72 ساعة فقط تفصلنا عن الاحتفال التاريخي بإفتتاح قناة السويس الجديدة، ذلك الاحتفال الذي لا ينتظره المصريون فقط، بل ينتظره العالم أجمع.. لا صوت يعلو داخل وزارة الداخلية علي تأمين الاحتفالية التاريخية لشريان الحياة الجديد للمصريين، والذي يثبت بالدليل القاطع للعالم أجمع قدرة الشعب المصري العظيم وقيادته السياسية علي تنفيذ إرادته وآماله وطموحاته المستقبلية. وتحول مكتب اللواء مجدي عبد الغفار وزير الداخلية منذ بداية شهر أغسطس الجاري إلي قاعة اجتماعات، حيث عقد أكثر من ستة اجتماعات مع عدد من مساعديه، ومن بينهم اللواء صلاح حجازي مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن الوطني، واللواء كمال الدالي مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن العام، واللواء مدحت المنشاوي مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن المركزي، واللواء خالد يوسف مساعد وزير الداخلية لقطاع الشرطة المتخصصة، واللواء أبوبكر عبد الكريم مساعد وزير الداخلية للاعلام والعلاقات، واللواء أحمد راشد مدير الإدارة العامة لشرطة التأمين والحراسات، واللواء هشام درويش مدير مباحث الإدارة العامة لتأمين محور قناة السويس، وعدد من مديري الأمن، لوضع اللمسات النهائية علي المرحلة الأخيرة من خطة تأمين الاحتفالية. وكشفت مصادر أمنية رفيعة المستوي بوزارة الداخلية النقاب لوكالة أنباء الشرق الأوسط عن خطة تأمين الاحتفال بافتتاح قناة السويس الجديدة، مشيرة الي أن تنفيذ الخطة بدأ بالفعل منذ بداية شهر يوليو الماضي، من خلال شقين، الشق الأول يتمثل في شن حملات أمنية موسعة بمحافظاتالسويس، والإسماعيلية، وبورسعيد، لضبط كل ما من شأنه الإخلال بالأمن العام، وتمشيط شرق المجري الملاحي لقناة السويس علي نطاق واسع، بالإضافة إلي فحص أكثر من 40 مزرعة منطقة مأهولة، وكذلك فحص نزلاء الفنادق وقاطني الشقق المفروشة والتأكد من هويتهم. وأضافت المصادر أن الشق الثاني تمثل في تشديد الإجراءات الأمنية بالتنسيق مع القوات المسلحة بمحيط كافة المنشآت الهامة والحيوية علي مستوي الجمهورية علي مدار ال24 ساعة، وفي مقدمتها مجلسي الشعب والشوري، ومجلس الوزراء، ومبني اتحاد الاذاعة والتليفزيون، والبنك المركزي، ومحطات الكهرباء والمياه الرئيسية، ومدينة الإنتاج الإعلامي، لضمان عدم محاولة عناصر تنظيم الإخوان الإرهابي التعدي عليها، بالإضافة إلي تشديد الإجراءات الأمنية بمحيط كافة المواقع الشرطية، والتي تشمل أقسام ومراكز الشرطة ومديريات الأمن بمختلف محافظات الجمهورية، وذلك من خلال تعزيزها بمجموعات قتالية مسلحة آليا. وأكدت المصادر الأمنية أن المرحلة النهائية من خطة التأمين والتي بدأت اعتبارا من أول أغسطس الجاري، سيشارك بها نحو 10 ألاف ضابط وفرد شرطة من قوات الحماية المدنية، والمفرقعات، والبحث الجنائي، والقوات النظامية، والمرور، و100 من المجموعات القتالية التابعة للادارة العامة للعمليات الخاصة، و130 تشكيلا من قوات الأمن المركزي، مشيرا إلي أن المرحلة النهائية من خطة التأمين تشمل 6 محافظات هي الإسماعيلية، وبورسعيد، والسويس، بالإضافة إلي محافظاتالشرقية، والقليوبية، والقاهرة، والتي ستمر بها الوفود المشاركة للوصول إلي مقر الاحتفال بمحافظة الإسماعيلية. وأضافت المصادر أنه تم إنتداب عدد من القوات المشاركة في تأمين الاحتفالية من بعض مديريات الأمن والإدارات العامة، بما لا يؤثر علي العمل داخل تلك القطاعات، مشيرا في الوقت نفسه إلي تم رفع درجة الاستنفار الأمني علي مستوي كافة محافظات الجمهورية. 