استنكرالرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس، باسمه واسم أئمة وخطباء وعلماء ومدرسي الحرمين الشريفين، ومنسوبي الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، الحادث الإجرامي والهجوم الدموي الذي استهدف المصلين أثناء أداء صلاة الجمعة هذا اليوم، ببلدة القديح في محافظة القطيف. وعدّ كل ذلك إجراماً، وفساداً، وعدواناً، وإرهاباً، وطغياناً، مستشهداً بقوله تعالي: 'وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ' 'سورة الأنعام: 151″، وقَوْلُهُ تَعَالَي: 'وَمَنْ يَقْتُل مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً' 'سورة النساء: 93″. ودعا الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي إلي تقوي الله – عز وجل – والحذر من أعمال العنف والجرائم الإرهابية التي هي من الشر العظيم الذي يُهدد أمن المجتمعات واستقرارها، مؤكداً أن هذه الأفعال الشنيعة، والأعمال الإرهابية خديعة أعداء الإسلام بهذه الوسائل الإجرامية التي جعلوا بلاد المسلمين ميداناً لتجربتها فيهم، وهم في بلادهم لا يطالهم شيء منها، مبيناً أن الدماء التي تراق دون وجه حق، وبلا سبب شرعي إنما هي ظلم وعدوان، وإرعاب وإرهاب، ومسالك جاهلية، وقد جاء في الحديث: 'لَا يَزَالُ الْمَرْءُ فِي فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ مَا لَمْ يُصِبْ دَماً حَرَاماً'. وشدد الشيخ السديس علي أن الشريعة الغراء جاءت لحفظ الدماء، وتعظيم شأنها, وأهاب بالجميع الحذر من هذه المسالك الضالة, وتحقيق الأمن بجميع صوره لا سيما علي الأنفس والأبدان، مشدداً علي خطورة استهداف بيوت الله والمساجد، ودور العبادة والمصلين، بمثل هذه الأعمال الشنيعة، فحق المساجد عمارتها وصيانتها، وتجنيبها كل ما يخل برسالتها، فضلاً أن تجعل مكاناً للجرائم والموبقات، وعدم مراعاة حرمة المكان والزمان، وتعريض أمن بلاد الحرمين الشريفين للعبث والفوضي، وخرق وحدة شعبه بتصرفات تجسد الفرقة، وتذكي الطائفية، وتخالف ما سارت عليه هذه البلاد المباركة منذ عهد الإمام المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود – رحمه الله. ودعا الرئيس العام للشهداء بالرحمة، والمغفرة، والرضوان، وأن يكونوا في عداد الأبرار في أعالي الجنان، كما دعا للجرحي بالشفاء والعافية، ولولاة الأمر ولأهل الشهداء بحسن العزاء، وجبر المصاب، وإلهام الصبر، والاحتساب، وعِظَم الأجر والمثوبة، وأن يحفظ الله بلادنا من عدوان المعتدين، وإرهاب الحاقدين المتربصين، وأن يديم علينا وعلي بلادنا وبلاد المسلمين، الأمن والأمان، والاستقرار والاطمئنان.