تركز نشاط الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الأسبوع الماضي علي متابعة جهود مكافحة الإرهاب وخطط تأمين البلاد في أعقاب العمليات الإرهابية الأخيرة، إلي جانب متابعة تنفيذ خطط تلبية احتياجات المواطنين من الكهرباء، ومشروعات استصلاح الأراضي والري، واتفاقيات القروض والمنح، كما أقر تعديل بعض أحكام قانون تقسيم الدوائر الانتخابية. واستهل الرئيس السيسي نشاطه الأسبوعي بتفقد عناصر القوات المسلحة والشرطة بشمال سيناء، وحرص الرئيس علي ارتداء الزي العسكري أثناء زيارته لشمال سيناء، وذلك لتقديم التحية الواجبة لكل فرد من أفراد القوات المسلحة ولتأكيد تضامنه معهم. واطلع الرئيس من كبار القادة العسكريين علي سير العمليات العسكرية في مركز العمليات، وتفقد أسلحة الإرهابيين التي تم ضبطها، وألقي كلمة أشاد فيها بتضحيات وبطولات القوات المسلحة والشرطة المدنية، ودورهم في التصدي للمخططات التي تتعرض لها مصر، كما أشاد بمساهمة القوات المسلحة في دفع عملية التنمية الشاملة بالبلاد من خلال تحسين قدراتها وتنمية الاقتصاد المصري وتطوير البنية الأساسية بالتعاون مع الشركات المدنية. وأضاف الرئيس أن التاريخ سيتوقف كثيراً أمام ما أحرزته القوات المسلحة من بطولات وما قدمته من تضحيات في ظل ظروف صعبة للغاية تمر بها المنطقة، منوهاً إلي أن الأجيال الجديدة ستشهد ذلك في السنوات القادمة. وأوضح الرئيس أنه كان من الضروري أن يعلم المصريون حقيقة المخطط الذي يُدبر لمصر، مؤكداً أن الأوضاع ليست فقط تحت السيطرة الكاملة ولكنها مستقرة تماماً، وأن المصريين بإمكانهم الاطمئنان علي بلدهم ما دام الجيش مستمراً في التصدي لكل محاولات زعزعة الاستقرار في كافة ربوع البلاد. وفي لقائه مع وفد اللجنة الأمريكية اليهودية، برئاسة ستانلي برجمان نوه الرئيس إلي أنه يتعين مواجهة خطر الإرهاب الذي تواجهه مصر في سيناء، محذراً من مغبة هذا الخطر ليس فقط علي مصر ولكن أيضاً علي الصعيد الإقليمي. ونوّه الرئيس أيضا إلي اتساع دائرة العنف والإرهاب التي لم تقتصر علي منطقة الشرق الأوسط وإنما شملت دولاً أخري في إفريقيا علي سبيل المثال، معتمدة في ذلك علي أفكار مغلوطة تتخذ من الدين ستاراً لها. وأكد الرئيس أن مواجهة خطر الإرهاب تستلزم تضافر جهود المجتمع الدولي لدحره والقضاء عليه، منوهاً إلي أهمية تحقيق التوازن والسلام في منطقة الشرق الأوسط بما يضمن مناخاً أكثر ملاءمة للأمن والاستقرار والتعاون، فضلاً عن العمل علي القضاء علي بعض الأسباب التي تستغلها الجماعات المتطرفة لاستقطاب الشباب ومن بينها الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة. واستعرض الرئيس في اجتماع مع وزير الدفاع والإنتاج الحربي ووزير الداخلية، ورئيس أركان حرب القوات المسلحة، ورئيس المخابرات العامة، وعدد من كبار قادة القوات المسلحة، تطورات الأوضاع الأمنية الداخلية، وكذلك الاستعدادات والخطط التي أعدتها مختلف أجهزة الأمن لتأمين البلاد. ووجه الرئيس بالحفاظ علي أعلي درجات اليقظة تحسباً للمخططات التي تستهدف زعزعة الاستقرار في البلاد، وبمواصلة خطط استهداف البؤر الإرهابية والإجرامية، فضلاً عن استمرار التنسيق الكامل في العمل الميداني بين القوات المسلحة والشرطة المدنية. وأكد الرئيس كذلك علي ضرورة إيلاء بالغ الاهتمام لأمن المواطنين، مشدداً علي أهمية التصدي بمنتهي الحزم والقوة لأي محاولات اعتداء علي المنشآت العسكرية والشرطية والحكومية والخاصة، بما يؤدي إلي تعزيز الأمن القومي المصري، ويساهم في تحقيق التنمية الاقتصادية للدولة. وواصل الرئيس السيسي متابعته لتنفيذ خطط تلبية احتياجات المواطنين من الكهرباء، حيث عقد اجتماعا مع كل من المهندس شريف إسماعيل وزير البترول والثروة المعدنية، و الدكتور محمد شاكر المرقبي وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، وشدد الرئيس علي أهمية تعظيم الاستفادة من الموارد والقدرات المتاحة، وذلك من خلال مواصلة أعمال الصيانة لمحطات توليد الكهرباء بشكل دوري لزيادة الكفاءة الإنتاجية، بالإضافة إلي تنفيذ التعاقدات الجديدة في أسرع وقت ممكن، سواء لشراء الوقود اللازم لتشغيل المحطات، أو بناء المحطات الجديدة. كما تناول الاِجتماع سبل ترشيد استهلاك الطاقة، وذلك عبر العمل علي تقليل نسبة الهدر والفاقد، والاعتماد علي اللمبات وأجهزة التكييف الموفرة للطاقة، وتركيب عدادات الكهرباء مسبوقة الدفع، إلي جانب ضرورة تعزيز إجراءات مكافحة تسريب التيار الكهربائي والعمل