'تأمين موقع الاحتفالية وخطوط سير الوفود المشاركة وإحكام الرقابة علي المعابر من وإلي مدن القناة' وقالت المصادر الأمنية – لوكالة أنباء الشرق الأوسط - إن المرحلة النهائية من خطة تأمين الاحتفال بافتتاح قناة السويس الجديدة تشمل 3 محاور رئيسية، الأول تأمين مخيط منصة الاحتفال بمحافظة الإسماعيلية بالتنسيق مع القوات المسلحة، مشيرة إلي أنه سيتم الدفع بمجموعات قتالية من العمليات الخاصة، وخبراء المفرقعات، والبحث الجنائي، للعمل جنبا إلي جنب مع رجال القوات المسلحة علي تأمين منصة الاحتفال، وذلك تحت غطاء جوي من مروحيات الجيش التي ستشارك في عملية التأمين. وأضافت المصادر أن المحور الثاني من خطة التأمين يتمثل في تأمين خطوط سير الوفود المشاركة في الاحتفال منذ لحظة وصولهم إلي مطار القاهرة الدولي، مرورا بإنتقالهم من مقار إقامتهم ثم إلي موقع الاحتفالية، وذلك من خلال نشر الأكمنة الثابتة والمتحركة والتمشيط المستمر لطريق مصر / الإسماعيلية الصحراوي بعمق نحو 2 كيلو مترا في الإتجاهين، وتركيب عدد من كاميرات المراقبة علي الطريق والمحاور الرئيسية بمحافظة الإسماعيلية ومحيط منطقة الاحتفال لرصد كل ما من شأنه الإخلال بأمن الاحتفالية. وأشارت المصادر إلي أن المرحلة الثالثة والأخيرة من خطة التأمين تتمثل في إحكام الرقابة علي المعابر الحدودية من والي سيناء، والمتمثلة في نفق الشهيد أحمد حمدي، وكوبري السلام، ومعدية القنطرة، بالإضافة إلي باقي المعديات الموجودة علي ضفة القناه، وذلك لمنع تسلل أي من العناصر الإرهابية أو المتطرفة إالي مدن القناه، وكذلك تسيير دوريات شرطية مسلحة بالأسلحة الثقيلة علي ضفاف القناة من المحيط الداخلي لمحافظات القناة الثلاث، علي أن يتم تأمين ضفتي القناة باتجاه المياه من خلال رجال القوات المسلحة. 'غرفة عمليات رئيسية بالداخلية لمتابعة تنفيذ خطوات تأمين الاحتفالية' وأكدت المصادر الأمنية أنه تم نشاء غرفة عمليات رئيسية بوزارة الداخلية يشرف عليها اللواء مجدي عبد الغفار وزير الداخلية بنفسه، ويتم ربطها بغرف العمليات الفرعية التي تم إنشاؤها بمديريات أمن الإسماعيلية، والسويس، وبورسعيد، والقاهرة، والشرقية، والقليوبية، وقطاعات الأمن الوطني، والأمن العام، والأمن المركزي، لمتابعة تنفيذ خطة التأمين خطوة بخطوة. وأضافت المصادر أن غرفة العمليات الرئيسية ستقوم أيضا بالربط بين الخدمات الأمنية الميدانية، لتلقي المعلومات وإتخاذ القرارات المناسبة بما يتماشي مع المستجدات الأمنية علي أرض الواقع. وشددت المصادر الأمنية علي أن أي محاولة لتعكير صفو احتفالات المصريين بذلك الاحتفال التاريخي ستواجه بكل حسم وحزم وفقا للقانون، وأضافت قائلة ' من سيحاول إفساد فرحة المصريين.. لا يلوم الا نفسه'. وأكدت المصادر الأمنية اعتزاز القوات المشاركة في هذا الحدث الوطني الكبير الذي يمثل مبعث فخر لهم، مؤكدا إدراك القوات لواجبهم، واعتزازهم بثقة القيادة فيهم وعزمهم علي بذل كافة الجهود من أجل خروج الاحتفال بالمظهر المشرف الذي يليق بالوجه الحضاري المشرق لأرض الكنانة وشعبها العظيم