابلها حينما يذهب للمستشفي أو مشكلات التعليم وغيرها.. فكل ذلك يعيق التنمية والتقدم في مصر ويؤذي الشعب لم يعد المواطن يحتمل وننتظر قرارات جريئة وعاجلة من الرئيس الذي نثق به ونتوقع منه دائماً إرضاء المواطن...ولكي يا مصر السلامة... مذيعة بالتليفزيون المصري وعضو نقابة الصحفيين 16/8/2015