علي تحصيل مستحقات الدولة. كما تابع الرئيس السيسي معدلات تنفيذ مشروعات استصلاح الأراضي والري ويوجه بتحسين نوعية المياه، وذلك خلال الاجتماع الذي عقده مع وزراء الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، والموارد المائية والري، والزراعة واستصلاح الأراضي، واللواء مستشار وزير الدفاع للمشروعات. وتناول الاجتماع الوقوف علي التقدم المحرز علي صعيد مشروع استصلاح وتنمية المليون فدان، حيث تم عرض الأفكار المقترحة لأسلوب طرح وإدارة المجتمعات الجديدة وفقاً لرؤية الرئيس السيسي التي تقوم علي أساس تنموي يهدف إلي إنشاء مجتمعات حضارية متكاملة من حيث الإسكان والزراعة وإقامة مصانع للمنتجات الزراعية، مع ضرورة تطبيق أساليب الري الحديثة للحفاظ علي الموارد المائية المتاحة، وذلك بالإضافة إلي توفير المرافق والخدمات وكافة التجهيزات اللازمة. وقد وجه الرئيس السيسي بأهمية الانتهاء من إعداد تصور متكامل يتضمن الشروط اللازمة لطرح الأراضي المستصلحة علي الراغبين من المستثمرين والشباب وبقية فئات المجتمع، كما شدد الرئيس علي ضرورة إيلاء اهتمام خاص لعملية تحسين جودة المياه للشرب والري، منوهاً إلي آثار ذلك علي صحة المواطنين، كما وجّه بأهمية الانتهاء من مشروعات وإجراءات تحسين نوعية المياه في الترع والمصارف في أقرب وقت ممكن. وعقد الرئيس السيسي اجتماعا مع الدكتورة نجلاء الأهواني وزيرة التعاون الدولي، لمتابعة الموقف بالنسبة لاتفاقيات القروض والمنح التي توقعها الحكومة ممثلةً في وزارة التعاون الدولي، فضلاً عن الوقوف علي المشروعات المختلفة التي يتم تنفيذها بتمويل من هذه القروض، وسبل تذليل العقبات التي تعترض عملية تنفيذها. ووجه الرئيس السيسي بأهمية تركيز القروض علي المشروعات الخدمية التي تمس الحياة اليومية للمواطنين، مثل مياه الشرب والصرف الصحي، فضلاً عن الارتقاء بجودة الخدمات المقدمة للمواطنين في قطاعيّ التعليم والصحة. واستعرض الرئيس عبد الفتاح السيسي مع المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء مجمل تطورات الأوضاع السياسية والاقتصادية وآخر المستجدات علي الساحة الداخلية، حيث وجّه الرئيس بإيلاء الاهتمام لتوفير احتياجات المواطنين ومكافحة الفساد والغلاء، فضلاً عن إقرار الأمن وتحقيق مزيد من الالتزام والانضباط في الشارع المصري. ووجه الرئيس بأهمية الانتهاء من كافة المشروعات القومية الجاري تنفيذها في المدي الزمني المقرر لها، وبأهمية تخطيط كافة الوزارات ومؤسسات وهيئات الدولة لآليات إنفاقها وذلك في ضوء ترشيد الإنفاق الحكومي وفقا لما تم إقراره في بنود الموازنة العامة للدولة للعام المالي 2015/ 2016، فضلاً عن أهمية تحصيل كافة مستحقات الدولة للمساهمة في الوفاء بالتزاماتها وتلبية احتياجات المواطنين. وتلقي الرئيس دعوة للمشاركة في الدورة الثالثة لقمة المنتدي الهندي الإفريقي خلال استقباله مختار عباس نقفي، وزير الدولة للشئون البرلمانية وشئون الأقليات الهندي والمبعوث الخاص لرئيس وزراء الهند. وطلب الرئيس من الضيف نقل تحياته لرئيس الوزراء الهندي، مشيداً بالعلاقات المتميزة التي تجمع بين مصر والهند، والتي تتميز بعمقها التاريخي، وأكد الرئيس تطلع مصر لتنمية وتطوير العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، مشيداً بالتجربة الهندية في تحقيق التقدم والنهوض السياسي والاقتصادي، مما وضع الهند في مصاف القوي الدولية البازغة التي استطاعت تحقيق معدلات نمو سريعة ومرتفعة. وأشار الرئيس إلي الفرص الواعدة للتعاون بين مصر والهند في إفريقيا، منوهاً إلي إمكانية استفادة الهند مما تتمتع به مصر من موقع متميز وإمكانيات كبيرة لتكون بمثابة نقطة انطلاق للهند إلي إفريقيا بما يحقق المصلحة المشتركة للبلدين. وأصدر الرئيس قرارا جمهوريا بتعيين المستشار سامح كمال إبراهيم رئيسا لهيئة النيابة الإدارية، والذي أدي اليمين الدستورية، وأكد الرئيس السيسي في الاجتماع الذي عقده معه الدور المحوري للنيابة الإدارية في مكافحة الفساد، وقد ومنح الرئيس وسام الجمهورية من الطبقة الأولي لاِسم المرحوم المستشار عناني عبد العزيز عناني، رئيس هيئة النيابة الإدارية السابق، وذلك تقديراً لجهود الفقيد ومسيرة عمله الحافلة التي ساهم خلالها في إقرار العدالة. واختتم الرئيس عبد الفتاح السيسي نشاطه الأسبوعي بإقرار تعديل بعض أحكام قانون تقسيم الدوائر الانتخابية، بحيث تقسم مصر إلي 205 دوائر للانتخاب بالنظام الفردي و4 دوائر للانتخاب بنظام القوائم